إجتماعيات

“معًا من أجل عكار” في لقاء مع روّاد العالم الرقمي في لبنان

إعداد: د. مصطفى الحلوة

إرتقاءً بحراكها والإفادة من تجارب ناجحة ، كان لقاء لمجموعة “معًا من أجل عكار” ( تم إطلاقها في 23 أيلول 2021) مع “شبكة التحوّل والحوكمة الرقمية في لبنان” و مؤسسة (Westminster for Democracy ) ، وذلك يوم الأربعاء الواقع فيه 19 كانون الثاني 2022 ، بمسعى من قبل “مركز عكار للدراسات والتنمية المستدامة” ، وقد عقد اللقاء في مبنى بلدية حلبا (عكار).

تمثّلت “الشبكة ” بمنسّقها العام البروفيسور نديم منصوري ، والأعضاء: الحاج د. ربيع بعلبكي ، و د. نورا المرعبي ، و د. دال الحتّي . وعلى رغم الطقس العاصف ، حضر ممثلّو خمس وعشرين جمعية ومنظمة ، تمثّل الطيْف المدني ، على مستوى الجغرافيا العكارية .

إستُهلّ اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني ، وبكلمة ترحيب من قبل عضو الهيئة التأسيسية لـِ “مركز عكار” السيدة أمل صانع ، وليعقب ذلك كلمة لرئيس “المركز” د. مصطفى الحلوة ، ومما جاء فيها : “لقد أردنا هذا اللقاء مع هيئتين رائدتين ، لهما حضورٌ وازن في ساحة العمل المدني ، للتداول حول أسس التعاون المتاحة ، بما يوفّر تحقيق الأهداف المشتركة ، وفي رأسها العبور إلى الدولة المدنية الحديثة ، دولة المواطنية والحقوق والمؤسسات” . وأضاف د. حلوة “لا شكّ أن ثمّة ما يُجمع عليه كل المشاركين ، في هذا اللقاء ، يتمثّل في خدمة مجتمعاتنا المحلية ، وفي خدمة وطننا ، وقد بات اليوم على شفا حفرةٍ عميقة ، في ظل أزمة وجودية ، تعصِفُ به ، يتعدّى خطرُها إلى الكيان” .

ثم تعاقب على الكلام البروفيسور منصوري ، فأضاء على خلفيات إنشاء “الشبكة” ، متوقفًا عند أُطُرْ عملها ، التي لا تُقتصر على الجانب الرقمي وتكنولوجيا المعلومات ، بل تتجاوز إلى مختلف المجالات ، من قانونية تشريعية، واقتصادية واجتماعية ، وإلى سائر البنى المجتمعية . وأشار إلى أن “الشبكة” باتت تضمّ اليوم ستًا وستين جمعية ناشطة في المجال الرقمي وفي ميادين تتقاطع مع هذا المجال ، بحيث غدا لها حضورٌ على المستويين اللبناني والعربي ، تجسّد مؤخّرًا في معرض “إكسبو دبي ” ، عبر بعثة تكنولوجيا التربية ، التي رعتها رئاسة الحكومة اللبنانية . كما تبدّى هذا الحضور أيضًا في بعثتها إلى تونس . وقد أبدى البروفيسور منصوري استعداد “الشبكة” لوضع خبراتها وخبرائها ، الذين يُعدّون بالمئات ، في خدمة جمعيات ومنظمات المجتمع المدني العكاري ، منوّهًا بأهمية عقد هذا اللقاء في محافظة عكار ، وهي من المناطق الأطراف ، التي تعاني حرمانًا مزمنًا في مجالات متعدّدة.

أعقبت كلمة البروفيسور المنصوري مداخلتان ، أولاهما للدكتور ربيع بعلبكي ، رئيس “جمعية المعلوماتيين المحترفين في لبنان” ومنسق قطاع تكنولوجيا التعليم والابتكار في “الشبكة ” ، وثانيتهما للدكتورة نورا المرعبي ، رئيسة قسم تكنولوجيا التربية في “جمعية سند لبنان” ، ومسؤولة العلاقات الدولية في تحالف الشرق الأوسط وشمال إفريقيا .

ولقد كان تركيزٌ من قبل د. بعلبكي ود. مرعبي على ضرورة إدخال التكنولوجيا إلى عملية التعليم ، وتطبيق واعتماد مبدأ الحوْكمة الرقمية الرشيدة في المجال التربوي . وقد استعرضا ما استطاعت أن تقدّمه بعثة تكنولوجيا التربية ، التي ترأسها د. بعلبكي إلى أسبوع المعرفة والتعليم في “إكسبو دبي” ، بما يجعل ذلك إنجازًا وطنيًا للبنان ، عبر تقديم الحلول المبتكرة في تكنولوجيا التعليم . وقد كان اهتمام عربي وعالمي ، من نتائجه توقيع اتفاقيات ، يفيد منها موظفو القطاع العام في لبنان ، كما الهيئات التعليمية ، في مجال التدريب وإعادة التأهيل .

وإذ استأثرت هاتان المداخلتان باهتمام الحضور ، فقد أعلن الدكتور بعلبكي توظيف كل خبراته والقطاعات التي يديرها للنهوض بالمجتمع المدني في المنطقة ، واعدًا بتقديم خمسة مشاريع تخصُّ بعض الجمعيات المشاركة في هذا اللقاء .

ثم كانت مداخلة للدكتور دال الحتّي ، رئيس جمعية “مبادرات وقرارات للتنمية والمناصرة والقيادة” ، تقاطعت مع سائر المداخلات ، داعيًا الشباب إلى ممارسة خيارهم الصحيح والوطني في الاستحقاق النيابي ، بما يؤول إلى معافاة البلد .

وفي ختام اللقاء كان تشديد على عقد لقاءات أخرى ، كما إعلان عن إقامة ورشة عمل في عكار ، بعنوان: “إدارة التغيير من خلال السلطة الاشتراعية ” ، أواخر شباط القادم ، بالتعاون بين “الشبكة” و”مؤسسة ويستمنستر من أجل الديمقراطية” و”مركز عكار للدراسات والتنمية المستدامة” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى