ثقافة

أوسيب لبنان : تطرف الخطاب الديني والسياسي ينذر بتدمير انجازات النهضة العربية

يعبر الاتحاد الكاثوليكي الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان (أوسيب لبنان) عن قلقه من تطرف الخطاب الديني والسياسي والاعلامي في هذه المرحلة، والذي سجل خروقات كبيرة في التعرض للقيم الدينية والمدنية والمراجع الروحية وابتعادا عن قيم التسامح والحوار وقبول الاخر، الامر الذي من شأنه ان يضاعف التوتر الحاصل في مجتمعاتنا العربية ويشجع الفئات المتطرفة ويهدد  بالعودة الى عصور ما قبل الجاهلية من التخلف والتعصب والصراعات المتخلفة، كما ينذر “بقرون وسطى” تدمر ما بنته مسيرة النهضة العربية الحديثة حتى الان.

1.                 ان الاتحاد اذ يعبر عن المه من الدعوات التي دعت الى هدم الكنائس في شبه الجزيرة العربية، والتجريح في حق القادة الروحيين وفي مقدمتهم غبطة البطريرك الماروني والتعرض لرئيس الرهبانية المخلصية واستهداف عدد كبير من الكنائس والمزارات، يرى ان هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان والمنطقة تتطلب مزيدا من الوعي من جانب المسؤولين وقادة الرأي بهدف التأكيد على المسلمات الوطنية واولها احترام التعددية الفكرية والدينية واعتبارها مصدر غنى للمجتمعات وتساهم في غنى الحضارات وفي التصدي للتطرف والانعزال والتخلف. لذلك يبدو خطاب الحوار المنطلق من المصلحة العامة اكثر فائدة من  الدعوات الى العنف والتجريح الشخصي واثارة الغرائز.

2.                 يرحب الاتحاد بتأسيس نقابة جديدة ومستقلة للعاملين في الاعلام المرئي والمسموع، وهو اذ يهنئ الزملاء المؤسسين بهذه الخطوة الرائدة يتمنى اعادة تنظيم شاملة للبنية النقابية الاعلامية في لبنان لكونها احد الشروط الضرورية لعودة الصحافة اللبنانية الى ريادتها من خلال تأمين الضمانات الضرورية للعاملين في القطاع وضمان حرية الصحافي التي تبدأ باستقلاليته المادية.

3.                 يعبر الاتحاد عن تضامنه مع الصحافيين الذين تطالهم موجة التسريح من بعض وسائل الاعلام اللبنانية والتي هي في جزء كبير منها  نتيجة الضائقة المالية التي تعاني منها كل وسائل الاعلام اللبنانية من دون استثناء، او نتيجة تطور التقنيات الاعلامية ، ما يفرض على الوسائل التأقلم مع المستجدات.

4.                 غير ان هذا  الواقع الصعب والاليم يؤكد على ضرورة قيام خطة عامة بدعم الاعلام اللبناني الذي شكل طوال عقود واجهة الثقافة اللبنانية المتميزة ورافعة لقيم الحرية والعدالة والمساواة والتعددية وللنظام الديمقراطي. وان تراجع الاعلام اللبناني من شأنه ان يهدد هذه القيم التي يحتضنها. من هنا ضرورة البحث في اليات دعم مسيرة وسائل الاعلام اللبنانية من خلال تضامن السلطة مع المجتمع المدني في بحث الاليات الممكنة كي يعود هذا الاعلام الى سابق وهجه بعد التراجع الذي سجله في المرحلة الاخيرة.

5.                 يرى الاتحاد  في غياب البابا  شنودة  في هذه الظروف التاريخية خسارة كبيرة  ، ليس  لمصر وللكنيسة القبطية   وحدهما،  بل ايضا لكل الكنائس  والبلدان العربية  ،  حيث كان على مدى اكثر من نصف قرن  مثال القائد الروحي والوطني الصافي ، الذي يستحق من الجميع ان  تؤخذ مواقفه الشجاعة  وتعاليمه  المستنيرة  بايمانه المسيحي العميق واصالة تراث كنيسته  المرقصية نموذجا للقيادة ، وحافزا للتجدد في الرجاء ، من اجل ولادة  المجتمع الديمقراطي والتعددي في شرقنا   التائق الى  نفحات الروح  التي شهد لها  الراحل الكبير في اجلى صورها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى