الأخبار اللبنانية

بعد “أدراج التغيير” و”أدراج التضامن” لإنماء الأحياء القديمة في طرابلس

“أدراج الإندماج”: مشروع جديد لـ “مؤسسة الصفدي” بتمويل من مكتب التعاون الإيطالي–السفارة الإيطالية أطلقت “مؤسسة الصفدي” بتمويل من مكتب التنمية والتعاون الايطالي التابع للسفارة الايطالية في لبنان، مشروع “أدراج الإندماج” الهادف إلى دمج المجتمع المحلي لأحياء طرابلس القديمة خاصة الفئات الأكثر تهميشاً، من خلال إدراجهم في أعمال مشتركة وضمان مشاركتهم الفاعلة في تحسين أوضاع منطقتهم، وتمكين الموطنين ليصبحوا عامل تغيير من خلال إشراكهم في مبادرات تنموية مع المجتمع المحلي. المشروع الذي يمتد على فترة 7 أشهر، سينفذ في منطقة عقبة المخلوف التي تتميز بدرجها التاريخي الذي يربط سكان هذه المنطقة والعابرين فيها مع طلعة الرفاعية، بما يسهل وصولهم إلى أسواق طرابلس الداخلية لتأمين حاجاتهم اليومية. تمتاز هذه المنطقة بتواجد ميتم ” دار طرابلس للرعاية الاجتماعية” الذي يضم حوالى 50 طفلاً يتيماً والذين سيشاركون في انشطة المشروع  مع أطفال منطقتهم في تحسينها والدفاع عن حقوقها.
السفير الإيطالي: هدفنا من هذه المشاريع تعزيز حق السكان ليصبحوا مواطنين فاعلين
ودعاة قيادة لتغيير إيجابي في مجتمعاتهم
وقد اعتبر السفير الإيطالي في لبنان السيد جيوسيبي مورابيتو أن “هذه المبادرة تطرح نفسها ضمن آلية استمرارية التواصل مع المبادرات السابقة التي اقترحت ونفذت من قبل “مؤسسة الصفدي” في المنطقة، وبتمويل من مكتب التعاون الإيطالي، وهي تؤكد شراكة متينة أنشئت على مر السنين”. وحول أهمية مثل هذه المشاريع الرائدة قال: “إنها تجمع بين المواد وأعمال البنية التحتية لتحسين نوعية حياة الناس مع الأنشطة الهادفة التي تعزز التماسك الإجتماعي والثقة والدعم المتبادل بين المجتمع وبين الجنسين وتقريب المسافة بين الأجيال”. أضاف السفير الإيطالي: “لدي اقتناع راسخ بأن أحد الجوانب الرئيسية لضمان عملية التنمية الحقيقية في جو من الإندماج في المجتمع والتسامح هو خلق مستويات مرضية من الحياة، وخاصة بالنسبة للأطفال، الذين يمثلون المستقبل”.
علم الدين: تركيزنا على “الأدراج” لأنها جسر التواصل بين أهل المدينة الواحدة
ويلفت المدير العام لـ”مؤسسة الصفدي” إلى أن “المشروع المذكور هو الثالث بتمويل من مكتب التعاون الإيطالي التابع للسفارة الإيطالية في لبنان، فقد نفذنا سوية مشروع “أدراج التغيير” لتأهيل درج القبة – ضهرالمغر الذي يصل منطقتي القبة والسويقة مع كافة أطراف مدينة طرابلس، ومشروع “أدراج التضامن” لتأهيل أدراج منطقة النملي، وهي جميعها مشاريع تندرج ضمن برنامج التنمية المحلية الذي يعتمده قطاع التنمية الاجتماعية في “مؤسسة الصفدي” لتعزيز حس انتماء الأهالي لمناطقهم، وقد وقع اختيارنا مع شركائنا على الادراج القديمة، لما لها من قيمة أثرية ومعنوية في لعب دور جسر التواصل بين أهل المدينة الواحدة.    
وتوجه بالشكر لمكتب التعاون الإيطالي وللسفارة الإيطالية على الثقة والدعم لمؤسسة الصفدي، وإيمانها الكبير بقدرات أهالي الأحياء المهمشة من طرابلس.

ولفت علم الدين إلى أنه إضافة إلى الواقع المتدري للدرج، فعتباته مكسرة وغير متناسقة. التمديدات الكهربائية ليست آمنة للعابرين، لا وجود لدرابزين أو مكبات للنفايات. وبيئياً، تنتشر في المنطقة روائح كريهة ناتجة عن تمديدات الصرف الصحي الشبه مهترئة مما  يؤثر على صحة السكان. كما ويفتقر الحي للمساحات الخضراء الغائبة عن الدرج، فإن هناك سبباً إنسانياً يكمن وراء اختيار عقبة مخلوف، حيث أطفال دار الأيتام يعانون من غياب مشاركتهم في الحياة الاجتماعية التي تحيط بهم بما يؤثر سلباً على الثقة بالنفس، إضافة إلى الشعور بالإهمال والتهميش، وعدم الاهتمام بالإندراج في أي نشاط اجتماعي عام، وذلك في ظل عدم تخصيص السلطات المحلية أي موارد لتحسين ظروف المناطق وسكانها الذين لا يتمتعون بالمهارات التي تمكنهم من نقل احتياجاتهم ومخاوفهم إلى المعنيين.
مديرة المشروع: 15 متطوعاً من المنطقة ومحيطها مسؤولون عن إدارة الأنشطة
عن أنشطة المشروع، تفيد مديرته مايا الغول، إلى أنه “يطال الأطفال، الشباب والسكان من خلال جملة من الأنشطة تبدأ بعملية تأهيل وتجميل البنى التحتية والشكل الخارجي للدرج بإشراف مهندس مختص، إعداد مجموعة من 15 متطوعاً من المنطقة ومحيطها مسؤولون عن إدارة الأنشطة، على أن يشاركوا في برنامج تدريبي حول مواضيع بناء فريق العمل، ومهارات الاتصال، المناصرة وغيرها، إضافة إلى تدريب مجموعة من الأطفال على مهارات ودور الشرطي البيئي في الأحياء القديمة ليكونوا مسؤولين عن تحسين الظروف البيئية للدرج بما في ذلك تنفيذ حملات مناصرة، حملات توعية ويوم زراعي في المنطقة.
أضافت: ومن ضمن الأنشطة أيضاً، المبادرة الثقافية، وهي عبارة عن تنفيذ برنامج تدريبي للذاكرة الجماعية، حيث سيتعرف الشباب على كيفية استكشاف وكتابة ذاكرة المنطقة، وتدريب الشباب على كيفية نقل هذه الذاكرة الى المواطنين من خارج المنطقة، إضافة إلى تنظيم وتنيفذ نشاط ثقافي على الدرج حيث سيتم دعوة المواطنين من كل أنحاء لبنان لاسكتشاف القيمة والغنى التاريخي والثقافي للمنطقة، وأخيراً تنفيذ برنامج المهارات الحياتية للأطفال الذي سيركز على مواضيع مختلفة كالثقة بالنفس، مهارات التواصل، حل النزاعات وغيرها. كما سيشارك المتطوعون أيضاً في حصص المهارات الحياتية بحسب احتياجاتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى