الأخبار اللبنانية

الراعي مختتماً جولته في جبيل: الثوابت تطبق بالعمل نحو هدف مثلث المواطن والمجتمع والوطن

عقد في قاعة ثانوية راهبات الوردية في جبيل لقاء بعنوان “الشركة والمحبة في العمل الوطني والاجتماعي” جمع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي والفاعليات السياسية والقضائية والاجتماعية في قضاء جبيل. شارك فيه السفير بهجت لحود ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، العقيد انطوان بستاني ممثلا وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل، النواب: عباس هاشم، وليد الخوري وسيمون ابي رميا، النواب السابقون: فارس سعيد، شامل موزايا وميشال خوري، قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح، والقائمقام السابق حبيب كيروز، رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل فادي مرتينوس، رئيس المجلس الثقافي الدكتور نوفل نوفل، رئيس رابطة مختاري قضاء جبيل وديع ابي غصن، الدكتور وديع ابي شبل ممثلا عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده، مسؤول قضاء جبيل في القوات اللبنانية شربل ابي عقل، رفيق ابي يونس، المحامي جان الحواط وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير وحشد من المدعويين.

وبعد كلمة ترحيبية للمحامي اسكندر جبران كانت كلمة للخوري حليم عبدالله الى كلمة مديرة الثانوية الام ألين بركات، قالت فيها: “صحيح ان المهمة شاقة، فالرياح عاتية والامواج عالية، والتيارات متصارعة متقارعة، لكن لنا من نعم الروح القدس، من تقوى غبطته، ومن حكمته، ومن صلابته ومرونته في آن، ما يحدونا على الامل بالخلاص. فالشرق لن يستمر شرقا ما لم يستمر نور المسيح مشرقا منه الى الابد. واذا قلنا المسيح في الشرق قلنا لبنان، واذا قلنا لبنان قلنا بكركي، واذا قلنا بكركي قلنا غبطة ابينا البطريرك مار بشاره بطرس الراعي”.

ثم ألقى الراعي كلمة قال فيها: “يسعدنا ان نلتقي اليوم وقد شرفنا فخامة رئيس الجمهورية بإيفاد ممثل عنه وهذه دلالة على ان فخامته هو معنا وله ثقة بنا ويستطلع الى كوننا نستطيع ان ندعم مسيرته الوطنية بكل النوايا الطيبة التي يحملها”.

اضاف: “نحن قيمتنا كمسحيين هي ان نفصل بين الدين والدولة وهذا ما يميز لبنان عن كل العالم المحيط بنا وهذا الفصل ليس بالمطلق بمعنى ان السلطة الروحية مؤتمنة على المبادئ والثوابت الوطنية والروحية الاخلاقية، والمدنيون يتعاطون الشأن السياسي على الارض فيترجمون المبادىء والثوابت الوطنية في حياتهم السياسية وخياراتهم وهم مشكورون على ذلك لأن العمل السياسي أصعب من عمل الكنيسة لأن المبادىء ثابتة وموجودة اما المهم كيفية تطبيق الثوابت على الارض.
واننا نشكر الرب على اننا مجتمع ديموقراطي حيث توجد حرية الرؤية والخيار والوسيلة التي تعتمد لحمل هذه الثوابت بالتطبيق من خلال العمل السياسي نحو هدف مثلث معروف هو المواطن والمجتمع والوطن”.

وتابع: “تمر البلدان بظروف سياسية امنية، اقتصادية واجتماعية كبيرة وعلى رجال السياسة اتخاذ قرارات على الارض حاملين الثوابت التي يجب ترجمتها لخدمة الاهداف. واذا كان لدينا رؤى متعددة والاحزاب والالوان السياسية لكننا نطلب الامانة للثوابت والوصول الى الاهداف، وهذه هي العلاقة التي اردناها كسلطة روحية. واذا كان للبطريركية دور وطني معروف بسبب المسيرة التاريخية الطويلة ولكن لا ينتظر من البطريركية اتخاذ قرارات تقنية في العمل السياسي والاقتصادي والتشريعي لكنها حريصة على المبادىء والثوابت. واذا ما كان هناك من خلل في الثوابت والمبادىء يجب الا نتحاور عبر الاعلام. وما طلبناه من رجال السياسة على تنوعهم في خياراتهم ورؤيتهم احترام بعضم البعض والا يكون تخاطبهم عبر الاعلام مسيئا لبعضهم لأن هذا لا يفيد لا الوطن ولا المجتمع، فلا احد منا يملك كمال الرؤية والرأي ولكن لكل منا قناعات شخصية نسبية تلتقي مع بعضها البعض يوم نجلس مع بعضنا البعض ونقيمها. في لقاء الاقطاب الاربعة ساد هذا الجو بين المتحاورين وتوصلوا الى قرار بأن يكونوا متكاملين لا متناقضين ولا متخاصمين. فنحن بحاجة كي يكون لدينا هذه النظرة الديموقراطية فكل قيمة لبنان وجود التنوع في الرأي والرؤية شرط ان نكون مخلصين للاهداف والثوابت وكل مشكلتنا هي عدم اتخاذ قرار. فالقرار يجب ان يتخذ في الكنيسة والمنزل والوطن ونحن حريصون على استمرار التشاور. ففي الحكم الديموقراطي، يعود السياسيون الى شعبهم وينظرون الى ما يريده وما هي حاجاته وكذلك في الكنيسة والا تضطرب الاوضاع بين بعضنا البعض”.

وأردف قائلا: “نحن امام مسؤولية كبيرة جدا على الصعيد الاجتماعي والثقافي حيث الشعب يفتقر ويهاجر وقرانا في الجبل تفرغ من أهاليها. لذلك، علينا مسؤولية مشتركة في تعزيز الشؤون الانمائية والاجتماعية وتأمين فرص العمل”.

وأعلن الراعي ان “قرارات عدة ستصدر في اليومين المقبلين عن الصرح البطريركي باستحداث هيكليات تهتم بهذه المواضيع للمحافظة على شعبنا لأننا اذا خسرناه خسرنا كل شيء”.

وردا على سؤال، قال الراعي: “إن اجتماع البرلمانيين الموارنة الذي عقد في بكركي لم يكن للموارنة، بل لكل المجتمع اللبناني وللتعاون مع الشريك الآخر في هذا الوطن. نعمل على درس مواضيع اللبنانيين وقضاياهم المشتركة، ونحن كموارنة نعرف كيف باستطاعتنا المساعدة في بناء هذا المجتمع اللبناني”.

وعن دور المسيحيين والموارنة ومستقبلهم في هذا الشرق، قال: “إن المسيحيين متجذرون في هذا الشرق، وحملوا حضارتهم وثقافتهم منذ ايام المسيح والرسل، ولعبوا دورا انمائيا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا كبيرا في الاوطان العربية، وكل رؤساء الدول العربية يؤكدون محبتهم للبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا، لأن لديهم مهارة واخلاقية ولا يتعاطون بالشؤون السياسية الداخلية للدول، وليسوا عنصر اضطراب. لذلك، دعا قداسة البابا بنيديكتوس السادس عشر الى سينودوس من اجل الشرق الاوسط يرتكز على المحافظة على الوجود المسيحي – رغم كل الصعوبات – والذي له مقوماته الامنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وبتضامننا مع بعضنا، يدرك المسيحي انه حامل رسالة مسيحية تقتضي منه لعب دورا بناء كبيرا”.

وتوقع الراعي “أن يزور قداسة البابا لبنان ليعلن من هنا الإرشاد الرسولي للشرق الأوسط”.

وعن تهجير المسيحيين من سوريا اذا تغير النظام، قال: “الناس يهربون من سوريا ومصر وليبيا والعراق وفلسطين لأنهم يريدون العيش بأمان وطمأنينة، فالحروب تولد الفقر والحرمان، والناس يرتضون العيش في بلد نظامه ظالم او ديكتاتوري من دون ان يتعاطوا في السياسة، ولكن لا يمكنهم أن يضحوا بحياتهم وأمنهم. الحروب تولد تهجير ليس فقط المسيحيين. لذلك، نحن نطالب المسؤولين في الدول العربية بالنظر الى معاناة شعبهم، فنحن اليوم في عالم العولمة والناس في حاجة الى اصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي، وهم في هذه الدول العربية يعيشون الحرمان في حياتهم ومن حقههم العيش بكرامة، فالحرب والعنف لا يحلان المشاكل. لذلك على المسؤولين الاسراع في هذه الاصلاحات. وبالنسبة إلى سوريا فلبنان يتأثر بما يحصل فيها، نظرا للروابط بين البلدين، وإننا ننظر بكثير من القلق الى أين تتجه كل الانظمة العربية، هل الى انظمة اكثر تشددا وتعسفا، أم الى مشروع الشرق الاوسط الجديد؟ وانا اعتقد ان هذا المشروع هو لتفتيت العالم العربي كي تعيش اسرائيل. أنا أتألم عندما يتحدثون عن ربيع العالم العربي من الجهتين سواء أكانت الانظمة المقبلة اكثر ديكتاتوريا او تفتيت العالم العربي. لذلك، لا يجب الحديث عن ربيع العالم العربي”.

وشدد على “ضرورة عقد مؤتمر وطني لتطوير الميثاق الوطني الذي ارتضاه جميع اللبنانيين ووضع عقد اجتماعي جديد لان قيمة لبنان بميثاقه الوطني بين المسيحيين والمسلمين. واذا الغينا هذا الميثاق فقدنا كل شيء”.

وقال: “إن الممارسة أظهرت أن هناك بعض الثغرات في اتفاق الطائف يجب ايجاد الحلول لها. وعلينا الجلوس مع بعضنا كلبنانيين في مؤتمر وطني لمعالجة كيفية اكمال الطريق سويا للمحافظة على الثقة التي اصبحت مفقودة اليوم، وهذا ظهر جليا أخيرا في جلسات مجلس النواب عند نيل الحكومة الثقة”.

وردا على سؤال، قال: “لا يوجد لدى بكركي أي تصور لاي قانون للانتخابات النيابية ولكن يجب التوصل الى قانون انتخابي يناسب جميع اللبنانيين ليشعر المواطن بأنه يختار من يمثله أفضل التمثيل، ولا يجب ترك هذا القانون الى الايام الاخيرة من موعد الاستحقاق الانتخابي”.

وعن مشاركة المسيحيين في الدولة، قال: “أظهرت الأيام أن وجود المسيحيين في ادارات الدولة ضئيل، وهذا الموضوع قيد الدرس، وبكركي تتابعه ضمنن اطر الكفاءة وعدم اقصاء طائفة على أخرى. نحن مع الكفاءة العلمية والاخلاقية في وظائف الدولة”.

وعما حصل في لاسا بالنسبة إلى موضوع ترسيم الحدود في البلدة، قال: “نعم، هناك في لاسا اعتداءات على املاك مطرانية جونية المارونية، وصدر قرار عن القاضي العقاري باجراء المسح وحصل بعض الخلافات مع المواطنين واهالي البلدة. فنحن نعيش تحت القانون في هذا البلد ولا يحق لاحد الاعتداء على الاخر، فالقانون موجود لحماية الناس، والقضاء لاعطاء كل صاحب حق حقه، فالتعديات موجودة في لاسا ويجب معالجتها حبيا والا قانونيا”.

واعتبر النائب عباس هاشم في مداخلة له ان “المشكلة اليوم في لبنان ليست بين من هو مع السلاح ومن هو ضده بل في الخيارات الاستراتيجية”، داعيا الى “سحب موضوع بلدة لاسا من السجالات الاعلامية وابقائه في اطاره القانوني وعدم تسيسه”، مؤكدا ان “المشكلة ليست بين الكنيسة المارونية وابناء الطائفة الشيعية في البلدة”.

بدوره رأى النائب سيمون ابي رميا ان هذا الملف “عائد لعشرات السنين ونتيجة تراكمات ونسعى لمعالجته بمحبة واحترام القوانين وعقدت اجتماعات مع المرجعيات المعنية للوصول الى حل”، متمنيا “اخراج هذا الموضوع من السجال الاعلامي وعدم استغلاله سياسيا”.

ورأى رفيق ابي يونس ان “المشكلة اليوم بين من هو خائف من السلاح ومن يخاف على السلاح”.

ثم لبى الراعي دعوة مطرانية جبيل المارونية واللجنة المنظمة لزيارته الابرشية الى مأدبة غداء اقيمت على شرفه في مجمع اده ساندس السياحي، شارك فيها النواب: عباس هاشم، وليد الخوري وسيمون ابي رميا، والنواب السابقون شامل موزايا، ميشال خوري ومحمود عواد، قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح ممثلة وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل، رئيس المجلس الدستوري القاضي عصام سليمان، رئيس اتحاد بلديات جبيل فادي مارتينوس، رئيس حزب “السلام اللبناني” روجيه اده وممثلون من الاحزاب السياسية في قضاء جبيل ورؤساء البلديات والمخاتير وفاعليات.

بداية النشيد الوطني الى كلمة القيم الابرشي الاب توفيق بوهدير فكلمة المطرانية القاها المحامي اسكندر جبران اكد فيها “المواقف الوطنية والروحية للبطريرك الراعي الجامعة لكل اللبنانيين”، مشيرا الى “العلاقة الوطيدة التي تربط البطريرك بابناء هذا القضاء”.

ورد الراعي بكلمة شكر فيها وزير الداخلية على ايفاده ممثلا عنه، كما شكر المحامي روجيه اده على استضافته لهذا الغداء شاكرا اياه على “اسهامه بانماء المنطقة وتأمين فرص العمل، خصوصا للشباب الجبيلي وجعل جبيل احلى”، مؤكدا ان “جبيل احلى بكل الحاضرين”. وشكر ابناء بلاد جبيل على تعاونهم معه خلال وجوده مطرانا في هذا القضاء معلنا انه “من هذه البلاد اصبح بطريركا ومن ابنائها استمد الشركة والمحبة”.

وحيا البطريرك صفير على مواقفه وعلى ما قدمه للوطن على الصعد الوطنية والروحية والاجتماعية.

ومساء ترأس البطريرك الراعي اجتماعا للمنظمات الشبابية والرسولية في قاعة البطريرك الحويك في ثانوية مار يوسف جبيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى