المقالات

بلومبرغ: الفوضى الدولية بسبب حرب أوكرانيا بدأت للتوّ \ النهار

رأى الكاتب السياسي في شبكة “بلومبرغ” هال براندس أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستخدم احتماليّة حدوث مذبحة اقتصاديّة عالميّة كوسيلة إكراه جيوسياسية. إذا عجزت أوكرانيا عن تصدير القمح فستعاني الدول حول العالم. ويؤدّي ارتفاع أسعار الطاقة إلى مفاقمة ضغوط الركود في الدول النامية والاقتصادية معاً.

عبر إنزال ما يكفي من الألم، ربما يتمكّن بوتين من إبعاد أعضاء متردّدين مثل ألمانيا عن التحالف الديموقراطي الداعم لكييف وجعل أوكرانيا تسعى إلى السلام. يمكن أن تساعد الفوضى الدولية بوتين في أساليب أخرى أيضاً: كلما طالت الحرب، ازداد احتمال أن تؤدّي أزمة كبيرة في إيران أو تايوان إلى جذب انتباه الولايات المتّحدة نحو أماكن أخرى.

بصرف النظر عن نجاحها أو فشلها، ستضع هذه الاستراتيجية واشنطن تحت الاختبار. ردّاً على حملة الخنق الاقتصادي التي تفرضها موسكو، قد تستخدم الولايات المتّحدة أصول الدولة الروسية التي جمّدتها لإعادة بناء أوكرانيا. لكنّ ذلك يزيد بشكل حتميّ المخاوف الدولية من استخدام واشنطن الهيمنة المالية الأميركية كسلاح.

قد تحاول الولايات المتحدة قلب الطاولة على بوتين عبر زيادة الإكراه الاقتصاديّ على روسيا. لكنّ ذلك سيتطلّب على الأرجح استخداماً أكبر للعقوبات الثانوية بما يفرض معاقبة أطراف ثالثة تتعامل مع روسيا. سيتسبّب هذا بالمزيد من الاحتكاك مع الدول التي تعتمد على النفط الروسي أو صادرات أخرى.

ربما القضية الأكثر حساسية بحسب الكاتب هي مسألة استعادة قدرة أوكرانيا على استئناف صادراتها إلى العالم وخصوصاً القمح. وهذا أساسيّ لتخفيف الصدمات الاقتصادية التي أطلقتها الحرب. لكنّ ذلك يمكن أن يتطلّب اتّخاذ خطوات مثل مرافقة السفن الأوكرانيّة وإعادة رفع أعلام أميركيّة عليها أو فتح ممرّ برّي أو بحريّ بالقوة وهذه خطوات قد تدفع القوة الأميركيّة إلى قلب الحرب الحاليّة.

عوضاً عن التصويب بشكل أساسيّ على ردع روسيا عن مهاجمة دول الناتو، ستكون الولايات المتّحدة في طور إجبار روسيا على التوقّف عن إعاقة تجارة أوكرانيا مع العالم. قد يؤدّي هذا إلى لحظة محفوفة بالمخاطر بما أنّ النجاح في تخفيف الضغط الاقتصاديّ عن روسيا قد يرقى إلى فشل استراتيجيّة بوتين في كسب الحرب.

يمكن أن يبدو النزاع في أوكرانيا قد استقرّ على توازن عنيف. لكنّ الفوضى التي تنتجها الحرب والمعضلات الدولية الناجمة عنها قد بدأت للتو.

| السبت 11 يونيو 2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى