المقالات

إخفاء جرحى وجثث في حوادث طرابلس بقلم:حسان الحسن

لاريب أن قرار إشعال مدينة طرابلس وإقحامها في الأزمة السورية خارخي، ويتم تنفيذه من خلال تحريك

جرحٍ قديمٍ بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن، لمحاولة افتعال فتنةٍ مذهبيةٍ بين مكونات المدينة تؤدي الى ضرب استقرارها، ثم تحوّلها إلى بؤرةٍ أمنيةٍ خارجة على القانون، لتكون بمثابة “منطقةٍ عازلةٍ” ترمي إلى استهداف الاستقرار السوري.

وتؤكد الخروقات اليومية للهدنة المعلنة، رغم إجماع الفاعليات الطرابلسية على رفع الغطاء عن اي مسلح، بالإضافة الى الانتشار الذي ينفده الجيش والقوى الأمنية في المناطق التي كانت مسرحاً للإقتتال، أن أمر العمليات ليس داخلياً، ومرتبط بالوضع الأقليمي، ولعل أبرز دليل على ذلك، هو مشاركة مقاتلين سوريين في حوادث طرابلس الأخيرة، بحسب مصادر شمالية متابعة.

وفي هذا الصدد، تشير المصادر إلى أن عدد قتلى الطرف المهاجم لجبل محسن بلغ أربعة عشر قتيلاً، تم تشييع ستة منهم في طرابلس، وواحد في عكار، وآخر في الضنية، أما الستة المتبقين، فقد تم إخفاء جثثهم، مرجحةً أن يكون السبب في ذلك، أنهم غير لبنانيين، وبالتالي فأن الكشف عن هويتهم، يحرج بعض الأفرقاء المحليين الذين حولوا عاصمة الشمال إلى ساحةٍ لتصفية الحسابات الإقليمية، تحت شعار “نصرة أهل السنة والجماعة”، على حساب استقرار أبناء طرابلس وأمنهم الاجتماعي والمعيشي.

وفي السياق عينه تكشف المصادر أن جريحان سوريان اخفيا من مستشفيات طرابلس كافة، أحدهم يدعى (فراس المصري)، للسبب الآنف الذكر.

وتعتبر المصادر أن الوضع الأمني في طرابلس هش، مادام قرار التوتير ليس داخلياً، ومرتبطاً بالوضع السوري، كاشفةً أن جهات إسلامية معارضة لسياسة تيار “المستقبل” وحلفائه، تلقت تحذيرات من أحد الأجهزة الأمنية لأخذ الحيطة والحذر في ضوء الإنفلات الأمني الذي تعانيه المدينة.

وفي هذا الصدد، أبدت مصادر إسلامية معنية بالتهديدات المذكورة تخوفها من إتساع رقعة الاشتباكات في طرابلس في المرحلة المقبلة بعد تصدي الجيش اللبناني بحزم للمسلحين في محاور الاشتباكات الراهنة، ما يدفع أصحاب مشروع “المنطقة العازلة” إلى نقل مسرح الاقتتال إلى داخل المدينة، في محاولةٍ جديدةٍ لاتمام مشروعهم.

من هذا المنطلق، تؤخذ المصادر الاسلامية  التهديدات على محمل الجد، مؤكدةً دخول مقاتلين تكفيريين من جنسيات عربية وخصوصاً من التابعية السورية إلى طرابلس، للالتحاق بالمجموعات المسلحة المعادية لدمشق، لمؤاذرتها في عملياتها.  

وتسأل المصادر ماذا سيكون مصير هؤلاء المقاتلين في حال حصول تسوية للازمة السورية، وهل سيخرجون من لبنان؟ محذرةً من إنتقال المشهد السوري الراهن الى لبنان، إذا لم يتم تدراك الوضع في طرابلس.

إن ما يحدث في عاصمة الشمال اليوم، هو تكرار لسيناريو العام 1983، عقب فشل محاولة تنظيم الاخوان المسلمين الاستيلاء على السلطة في دمشق، ثم فرار مجموعات منهم إلى طرابلس، حيث تم تجنديها آنذاك من قبل أحدى الجهات إلاقليمية لقتال أهالي جبل محسن في حرب عبثة لم يحقق فيها اي طرف انتصاراُ على الآخر، وكان المواطن الطرابلسي الخاسر الأكبر فيها، ولم ينته يومها الوضع الأمني الشاذ، إلا بعد دخول الجيش السوري الى طرابلس في العام 1985، الذي اعاد الهدوء إليها الى نحو عقدين من الزمن.

والسؤال المطروح بإلحاح اليوم، هل تتعظ أطراف التويتر من تجارب الماضي، وتعقد مصالحة تاريخية تعيد الأمن والامان إلى ثاني اكبر مدينة في لبنان وبالتالي تجنبها المزيد من الخسائر، أم أن الشعب اللبناني اعتاد طرق المعالجة الخارجية؟

موقع tayar.org

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى