الشيخ شعبان خلال مؤتمر دعم الثورة المصرية في بيروت :أمريكا لا تتخذ حلفاء ولا أصدقاء وإنما تتخذ عملاء وأُجراء تتخلى عنهم عند انتهاء صلاحيتهم
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسل الله وأنبيائه وبعد
أرادت إدارة الشر الأمريكي أن يكون هناك شرق أوسط جديد تصنعه بيديها قوامه كل الأنظمة القمعية والطائفية المتهالكة ولكن إرادة الله تعالى ثم إرادة الشعوب الأبية المستضعفة صنعت شرق أوسط جديد قوامه كل الشعوب الأبية المقاومة
كل التحية إلى تونس الصاعق الذي فجر الثورة الكبرى ثورة الشعوب المسضعفة الأبية ، كل التحية إلى مصر التي أعقبت الثورة الأولى بثورة ثانية وها نحن إن شاء الله على أبواب وعد الآخرة ، إنها الدماء الطيبة الطاهرة التي توضع في المكان الحقيقي الصحيح وليس في ميادين الاختلافات الطائفية والمذهبية وإنما صوب رأس مشروع عميل الكفر في بلادنا ألا وهي أنظمة الاعتلال العربي كل ذلك وكل ما يحصل وجه رسالتين اثنيتن :
الرسالة الأولى : لعملاء الاستعمار في بلادنا لعملاء أمريكا ، أمريكا التي لا تتخذ حلفاء ولا أصدقاء وإنما تتخذ عملاء وأجراء تتخلى عنهم عند انتهاء صلاحيتهم
ففي تونس وقبل ثلاثة أشهر تحديدا من انهيار نظام بن علي وفراره ، كان حديث على لسان الرئيس الأمريكي باراك أوبامايشيد فيه بالتجربة التونسية الرائدة ، وكان يتحدث عن النموذج التونسي في طرح الإسلام الحضاري ، عن النموذج الاقتصادي في التنمية ، ولكن المفارقة جاءت بعد 3 اشهر فعندما سقط النظام التونسي كان أوباما وإدارته أول من قدم “التهنئة” للشعب التونسي على انتصار ثورته وإرادة الشعبية في الحرية والديمقراطية و..و..و..
وحين فر ابن علي حلقت طائرته لساعات في أجواء غربي المتوسط تطلب إذنا بالهبوط من مطارات أوروبا فلم يجد مدرجا يستقبله أو يهبط فيه من أي عاصمة من عواصم القرار التي كانت تستخدمه لأكثر من عقدين من الزمن وصرحت فرنسا يومها على لسان أحد مسوليها قائلا :” من البديهي أن تفهم عائلة بن علي وطرابلسي ” زوجة الرئيس التونسي” أركان النظام السابق أنه لا مكان لهم في فرنسا ” ولم يجدوا يومها إلا جدة لتؤويهم.
الرسالة الثانية : هي للشعوب الأبية المستضعفة التي تستطيع أن تصنع التبديل والتغيير بيدها وبإرادتها ، فأمريكا ليست قدرا ، إذا استطاع الشعب أن ينتفض يكتب الله تعالى له الحياة والنصر، وبقليل من الدماء تستطيع أن تصنع التبديل والتغيير ، رحم الله محمد البوعزيزي وكل الشهداء المئة والخمسين الذين سقطوا بعده وصنعوا انتصارا في تونس حيث لم تكن أي إدارة معارضة أو شعبية تتكهن بتفجر ثورة هناك .
بموتك أيها الشهيد اهتزت عروش الحكام وارتعدت فرائصهم : ففي الكويت قدموا ألف دينار هدية لكل مواطن ، في الأردن تغيرت الحكومة ، في اليمن أقسم الحاكم بأنه لن يمدد ولن يجدد لنفسه ولن يورث لبنيه ، في العراق أقسم بشرفه أنه غير راغب بالتمديد لمرة ثالثة وتبرع بنصف معاشه!؟ هل كل ذلك صحوة ضمير الأنظمة !؟ أبدا، إنها بركة الدم الطاهر الذي قدمه الشهداء قربانا في محراب عودة العدل واقتلاع الظلم
إنها بركة الانتقاضة على الظلم ومقاومة أنظمة الجور وتغييرها لكن بأدوات داخلية وليس بأدوات أميركية كما خصل في بعض البلدان كالعراق وكام يراد أن يحصل في بلدان أخرى الشاعر العربي يحذر من ذلك قائلا
ومن يجعل الضرغام بازا لصيده تصيده الضرغام في من تصيدا
نأتي بعد ذلك إلى الثورة المصرية الشبابية الأبية ثورة الفيس بوك وثورة التويتر ثورة الشبكة العنكبوتية التي أريد من خلالها أن ينحل ويتحلل شبابنا وأن ينطلق إلى المواقع الإباحية ، شباب مصر التي أحببنا مصر العبور مصر العز بن عبد السلام ، شباب دخلوا إلى الفيس بوك وإلى التويتر ليصنعوا ثورة وليرفضوا الظلم والقهر رفضوا أن يباع 80 مليون مصري لطاغية يأخذهم إلى كامب دايفيد تحولت مصر في زمنهم من مصر التي تطعم الدنيا وام الدنيا إلى مصر التي تستعطي ويتحول شبابها إلى عمال يجدهم في مشارق الأرض ومغاربها لأن بلادهم ضاقت عليهم بسبب سياسات السلب الرسمية الظالمة التي أفقرتهم وسلبتهم فرصة العمل الكريم في بلادهم .
لذلك مصر التي أحببنا والتي نحب ونعشق هي اليوم في ميدان التحرير فكل التحية إلى كبارهم وصغارهم هناك إلى شبابهم وبناتهم، ونصيحتنا لهم أن يرفضوا أن يحاصروا هناك في داخل ميدان التحرير.
نداؤنا إلى شباب مصر الثائر حولوا كل الساحات إلى ميدان تحرير ، ولتكن هناك مظاهرات دائمة حول الميدان وفي الشوارع المحيطة به ووسعوا اعتصامهم إلى الميادين المجاورة حتى تتوسع رقعة الأرض المحررة وحبذا لو يتشكل اعتصام إضافي دائم أمام قصر القبة وتنطلق عبر مكبرات الصوت فيه الدعوة الدائمة لمبارك بالرحيل.
واحذروا وأنتم أهل الفطنة من سراق الثورات ولصوص الدماء والتضحيات وهم كثر ،فإدارة الشر الامريكي وكل المستعمرين يصطنعون بدائل جاهزة تحقق مشاريعهم فهم لا يعولون على الأشخاص ولكن يريدون أن يكون هناك بديلا يقبله الشعب ولكن يضمن في المقابل استمرار الاتفاقات الدولية كما صروا ويقصدون بذلك ” إتفاقية كمب دايفيد” مع العدو الصهيوني .
صمودكم في ميدان التحرير أفرز ويفرز قيادات لمواجهة البلطحية ويفرض توزيع الحراس على مداخل ميدان التحرير كما يدفعكم إلى تأمين الدواء والغذاء والكساء للمعتصمين ويفرض عليكم انتداب اشخاص ليتحدثوا باسم عشرات آلاف المعتصمين هناك ، وأمام كل ذلك سؤالنا لماذا لا تتشكل حكومة مصغرة من كل أولئك الأفذاذ فيها مسؤول الإعلام والدفاع والصحة وغيرها … لتكون بديلا عن حكومة هرمت وشاخت وما عادت تتقن إلا فن السلب والنهب وقهر الشعب .
وليكن هناك إضراب عام في كل مصر حتى يشل السلب الرسمي ويتوقف النهب فهؤلاء لا يتألمون إلا إن توقفت مصالحهم وليعلم الجميع أن في مصر اليوم يوم 75 % من المتخرجين من الجامعات لا يجدون عملا لهم .
في مصر اليوم وحسب إحصائيات الامم المتحدة أكثر من 40 % من السكان يعيشون تحت خط الفقر يصرفون أقل من دولارين في اليوم ،وفي المقابل هناك 70 مليار للرئيس وعائلته هناك 60 مليار دولار لخمسة من المحيطين به والمتنفذين، يجب أن يوقف هذا السلب ويجب أن يكون من أهداف ثورتكم :
– قطع العلاقات مع العدو الصهيوني وإغلاق السفارة الصهيونية
– قطع الغاز عن الكيان الغاصب والذي يباع لهم بربع السعر العالمي بينما يباع إلى غزة مهربا بعشرة اضعاف السعر العالمي
– عودة مصر إلى مكانها الطبيعي في ريادة كل الثورات العربية من أجل صناعة عبور جديد
– اقتلاع جدار الفصل الفولاذي مع غزة ولعودة العلاقات مع غزة ، فلا فرق بين الرفحين ولا فرق بين الغزتين ، يجب أن نكون أمة واحدة وكلمة واحدة
يتهيئ اليوم مسرح على امتداد العالم لصناعة “وعد الآخرة” مع اليهود كما ورد في القرآن ، فهنا أصبح مهيئا مسرح بلاد الشام فها هو لبنان ومقاومته وها هم اهلنا في سوريا وفي تركيا على أهبة الاستعداد للدخول من محورنا ومسؤوليتنا في سهل عكا ، ومسؤوليتهم بوابة شمال افريقيا ومصر من أجل ان تكون بوابتهم مع المقاومة في غزة عبر الدخول عبرها إلى فلسطين وإلى القدس لنرفع راية الأمة بعد أن يتحرر مسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ومهد النبي عيسى عليه السلام لنكون إما شهداء عند أسوار القدس وإما منتصرين نرفع راية هذه الأمة
وفي الختام كلمات لمبارك قبل الرحيل قاله الشاعر:
إذا دانت لك الآفاق
أو ذلت لك الأعناق
فاعلم أيها العملاق
أن الأرض ليست درهما في جيب بنطالك
فإن ذللت شعب النيل تذليلا
فشعب النيل تواق لإذلالك
Best Development Company in Lebanon
iPublish Development offers top-notch web development, social media marketing, and Instagram management services to grow your brand.
Explore iPublish Development