ثقافة

باسم الشعب الصادق

      بقلم الأستاذ الدكتور هاشم الأيوبي

إلى الأستاذ #رياض_طوق ، المحترم معدّ برنامج “بإسم الشعب”.

في البداية كنت اتوقع أن يلفت انتباهك والدك الكريم وصديقنا د. انطوان ، إلى أنّ الأصحّ : باسم الشعب ، اي بدون همزة قطع .

برنامجك امس الثلاثاء ١٦ تشرين الثاني الحاليّ لم يكن كلّه باسم الشعب ، الشعب الذي يريد الحقيقة .

القصة تنطلق من بيان إدارة التعليم العراقي والبعثات العلمية بإيقاف التعامل حاليّا مع ثلاث جامعات بينها #جامعة_الجنان التي اتولّى أنا فيها عمادة كلّية الآداب والعلوم الإنسانية . وتبرير ذلك الأعداد الكبيرة والتعليم الحضوري والمدمج ومعايير اكاديمية منها نسبة الطلاب إلى عدد الأساتذة .

وهناك شق ثانٍ يتعلق بعمليات تزوير شهادات تقوم بها عصابات بين لبنان والعراق.

هذا الشق ربطتموه انتم بهذه الجامعات دون ادنى بيّنة ، وهذا لا يجوز .

إن الشهادة عندنا تمر بأربعة عشر ملفا كلها موثقة منذ اختيار الطالب للموضوع واختيار مشرف له وإبلاغ الطالب والمشرف خطّياً مع توقيعهما . ثم موافقة مجلس الجامعة . بعدها يعدّ الطالب مخططا يوافق عليه المشرف مع لجنة علمية ويوافق عليه مجلس الجامعة ويضم إلى ملف الطالب حتى يوم المناقشة للتأكد من مطابقة المخطط للعمل .بعدها يرسل المشرف تقارير دورية للعميد حول سير العمل .

وعندما ينتهي الطالب لا تشكل لجنة إلّا بعد مرور العمل على برنامج ٠ ونسبة ٢٠ بالمئة .ثم بعد التدقيق اللغوي والإخراجي قبل المناقشة . وتسجل كل المناقشات بالصوت والصورة .وإذا كان هناك من ملاحظات اساسية للجنة المناقشة لا يعطى الطالب شهادته إلّا بعد القيام بما طلب منه .

هكذا جدّية الشهادة عندنا ومكاتبنا مفتوحة لمن يبحث عن الحقيقة .

امّا التزوير فهناك عصابات يمكنها تزوير اسمي واسمك وتوقيعي وتوقيعك .

امّا ما ذكره الزميل الصديق د.حارث سليمان الذي احترم نضاله ومواقفه وموضوعيته وتفكيره العلمي حول جامعات خاصة فيها استاذ يشرف على ٢٠ اطروحة . لماذا لا تذكر اسم هذه الجامعة ؟

فقط في قسم اللغة العربيّة وآدابها ، مرحلة الدراسات العليا عندنا في الجنان أربعة وعشرون دكتورا متفرغاً للبحث العلمي يحملون لقب الأستاذية . وهم ، كما طلّاب الجنان ، من كل المناطق والطوائف والمذاهب ، من هذا “الشعب” . ولا يحق للأستاذ ان يشرف على اكثر من اربعة طلاب ويرتفع العدد إلى ستة في حال وجود مشرف مشارك .

معظم هؤلاء الزملاء هم من الجامعة اللبنانية ومن الأسماء المعروفة بتاريخها الأكاديمي .

” طوشتونا ” ب” الجامعات العريقة !!”

هل كان علينا ان نأخذ من طلابنا عشرات الألوف من الدولارات حتى نصبح من ” الجامعات العريقة ” ؟

وهل اخطأنا باننا نأخذ بالليرة اللبنانية من كل الطلاب لبنانيين وعربا على اساس سعر الدولار ١٥٠٨ل.ل. بحيث لا يتكلف الطالب ابن هذا ” الشعب ” اكثرمن الف دولارلثلاث سنوات دكتوراه في الآداب؟

نحن يا عزيزي عندما التحقنا بجامعتنا الأم اللبنانية اواسط الستينات لم تكن تعنينا هذه الجامعات العريقة لاننا كنا نعتبرها ليست لنا نحن ابناء القرى والطبقات المتوسطة وإنما هي حكر على طبقة معيّنة .

رحم الله خليل حاوي الذي كان يدرّس في إحدى هذه الجامعات العريقة وكان يعطينا محاضرات في كلّية التربية في الجامعة اللبنانية ، كان يقول لنا : هنا اجد نفسي .

ورحم الله الرئيس الشهيد رفيق الحريري عندما استقبلنا بعد مرسوم تعييننا عمداءسنة ٢٠٠١ ، حين قال لنا : ما أريده منكم ان تبنوا جامعة بكل معنى الكلمة .ثم اردف : اريد من طالب الجامعة اللبنانية ان يفتخر بجامعته على كل الجامعات .

نعم يا عزيزي ، انا قضيت نصف قرن في الجامعة اللبنانية ، طالبا ممنوحا في كلية التربية ثم مبعوثا بمنحة دكتوراه ، ثم ومنذ ١٩٧٣ أستاذا ، فعميدا لعشر سنوات . فهل تظن اني عندما اصبح عميدا في جامعة الجنان أضحي بكل تاريخي؟

ثمّ هل كثير على ابن الشمال من عكار إلى طرابلس، فالضنية والمنية فبشري والكورة وزغرتا والبترون أن يكون عنده جامعة تحترم نفسها وتحترم شعبها الذي لم يعد باستطاعته حتى ان يدفع اجرة النقل إلى بيروت ؟

وهل كثير على ابن صيدا والجنوب والإقليم ان يكون عنده فرع للجنان تغنيه عن السفر البعيد .؟

سنبقى واثقين بانفسنا ، باساتذتنا وطلابنا وشعبنا مهما كثرت حملات الظلم علينا ولن نحرم طلّابنا من حقهم في العلم والمعرفة ، حتى لو اضطررنا ان يكون ذلك دون مقابل لان رسالة الجامعة التي وضعتها الرئيسة المؤسسة د. منى حداد يكن، رحمها الله ، لم تكن تنطلق من فكرة الربح والخسارة الماديين . والرعيل الأول من اساتذة
الجامعة يذكرون تماما ان عملهم كان في معظمه تطوعيا .

باسم الشعب ندعوكم ان تكونوا منصفين وموضوعيين ، وهذا في صلب رسالتكم الإعلامية .

الأستاذ الدكتور هاشم الأيوبي

عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية
في جامعة الجنان
عميد معهد الفنون الجميلة
في الجامعة اللبنانية سابقا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى