المقالات

خدعونا \ بقلم: عبد السلام الفري

خدعونا بقولهم عنا أننا عرب
ونحن

  • وذا يبدو-
    لا لنا في العرب
    فخذ
    و لا مصر
    و لانسب
    ولا في كنعان
    جد
    و لا قحطان
    عرق
    و لا سر
    ولا حسب

خدعونا بقولهم عنا أننا عرب
ونحن
من غربتنا عن بعضنا
لا يَعرِب منا يكاد يُعدّ
ولا إبراهيم
و لا إسماعيل


منذ قرون بالعشرة
وهم يحشون عقولنا
بكبرياء البسوس
وبطولات عنترة
ونقائض الفرزدق وجرير
و غيرة المعتصم
و شهامة صلاح الدين
و عدل عمر
ونحن نُغتصب
في اليوم
سبعين مرة
ونستباح
في وضح النهار
و على مرمى
حجرة
ولا نحرك شعرة
ولا تهتز فينا وترة
و لئن داهمتنا الغيرة
يوماً
أو قُدِّر فانتفضنا
فإنا نلعن القدرا
الذي أيقظنا
و نلعن الجن و السحرة


هذي شِعب أبي طالب
يحاصرها اليهود من كل جانب
وهذا بيت النبي
نكاد لا نمِيز فيه
بين الزاهد و البغِيّ
و هذه أم الشهيد
كبد الشهيدة
بغزة
والمغازي
و بأحياء الزيتون
تستحيي من الله
فتودع الأمل المباد
بزغرودة
فتنبت شجرة
تستعجل اللحاق برضيع
أحرق في الحلم
أو بطفلة لم يكتب لها أن تٌزف
عروسا لشهيد
فرقّتها بإذن الله
حورا بين الحواري


حزن العرب
فأدانوا و استنكروا
و لم يكن استنكارهم ليهز أذن صهيون
فهز أذني حمار مستغربا باكيا
يجر عربة دُكت شهداء
وسط الخنادق و الحفر
“أين العرب”؟
أمم تجتر ذيولها لقرون بين الأمم
تحمل أوزاراً
تارة
وتارة أسفارا
“لا أعلم يا بني
(يبكي الحمار ابنه القتيل)
من منا الحمار
أهو الحمار … الحمار؟
أمْ من يلعن الحمار؟
تراهم حين الفاجعة
أو انقطاع المطر
تحت أدراج المنبر
خارّين
يتصببون إيمانا
يبدعون في الدعاء على العدو
وحين تمر الفاجعة
و تنقضي الصلاة
يتمنون لو باعد الله
بينهم و بين حراء و يثرب و بكة
في منأى عن كل ما يذكّرهم
بآل البيت و مكة و الحرم


تُرى لمن قضيت العمر بالأمر تصْدع
يا نبي الله؟
فخير الأمم
دليل الرسالة
قد ولّت
و ولّت أمرها
أعداء ملّتك
في معروفها منكر
و بعض المنكر دستورها
عرب باسم الله تقتل عربا
تفشّت الغوغاء
و تعددت الفتاوى
فمذاهب
أنجبت مذاهبا
بل و لقد أصبح
من حق اللات
و العزى
أن تُقاضي اليوم
مَن يوماً
قاضاها
ولو بعث أبو جهل فيها
لجعلت منه فوق العادة نبيا لها
و لاتحذت له من مسيلمة الكذاب
مشيرا أعظما


فيا رب
أين العرب ؟
خلصنا يا رب
من هؤلاء العرب
أنعِمْ علينا
وعجل
يا رب
بأمة العرب.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى