ثقافة

مصورون هواة يعرضون في “مركز الصفدي الثقافي”

الصورة الحقيقية لمدينتهم طرابلس بجمالها وواقعها الحزين بتنظيم من “مؤسسة الصفدي”، عرض خمس هواة من طرابلس مواهبهم الفوتوغرافية في “مركز الصفدي الثقافي”، معبرين عن واقع مدينتهم الحقيقي بدون تجميل أو تزييف، كلٌ وفقاً لرؤيته الخاصة ومتشاركاً مع عدسته في التعبير عنها. فقد أراد المصورون الخمسة: بلال السوسي، مايا علم الدين، سميرة بارودي، بدر صفدي وحنان فنج، من خلال مبادرتهم هذه عرض الحياة الحضرية لطرابلس والإعلان بصوت عالٍ عن حبهم الكبير لمدينتهم التي عانت من الإهمال والتهميش والتشويه الكثير الكثير. ومن المتوقع أن يتم تطبيق هذا المشروع سنوياً مع مجموعات مختلفة من الشبان الهواة لإتاحة الفرصة لهؤلاء للتعبير عن نظرتهم الخاصة لمدينتهم وحثّهم على التقدم والتطور في مجال التصوير الفوتوغرافي لتصبح الصورة أداة تغيير في مجتمعاتهم.
المعرض الذي افتتح بحضور رئيس بلدية الميناء السفير محمد عيسى، والمدير العام لـ”مؤسسة الصفدي” رياض علم الدين، وحشد من المثقفين من أبناء طرابلس والشمال وإعلاميين، تميز بكثرة الاستفسار من الحضور عن فحوى الصور المعروضة التي وإن كانت من طرابلس، إلا أنهم أحسوا أنهم غريبين عنها.
وقد تميز هذا المعرض بخمس أنماط من التصوير الفوتوغرافي، فقد عرض بلال السوسي ما اختزنه من صور “أيقونية” في ذاكرته عن طرابلس منذ كان طفلاً، فحاول جاهداً إعادة تصويره بعد ما يزيد عن العقدين من العمر، مؤكداً أنه يهدي هذه الصور إلى شباب وشابات طرابلس بشكل خاص ليزينوا بها جدران غرفهم ويتمسكوا بمدينتهم ويحافظوا عليها.
أما مايا علم الدين، الغاضبة من إهمال أهل طرابلس لمدينتهم “طرابلس المتروكة”، فقد أرادت أن تنقل ما التقطته كاميرتها التي تعتبرها “عينها”، من القصص المهمة بواقعها المهمش وبشفافية منقطعة النظير، تاركة الخيال للمشاهدين، من دون أن تنسى توجيه دعوة إلى الطرابلسيين، بضرورة الإبقاء على عيون طرابلس.
في حين أطلقت سميرة بارودي، صرخة من القلب من خلال صورها التي تعبر عن فكرة طرابلس التي لا تفنى، منطلقة مما رسخ في مخيلتها منذ الصغر عن نور الشمس الذي دفعها إلى الولوج إلى عالم الفن والطبيعة الإنسانية.
وتميزت صور بدر الصفدي باستخدامه التصوير الرقمي “ديجيتال” لتنفيذ صوره وفقاً لتقنية التصوير بالأبيض والأسود، معبراً عن الوجوه والأشخاص في بيئاتهم الخاصة، مستمداً إلهامه من عمالقة التصوير أمثال هنري كارتييه-بريسون ووالكر ايفانز وادوارج وستون.
أما حنان فنج، فقد قدمت رؤيا أسمتها “مدينة الليغو”، المدينة الدراماتيكية الإزدحام والتفكك الفوضوي، ملتقطة بعينها الثانية “عين القلب”، لحظات الجمال والروعة التي ما زالت طرابلس تهديها لأبنائها، فخلقت صوراً عاطفية، تعبيرية وسريالية، وفقاً لما تشعر به.
وقد افتتح المعرض بكلمة مقتضبة باسم المصورين الخمسة، نقلتها مايا علم الدين، فوجهت الشكر إلى المؤسسة والحضور، مؤكدة أن هذا المعرض يظهر طرابلس المنسية والمهمشة بنظرة فنانين يحسون الحركة والضوء والصورة بكل شفافية، معتبرة أن هذا العمل هو خطوة أولى في مشروع مشترك في المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى