المقالات

رضوانيات الحلقة الـ58… حقوق الانسان بين حنفيات المؤسسات و خزان الشعب …..!!! بقلم رئيس الاتحاد العام للاعلاميين العرب…الكاتب والاديب العربي الفلسطيني الاعلامي د.رضوان عبد الله

قرأت ما كتبه احد الاخوة الافاضل وأرسله لي ولغيري من كلام مهم وهو التالي:” مؤسسات المجتمع المدني المدافعة عن حقوق الإنسان……. اين هي من هذه الظروف التي يعيشها الانسان، ألم تنشأ مثل هذه المؤسسات واشبعتنا تشبيحا وفلسفة عن حقوق الإنسان وغيرها من الشماعات……. اين هذه المؤسسات!!!“..
انتهى كلام اخي وصديقي العزيز…ومن خلال تجربتي المتواضعة في العمل الميداني ان كان مع المؤسسات مباشرة او مع شعبنا مباشرة لاحظت امورا كثيرة تنطبق على كثير من المؤسسات، وكنت كتبت اكثر من موضوع عن عمل المؤسسات، التي تسمى لا حكومية، وهي في غالبيتها تتبع اما لفصيل او حزب فلسطيني ومختبئة باسم مدني ان صح التعبير، كي تذر الرماد في العيون ، او لسفارة غير عربية او لجهة لا يعلمها الا الله.
الجانب الاخر هو نشوء تلك المؤسسات في فترة حروب او معارك عاناها شعبنا الفلسطيني في كل مكان وخصوصا في لبنان،وهي اي الحروب او المعارك كثيرة ومعروفة بالزمان والمكان والظروف ، وكان من فعاليات تلك الجمعيات والمؤسسات ما يضحك ويبكي بالوقت ذاته ، وقلناه مرارا ، انهم يعملوت لقاءات ومؤتمرات وورش عمل اما بالفنادق او بشقق غالية الاجرة او بالحد الادنى بقاعات باهظة الاجرة وقلما نجد ورشة عمل في مخيم هنا او تجمع هناك..الا ما ندر … وتكون تلك الورش بدعوات مباشرة من فصائل العمل الوطني وحتى الاسلامي ، التي اخذت على عاتقها محاولات لتطوير عمل مؤسساتها وكادراتها ، تعملها بالمخيمات ليس بسبب الفقر ، لكن على الاقل تعمل حساب لانتماءاتها لمخيمات وتجمعات اللاجئين وتخفيفا للمصاريف وايضا تشجيعا لكادرات مؤسسية فلسطينية ناشطة و صاعدة ، تكدّ وتجدّ من اجل شعبنا ولرفع معاناته او على الاقل التقليل من تلك المعاناة.
المؤسف والمحزن مما يحصل ان المسمى باليسار الفلسطيني ، او ما تبقى منه ، هو من كان يشجع عمل الورش والمؤتمرات خارج المخيمات والامثلة كثيرة ولا داعي للدخول بالاسماء ولا بالفعاليات او بالاشخاص المشرفين على تلك الفعاليات والمؤتمرات والورش الخ…لاننا سندخل بسجال مع الكثير منهم ليس له اول ولا آخر،وهذا ليس بهدف ولا بغاية لنا ولا لكتاباتنا .وان اردنا ان نعمل قليلا من المقارنة ما بين يمين ويسار، او ما كان ينتقده اليساريون من اعمال “اليمين البرجوازي ” كما كانوا يدعون ، لم تصل الامور بأي مسؤول من ذلك “اليمين”، انه عمل عيد ميلاد لقطته او اشترى لها هدية ، ولو كان الامر في غير مخيمات تعاني الفقر والغم والحرمان لكان الامر طبيعيا ، لكن حين تكون هناك معاناة ومناداة لنيل حقوق الانسان نقف لنتصدى لاكاذيب يدعونها اولئك “القادة اليساريون”، الذين دوما يتهمون القادة الاخرين بانهم يمين وبرجوازي…وبقية النغمة التي تعرفونها….!
امر اخر لا يقل اهمية عما ذكرته وهو بروز ظاهرة العائلة المالكة للمؤسسة او الجمعية ، اي مثلا اكون انا وزوجتي واولادي…او انا واخي واختي مُلّاك تلك المؤسسة والجمعية ، الخ … من مظاهر المتاجرة بشعبنا ، كي تبقى الموارد المالية وحتى المواد العينية والمكتسبات الكبيرة التي يتم استيرادها تحت مسميات حقوق الانسان محصورة بالعائلة المالكة ، وبعد عمر طويل … الابناء والبنات يرثون المؤسسة بكامل اسهمها الحقوقية الانسانية طبعا، وكل ذلك( طبعا اللهم لا حسد)، على حساب شعبنا وظروفه الحياتية والاقتصادية والمؤسساتية التطويرية التنموية…
احببت فقط ان اذكّر بأن ما لا يقل عن مئة مؤسسة في مخيمات وتجمعات اللاجئين و العديد منهم رفع راية حقوق الانسان…وكان ما كان من مغارات علي ماما…والسبعين تابعا لهم…وسوف لن اتحدث او اكرر ما يفعلوه من تكرار وتقليد المشاريع التي من خلال اعلاناتهم تخدم شرائح شعبنا ، ولوحظ في احدى المرات ان احد المخيمات كان بحاجة الى حنفيات مياه لكل سبيل مياه موجود على طرقاته…وبنفس الوقت تم صرف ما لا يقل عن ربع مليون دولار ورشة عمل عن حقوق اللاجئين ولم يتم وضع بند يتعلق ب( حنفية !!!) ولا حتى بقسطل او مجرور…!!!
اما آخر الكلام ، وبعيدا عن المؤسسات وعن حقوق الانسان ، المتاجر بها كورونيا، نسبة الى وباء كورونا ، في هذه الايام ، فهو نداء الى كل واعي ومثقف ومهتم من افراد شعبنا الا ينبهر باسماء سموها…هم وابائهم…بل يعمل على تطوير نفسه وذاته بالحد الادنى ، ويعمل على نيل حقوقه بفهمها اولا وبتطبيقها حين يفهمها وبالابتعاد عن حنفيات المؤسسات ويبقي نفسه بخزان الشعب فخزان الشعب اولى ان يتم الاهتمام به كي لا نشرب مياها ملوثة او (متقة) او مالحة…..وانوّه لاخي وصديقي كاتب تلك الفقرة ، وهو يعرف ايضا، ان حقوق الانسان ليست بحاجة لا لمؤسسة ولا لجمعية ولا لورشة ولا لمؤتمر، هي بحاجة لقرار ان كان على مستوى المرجعية الوطنية او القومية ،او الجامعة العربية او رابطة اعالم الاسلامي او حتى الامم المتحدة ، فبعد 75 عاما آن لشعبنا ان يفهم ويدرك تمام الادراك ان العشرات من المؤسسات اشتغلت واشترت وباعت به كي يشتّتوه ويبعدوه عن كل ما هو من الممكن ان يحصّنه او يحسّن من ادائه النضالي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى