المقالات

مدينَةُ المَوجِ والأفُقِ \ نبيل ويزاني

الشاعر نبيل ويزاني العاملي

رَأيْتُ شَمْسآ شَموسآ إنَّها غَرَبَتْ
من خَلْفِ بحرٍ وقلبي لها يَضطَرِبُ
وقَفُتُ حقَّآ مَدهوشآ لرُؤيتِها
عَجِبْتُ مِنها وإنَّ المَوْجَ يَصطَخِبُ
وغروبُ الشمسِ يُدنيني ويَبْعِدُني
عن الكَآبةِ وإنَُ البَحرَ يَنْتَحِبُ
سَبَّحتُ خالقِنا الرحمنُ في شَغَفٍ
أللهُ أوجدَهُ للعُشَّاقِ تَقْتَربُ
تًسْمَعُ الشكاوى من هَمٍّ ومِن غَمٍّ
والأذنُ صاغيةٌ للأسرارِ تَحتَجِبُ
سُبحانَ ربُِي عظيمُ الشانِ خالقُنا
البحرُ بحرٌ والعشقُ بِهِ عَجَبُ
ميناءُ بحرٍ له في الناسِ مَجْلَبَةٌ
مدينَةُ الموجِ والأفُقِ لا يَحتجِبُ
يزورُهُ الصَيَّادُ كي يَحضى به سَمَكآ
يَزورهُ العشَّاقُ أحيانآ ويَنتدِبوا
بحرٌ عميقٌ وأسرارٌ بهِ دُفِنَتْ
فيهِ خَطايا لها حَسَبٌ ولها نَسَبُ
يا رَبُّ احمي بِحارَ لُبنانَ حَارَ زائرُها
فيها العَجائبُ وفيها عشبُها الرَطِبُ
شكرآ لمينائي بحرٍ وأرضٍ وسماءِ
شَمْسُها تُشرٍقُ أبدآ ولا تغرُبُ
وإن غَرَبَتْ شبِّهَ لنا احتُجِبَتْ
إنها أمٌّ رؤومٌ لا تميلُ ولا تَذْهَبُ
فَيْحاؤنا عَصِيَّةٌ أبيَّةٌ شامِخَةً
للعُلا سماؤها فضةٌ تَرابُها ذَهبُ
نبيل ويزاني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى