المقالات

النكبة حين يصير المفتي يفتي بالدرهم لا بالدين!!!… بقلم: الشيخ عبد الفتاح الايوبي

بالأمس وقفت أمام القبر      همست بصوت فيه شجون قم يا سلطان فإن النوم      بهذا اليوم لمحض جنون
ما جاءك أن الشام جحيم      وكنانة فيها الريح عقيم
وعلى غير هدى      صحراء في الغرب تهيم
قم يا سلطان فإن الناس      بسيف السلطان ينادون
قم يا سيف الحق فإنا      إن قمت بدربك ماضون
فاتكأ السيف وفاض أنين      وتنهد كالسبع المطعون
قال كأني منذ سنين      قريبا من كتف السبعين
شق فؤادي رمح أسود      والنقش على النصل بنو صهيون
قد طال العهد وما أدري      أستوطن ذاك الرمح بصدري؟
أم أن جيوشا وفتوحا      أنستكم لعهود ذكري
إن كان فإني معتذر      عن شكواي وقلة صبري
وعزائي أن القدس      بخير سالمة تنعم بالنصر
فإذا بالغصة تخنقني      وتضخم من ضيق نحري
واجتمعت كل دماء الكون      بعيني ودمائي ما عادت تجري
فهمست بقول جد حزين      كي أشرح للناصر عذري
يا جدي ضاعت حطين      والقدس ولكن بالغدر
لكنّا ما زلنا نغني      للقدس لحيفا للجسر
والنكبة نحياها دوما      ونرتل أبيات الشعر
لا والله صلاح الدين      النكبة أغنية العهر
النكبة ليست في الستين      في بيت المقدس والطهر
بل في ثورتنا الكبرى      بسيوف من قوم حمر
وبفتوى من عبد وهاب      وبحجة تهديم القبر
باعوا القدس بنص كتاب      عربي وبحبر عبري
النكبة حين يشد مبارك      سورا يشبه طوق خناق
والنكبة أكبر حين أخوك      يقوم بدفنك في الأنفاق
النكبة إكرام عدو      في أرضك والشعب يهان
والنكبة أكبر حين يقوم      بحفظ سفارته الإخوان
النكبة حين يصير الظالم      طاغوتا يحكم بالكفر
إلا إن كان جلالته      فحكومته عين الذكر
النكبة حين يصير البعث إلها      يرعى الناس بحد السيف
ويصير الشعب عميلا       في درعا إذ يشكو الحيف
من قال بأن ممانعة      تعطي الحاكم حق العصمة
من أعطى الحق مقاومة      تقتل طفلا يطلب لقمة
لو تضرب إبنك إذ يبكي      من جوع إذ تشكو التخمة
فسيأتي عدوك يطعمه       صحن البغض وماء النقمة
النكبة حين يصير المفتي      يفتي بالدرهم لا بالدين
ويصير الفرض قتال الفرس      وسلاما في أرض فلسطين
النكبة حين يصير جهاد المال      على شقراء بارض الرايخ
ويصير جهاد النفس حزاما       ينسف بيت الله بشيخ
حسبك قال بني أعني       لخروج من قبري فإني
سأعود وفي كيفي       سيفي لكن بلغ قومك عني
فليأتوا جميعا في قبري      هم بالقبر لأجدر مني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى