المقالات

ليسَ آخِرُ الدَّواءِ الكَيّ
بِقلم المُحامِية رنا تانيا الغُز

وَقَعَت الواقِعَة ؟؟ ما هي بِواقِعة ؟؟ بل مُجرد خلاف كَبُرَ أم صَغُر يبقى أولًا وأخيراً مِلح الحياة الزوجية.وبِدونِه تصبح الحياة رتيبة إن لم تؤدي الى الطلاق.

تتكاثر ملفات المُشاحَنات العائلية بأرقامٍ تكعيبية فتدق ناقوس الخطر.من الطبيعي أن يعم الغضب فيحيج الطرفان لفترة هدوء. هنا يظهر وعي زوج وزوجة لا يعمي الغليان بصيرة أي منهما الى درجة يرى فيها بأن ” آخر الدواء الكي”. لكن أن يصل الخلاف الى المحاكِم لأسباب واهية فهذا دليل عَجز عن الادراك بحكمة الخالق في الزواج وماهية علاقَةٍ هي كَغيرِها من العلاقات الإنسانية لا تخلو من تعقيدات ومشاكل تتطلب إيجاد حلول وليس هروب يعيد المرء الى نقطة الانطلاق في علاقة أخرى.

الرجل المثالي وَهم وكذلك هي المرأة المثالية. فلا داعي للتذمر كلما عَبَرَ طرفان ضفة الخطوبة نَحوَ الزواج, حيث يتبين بأن حكايا الف ليلة وليلة تبقى مجرد حكايا. لذا, مرحبا بِكُم في عالم واقِعٍ يسألُ كل طرف فيه نفسه: ” مَن هذا الانسان يكون”؟

لم يَتَغَير احد بل تَغيَرت العلاقَةُ والظروف. فقناع التمثيل اللاواعي والالتباس اسقَطه سُقوط اللِباس. وبالتالي فإن رشق ” الآخر” بتُهمَة التَغَيُر هو ضربٌ مِن العَبث. بل يَكمُنُ أصل المُشكِلَة في مواجهة واقع غَيرُ مُتَوَقَع لكنُه سِمَة كل علاقَة. لا داعي حينها للتفكير في الطلاق توصلاً الى تكرار تَجرُبَة لا يتَغير من تفاصِليها والنتائج غير الاشخاص.

ويبقى سيف الاتهام مسلطاً على الزوجة في حالات مماثلة. فعليها “أن تصبر” و”أن تَتَحَمل” ما لا يُحتَمل درءاً لما هو “اسوأ”. لا اريد أن انحاز لبنات “حواء” فسِمَةُ العدلِ حِياد.لكن اشير بأن التعاطي مع الزوجة من منطلق الندية والمساواة ليس من العدالة في شيء. ففي المسيحية: ” الرَجلُ هو رأس العائلة” وفي الاسلام: ” الرجالُ قوامون على النساء”. بل أن الواقِع والسلوك يَعكِسُ هذه المفاهيم التي لا تعارضها أو تنكِرها “حواء” أقله في السلوك. وبالتالي فإن بَذل الزوجَة قيراطا من التنازلات سبيلاً للحفاظ على الحياة الزوجية يفرض على الزوج في المقابل أكثر من قيراط عملاً بقاعدَة “الغُرم بالغُنم”.

أيتها الزوجة, لا تستفزي زوجك بطلب الطلاق عند كل شاردة وواردة. فمِثل هذه الطلبات لا تشكل عملية استبيان لمكانتك أو حتى ” طرح الثقة”. وأنت ايها الزوج نَحِ ثقافتك جانباً وخذ من جيل الأمسِ عِبرَة. فلا داعي أن تأخذ على مِحمَل الجد كلاماً تتفوه به زوجتك في لحظة انفعال أو تراشق كلامي مُعتَقِداً أنه يُعَبِر عما يجول في الخواطر. لأنَك لن تَفهَم المرأة مهما حييتَ وحاوَلت. هكذا خلقها الله وهكذا تبقى. أولم يقل الكاتب انيس منصور: ” إذا اردت أن تعيش سعيداً , فأحِبَها كثيراً ولا تحاول فهمها على الاطلاق”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى