المقالات

جهاز الموساد “الأفعى” الإسرائيلية… واخفاقاته في تركيا….

كتبت :سنا كجك

تتغنى كل دولة من دول العالم بجهاز أمنها الخاص سواء الداخلي أو الخارجي الذي يعمل لحماية مصالح دولته وربما لغايات أخرى.

ولكن دعونا نعترف بحقيقة أن جهاز الموساد الإسرائيلي هو من أشهر الأجهزة العالمية المخابراتية والذي ينشط خصوصا” في الدول والعواصم التي” تحتضن” قادة المقاومة الفلسطينية والشباب الفلسطيني واللبناني أيضا”.

يتحرك بطريقة مكوكية في الدول الأفريقية لأن الأكثرية الساحقة من الشعب اللبناني تتخذ من هذه الدول الموطن الثاني لها بحكم الاغتراب والعمل.

ولا بد من الذكر بأنه ينشط في اثيوبيا نظرا” لوجود يهود من أصل أثيوبي إضافة يستطيع التحكم والسيطرة على هذا البلد بحرية.

توجهت الأنظار إلى تركيا في الآونة الأخيرة بالنسبة لشبكة الموساد التي اكتشفتها المخابرات التركية وهي ليست بالشبكة الأولى ولن تكون آخرها بطبيعة الحال طالما أن أيادي الموساد باستطاعتها أن تُكمن وتتلوى كالأفعى لتصطاد فريستها.

وقبل أن نتطرق لتفاصيل عمل جهاز الموساد على الساحة التركية نود الاشارة إلى أنه سبق أن عين امرأتين في مناصب عليا داخله:

امرأة في منصب رئيس إدارة الاستخبارات والثانية:
منصب رئيس هيئة الشؤون الإيرانية.

وقد وقعت وزارة مالية العدو مع جهاز الموساد اتفاقا” فريدا” من نوعه يتعلق بمعاشات العاملين فيه وتنظيم طرق التوظيف .

وذكرت صحيفة “معآريف” العبرية:

” إن الاتفاق يتيح أجورا” مغرية لمن يشغلون مناصب فردية في الموساد وسيحصل الموظفين في بعض الاختصاصات على أجور مرتفعة جدا” منذ اليوم الأول للتوظيف.”

وهذا يدل على الاهتمام المبالغ فيه لمن يدخل هذا السلك المخابراتي ومدى أهميته للكيان العبري الذي يعتبره واجهته الأمنية والمخابراتية في العالم….

كما يفخر دائما” قادة العدو الصهيوني بضباطه وعناصره.

وبالعودة إلى شبكة التجسس في تركيا اعتقلت منذ أيام قوات المخابرات والأمن التركي نحو 11 شخصا” من ضمنهم مطلوبون لهم علاقة وثيقة بأنشطة لجهاز الموساد ضد إيران في تركيا .

صرحت إيران على لسان وزير خارجيتها :

“عن اعتقال أفراد من جهاز الموساد في بلد ما مهمتهم التجسس على الإيرانيين في الخارج.”

والخلية الموسادية تلك تقوم بمهام تجسس ضد شركة و23 شخصا” تربطهم علاقات تجارية مع إيران وهم يقومون بتحريات تحت ستار شركات استشارية.

وسوف نعود بالذاكرة قليلا” إلى الوراء لنتحدث عن ما عرضه لنا برنامج:
“ما خفي أعظم -الموساد في تركيا-“

عرضت حلقاته الخاصة “بالموساد في اسطنبول” قناة الجزيرة .

إذ تم عرض آلية التجنيد ومراقبة جهاز الموساد للأشخاص الذين قد يكونون على صلة قرابة بالقادة الفلسطينيين أو ممن يربطهم أي تواصل معهم …

فتتسلل اليهم “الأفعى” الإسرائيلية وتبث سمومها تارة عبر مراكز أبحاث وتارة ثانية شركات للاحصاء والاستشارات.

يوهمون الأفراد بأنهم مركز متخصص للدراسات بالصراع العربي- الإسرائيلي
وكل ما يخص منطقة الشرق الأوسط .

وجميعهم إن صح القول يتقنون اللغة العربية ولكن بأسلوب اللغة “المكسرة” كما يُقال
بحيث تدرك أنه إسرائيلي وليس من أصول عربية!

عُرضت شهادات في برنامج :
“ما خفي أعظم”

لمن حاولوا تجنيدهم وبالواقع هم من تلاعبوا ونجحوا بتضليل الموساد !

من ضمن الشهادات ذكر أحد الأشخاص خلال اتصالهم به أن ضابط الموساد قال له:

” نريد التعرف على أشخاص لهم أوضاع سياسية أو مقربين لفصيل فلسطيني معين..
نحن نعلم أنك مقرب لأحد “الأخوة” في حماس.”!

وهنا يجب لفت النظر إلى كلمة “الأخوة” وذلك لابعاد الشكوك وكي يطمئن لهم من يحاولون تجنيده.

وتسجيل آخر عرض ضمن الشهادات يقول ضابط الموساد لشاب يحاول استمالته:

” أنت واحد من شبابنا في تركيا … أنت تدخل إلى أوروبا لا عن طريق البحر ولا أي “شي” .”

هذا نوع من أنواع الاغراءات تأشيرة دخول لدولة أوروبية!

وقد ذهب الشاب إلى قنصلية أوروبية ليقدم أوراقه من أجل تأشيرة دخول..

وتلقوا الأوامر في القنصلية من ضابط الموساد:
” المعاملة يجب ان تكون جاهزة!”
أي الموافقة الفورية على الطلب!

وبالفعل لقد حصل الشاب الذي أوهمهم أنه مستعد للتعامل معهم على “فيزا” خاصة برجال الأعمال في أقل من نصف ساعة فقط داخل القنصلية السويسرية!!

هم يصرون على اجراء المقابلات في دول أوروبية وليس في تركيا تحسبا” لكشف هويتهم من قبل جهاز الأمن التركي.

جهاز الموساد الإسرائيلي الذي يستخدم كل الأساليب والوسائل الملتوية للوصول إلى أهدافه بدءا” من الاغتيالات والحصول على المعلومات

وصولا” إلى زعزعة أمن البلد الذي ينتهك سيادته الأمنية
حاول تجنيد أحد الشبان الذي يعاني من مرض ما تواصلوا معه بعد أخذ كل المعلومات عنه من صفحته على الفيسبوك

لأنه مقرب من أحدهم في الفصائل الفلسطينية
بذريعة تقديم المساعدة له في العلاج.

كما نلاحظ يلعب الموساد على” وتر” المرض ويدعي المساعدة والتكفل بكامل تكاليف العلاج ….

هذا وجه من الوجوه المتعددة “المتسخة” التي يرتديها ضباط وعناصر جهاز الموساد!

أوجدت المخابرات التركية جمعية وهمية باسم:

” جمعية طلابية ” لجذب عناصر الموساد الذين وقعوا في الفخ بحيث تمكنوا من كشفهم كما المهام الموكلة اليهم

بالتنسيق مع الشباب الفلسطيني المستهدف وجهاز الأمن التركي وجهات المقاومة…

باختصار الموساد قد خُدع هذه المرة ولم يخدع !!
وبالتالي فقد السيطرة على التحكم بعناصره وليس العكس تماما”.

لا بد من التركيز هنا على نقاط عدة تكشف لنا عن طرق استقطاب الموساد للعمالة وأهم هذه النقاط اُستعرضت ضمن البرنامج…

أولا”:انشاء شركات وهمية تحت مُسمى مراكز ابحاث ودراسات من أجل التقرب من طلاب الجامعات.

ثانيا”: استخدام مصطلحات مطمئنة مثال:
“أخوة- وأنتم شبابنا”…

ثالثا”: استغلال حاجة المرضى للعلاج والدواء مقابل التعامل معهم .

رابعا”: ناهيك بالاغراء المادي هناك اغراء السفر للدول الأوروبية وتأمين كامل مستلزمات الحياة برفاهية.

خامسا”: مراقبة الموساد لوسائل التواصل الاجتماعي عبر وحدة خاصة ضمن الجهاز ومعرفة الكثير من خلال المنشورات أو الحديث والنشر عن الحياة الخاصة والعائلية.

وهذا ما كنا ولا زلنا نحذر منه يجب أن لا تقدموا خدمات “جاهزة” لأجهزة الأمن الإسرائيلية لأنهم يحللون ويستفيدوا من كل معلومة ولو صغيرة عن حياتكم.

ونود الاشارة إلى أهمية اختراق الأمن التركي والشباب الفلسطيني المقيم على الأراضي التركية لجهاز الموساد عبر تسجيل المحادثات واللقاءات التي عقدت مع الشبان الذين نجحوا بخطتهم وأوهموا عناصر الموساد أنهم على استعداد للتعاون معهم ومدهم بالمعلومات…

فقد استطاعوا تسجيل كل المكالمات الهاتفية الخاصة بضباط الموساد وهذا يُعد من اخفاقات الجهاز الأكثر قذارة في العالم !!

ينتهك سيادات الدول ويرتكب الجرائم على أراضيها ويغتال قادة المقاومة…
ويغدر …ويغرر بالشبان والشابات كما حصل أخيرا” في لبنان عندما كشفت أجهزة الأمن اللبنانية عن تجنيد الموساد لفتيات وهو تطور لافت يجب أخذه بعين الاعتبار
فالهدف للتجنيد لا يقتصر فقط على فئة الذكور.

ومن نافل القول أن الموساد يُعطي للعنصر النسائي أهمية كبرى في أكثر مهامه ويرتكز في عملياته على مجنداته من النساء ….

والتاريخ يشهد على ذلك ممن وقعوا ضحية جمال نساء الموساد وتم تهديدهم بنشر الصور “الحميمة”

أو الأفلام المصورة التي يحرص على التقاطها عناصر الموساد لابتزاز الشخصية المستهدفة لاحقا” واخضاعها لتنفيذ أوامره والموافقة على املاءات شروطه بفضل النساء الجميلات
المغريات المُدربات على كل فنون الاغراء والجذب!

ضعاف النفوس ينال منهم الموساد عن طريق الفخ “الأنثوي”..

ومع إدراكنا بداهة هذه الحقيقة ولكننا نستطيع مواجهته والصمود والتحدي إن تسلحنا بالارادة ومقاومة كل هذه الاغراءات.

الصراع اليوم “المتوهج” يدور بين الموساد وإيران وتزداد حدة وتيرته يوما” بعد يوم فكلاهما لهما صولات وجولات من

الاختراقات والتجنيد والتجسس وقد احبطت طهران مسبقا” عمليات عدة كانت ستنفذها شبكات التجسس الإسرائيلية داخل أراضيها..

على المقلب الآخر سرب الإعلام الإسرائيلي عن موضوع تورط أشخاص من الداخل الفلسطيني المحتل بالتجسس لمصلحة إيران …

وقد صرح قادة العدو:
“أن هناك اختراقات أمنية نجحت بها إيران وعلى الصعيد السيبراني أيضا”.

واليوم بالذات أعلنت السلطة القضائية الإيرانية أن حوالي 14 شخصا” تم اعتقالهم هم على صلة “بإسرائيل” يخططون للقيام بعمليات اغتيال.

والتنافس على الساحة الأمنية بين طهران “وتل أبيب” سيستمر في التصاعد بالتأكيد
طالما أنهما يعدان العدة للحرب المقبلة أيا” تكن الأسباب والمسببات .

والحروب بين الدول تكون مقدمتها السباق للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات المخابراتية للكشف عن نقاط ضعف كل دولة والاستفادة منها خلال الحرب” لاستنهاض” فُرص الانتصار .

والجدير ذكره أن ميزانية جهاز الموساد الإسرائيلي تفوق ميزانيات كل أجهزتهم الأمنية!

“فإسرائيل”ستكون عاجزه تماما” إن شُلت “الأفعى” الإسرائيلية وتمت معاقبتها وتحجيمها ومحاصرتها في “وكرها”….

وهنا يبدأ دور الدول العربية وأجهزة مخابراتها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى