الأخبار اللبنانية

كرامي من بقاعصفرين: أيّ سيناريو يتعلّق بفراغٍ رئاسيّ في ظلّ حكومة تصريف الأعمال الحاليّة سيؤدّي الى سجالٍ دستوريّ له أوّل وليس له آخر حول صلاحيّات حكومة تصريف الأعمال وحول أحقّيتها بأن تستلم صلاحيّات رئيس الجمهوريّة

رعى رئيس تيار الكرامة فيصل كرامي اليوم حفل اضاءة وانارة مستوصف بقاعصفرين على الطاقة الشمسية في منطقة الضنية، بحضور رجل الاعمال مرعي مرعي وحشد من الفعاليات الاجتماعية والبلدية والاختيارية والاعلامية.
بعدما جال كرامي والحضور على اقسام المستوصف، ثم لبّى دعوة على مأدبة الغداء على شرفه في جبال الاربعين.
بداية، تحدث الدكتور وائل صياح مرحّباً بكرامي في “منطقته وبين اهله” ، وشكره على” تأمين التحهيزات اللازمة للمستوصف في السابق وتطويره اليوم ليصبح جاهزاً لاستقبال المرضى” ، كما شكر “جمعية مرعي مرعي على انارتها واضاءتها للمستوصف لما يشكل هذا العمل من اهمية على مستوى بقاعصفرين وبلدات وقرى الجوار” .
ثم كانت كلمة لمديرة المستوصف الدكتورة امينة شميسم شرحت فيه” مراحل التطوير في المستوصف وجهوزيته لاستقبال المرضى”، وشكرت كرامي على “مدً يد العون دائماً لمساعدة المنطقة في كل كبيرة وصغيرة واليوم فيما يتصل بالمستوصف”، ثم شكرت” رجل الاعمال مرعي على انارة المستوصف عبر اضاءة تعمل على الطاقة الشمسية وعلى تنفيذه في المستقبل القريب مشروع انارة المستوصف بشكل كامل على الطاقة الشمسية” ، واخيرا شكرت” الطاقم التمريضي والاداري للمستوصف على العمل المضني في الفترة السابقة حتى اصبح المستوصف على شكله الحالي”.

كرامي
ثم كانت كلمة لكرامي، قال فيها: “كلّما زرت بقاعصفرين وأنا أزورها دائماً لأنها أصلاً بلدتي وبيتي الثاني، أتذكّر الرئيس عمر كرامي الذي أحبَّ بقاعصفرين كما لم يُحبّها شخصٌ على الإطلاق، وهو حين سُئل عن أيّ بقاع الأرض تُفضّل أجاب فوراً بأنه طبعاً يختار أجمل بقاع الأرض بقاعصفرين”.
تابع: “بيننا وبينكم هذا الرابط التاريخي القائم على مودّات وعلاقات عائليّة متينة وقويّة، وهذا الرابط لا علاقة له بالسياسة لا من قريبٍ ولا من بعيد، وبقاعصفرين بالنسبة اليّ فوق السياسة وفوق الإنتخابات وصدّقوني أنّني عندما ألتقي بكم وأرى وجوهكم المُحبّة والصادقة فإنني أستمدّ منكم تفائلاً وأردّد دائماً “الدنيا بعدها بألف خير”..
نحن اليوم في مناسبة لا تُعتبر من خارج التقاليد التي نتّبعها في تيار الكرامة والتي أرساها بشكلٍ أساسيّ دولة الرئيس عمر كرامي الذي رأى منذ زمنٍ بعيد بأن هذه الدولة عاجزة عن القيام بواجباتها باتّباعِها نهجاً في الإقتصاد وفي السياسة سيوصل حتماً هذا النهج الى السقوط، سقوط المؤسسات والدولة، وكان الحل عنده إكمال نهج عبد الحميد والشهيد رشيد عبر مؤسسات التكافل الإجتماعي المتنوّعة ولا سيما التربويّة والصحيّة منها لتُشكّل هذه المؤسسات الرديف لمؤسسات الدولة ولتؤدّي الوظائف والأدوار والواجبات التي عجزت الدولة وستعجز دوماً عن تقديمها”.

اضاف:”من هنا نفتتح اليوم مستوصف بقاعصفرين وأنا شخصيّاً سأُكمل بهذا النهج وأمامي تحدّيان: الأوّل هو الحفاظ على المؤسسات القائمة في سائر مدن الشمال في طرابلس والضنية وعكار، والتحدّي الثاني إستحداث مؤسّسات ومنشآت جديدة بخدمة المجتمع على كافة الصعد الصحيّة والتربويّة والإجتماعيّة”

ثم نوّه كرامي ب” جهود رجل الاعمال مرعي مرعي وجمعيته التي تسعى الى انارة شوارع لبنان ومناطقه وخصوصا شمال لبنان”، وشكره على” استعداده لاضاءة المستوصف في المستقبل القريب عبر الطاقة الشمسية”، واصفاة اياه ب” رجل البر والخير والكرم”.
اما في السياسة فقال كرامي: ” لن أتطرّق كثيراً الى السياسة والملفّات السياسيّة ونحن في هذا الإحتفال ذو الطابع الإجتماعي وفي هذه الطبيعة الخلّابة الساحرة التي نعتبرها نعمةً من الله عزّ وجلّ ولكن لا بدّ من موقفٍ سريع يتعلّق بالحكومة وبتشكيل الحكومة،
أنا أدعو كلّ المعنيّين بتشكيل الحكومة دون استثناء الى العمل على تذليل كلّ العوائق والعقبات الى ولادة حكومة جديدة، وأنا لا أطلب من الحكومة الجديدة أن تكون هي حكومة الحلول والإنفراجات وحكومة السوبرمان وحكومة إنقاذ لبنان بسحرٍ ساحر، وأنا أعلم بأنّها ستكون حكومة قصيرة العمر وسرعان ما ستتحوّل لحكومة تصريف أعمال ولكن، ومن باب الإحتياط، لا بدّ أن يتزامن إنتهاء ولاية رئيس الجمهورية مع وجود حكومة فعليّة وليس حكومة تصريف أعمال”.
وأردف :” أعود وأقول من باب الإحتياط في حال حصول أي شغور أو فراغ رئاسي لمدّة طويلة لا سمح الله فإنّ المُناسب للبنان أن تكون الحكومة التي تستلم مهام وصلاحيّات رئيس الجمهوريّة حكومة مُكتملة المواصفات على المستوى الدستوري والشرعي وليست حكومة تصريف أعمال مُستقيلة. أقول هذا وأعود وأكرّر للمرة الثالثة من باب الإحتياط بأنّ أيّ سيناريو يتعلّق بفراغٍ رئاسيّ في ظلّ حكومة تصريف الأعمال الحاليّة سيؤدّي الى سجالٍ دستوريّ له أوّل وليس له آخر حول صلاحيّات حكومة تصريف الأعمال وحول أحقّيتها بأن تستلم صلاحيّات رئيس الجمهوريّة وستكون لهذا السِّجال تداعيات وأخشى ما أخشاه بأن يصل بنا الحال أن نصل لما يُشبه الفراغ الكامل وأن تكونَ حينها فكرة إنعقاد مؤتمر إنقاذي للبنان فكرة ضروريّة وراسخة عند كلّ اللبنانيّين الذين سيرون أنّ هذا المؤتمر هو الذي سينقذ لبنان”.

اضاف: “أكثر الأشكال المطروحة بقوّة هو إعادة تقسيم لبنان تحت عنوان “اللامركزيّة الموسّعة” مثلاً، مع أنّني مع ما ورد في الطائف من ناخية اعتماد اللامركزية الادارية ولكن يُمكن اعتمادها بشكلٍ مغلوط لإعادة تقسيم لبنان لما يُشبه الدويلات الطائفيّة والمذهبيّة وحتى العرقيّة لنصل إلى ما يُشبه عراقٍ مُصغّر، ولا أخفيكم أن هذا الشكل يتماهى تماماً مع المشروع الإسرائيلي المرسوم للبنان منذ سنواتٍ كثيرة وكذلك مع المشروع الذي طرحه ذات يوم هنري كسنجر أشهر وزير خارجيّة في تاريخ أمريكا، وقد قاومنا هذا المشروع دائماً وانتصرنا عليه ومنعنا حدوثه،
فلماذا نذهب اليوم إليه بأيدينا وأرجُلنا وبقراراتنا؟!
ولماذا نُمهّد له عبر فوضى دستوريّة وعبر احترابٍ دستوريّ لا يقلّ شأناً عن الإحتراب الأهلي (يعني الحرب الدستوريّة ليست أقلّ شأناً من الحرب الأهليّة) وبوسعها أن تكون سبباً لترويج وترسيخ فكرة عقد المؤتمر التأسيسي”.
ختم كرامي: “واخيراً اود ان اتطرق الى الموضوع التي تداول في الاعلام وتعرضت فيه الى حملة شعواء من قبل المتضررين، انا بعد اجراء الانتخابات وبعدما تشكلت لدي شكوك ورسمت علامات استفهام، وبعدما تبيّن لي بالدلائل والقرائن كيف تمت سرقة اصوات هي لفيصل كرامي وللائحتنا، تقدمت بطعن لدى المجلس الدستوري وكلي امل ان ينتصر الحق وان اُنصف، وانا من هذا المنطلق اثق بقرارات المجلس الدستوري واثق بقضاة المجلس الدستوري والقرار الذي سيصدر عنه سيكون هو القرار المحق، اما الذين يشنون حملة الشتم والالفاط البذيئة ضدي اقول لهم ان الاناء ينضح بما فيه وهذه تربية الميليشيات واخلاق الميليشيات، ونحن نربأ عن الرد عليهم لأننا ابناء دولة ومؤسسات ونثق بالدولة وبالمؤسسات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى