الأخبار اللبنانية

باسيل في ذكرى ١٣تشرين

أشار رئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل في كلمة القاهابمناسبة ذكرى 13 تشرين الى أن ” نحن ابناءُ مدرسةٍ حوّلت انكسار ارادةِشعب امام صفقة دولية، الى وعي وطني كرَّسَ اولويّة السيادة الوطنية وعبَّرَعنها في عام 2005 بوجه الوصاية، وفي عام 2006 بوجه الاحتلال”، لافتا الىأنها “مدرسةٌ قادَها جنرالٌ مؤمنٌ بأنَّ لا وطنَ من دون سيادة، وعندما أُنجِزَالتحريرُ، انتقل الى معركةِ التحرّر اقتناعاً منه بأن لا دولة من دون مواطنمُتَحرّر من الزبائنية والتبعية والفساد”.

باسيل تحدث أمام حشد من الكوادر في صالة كنيسة مار الياس في انطلياس،وأشار الى أن ” ارادة التحرير جلبت عليه وعلينا 13 تشرين 1990، فكانعسكرياً بامتياز، اما ارادة التحرّر فجلبت عليه وعلينا 17 تشرين 2019، فكانما وَصَفتُهُ بـ 13 تشرين اقتصادي”، مضيفاً: “ولأننا ابناء 13 تشرين لم يتمكّنمنّا 17 تشرين فها نحن تصدّينا لمؤامرات الخارج واموالِه ومنظماته، ولمنظومةالداخل، وللإعلام وتنمرِّه، فصمدنا وانتصرنا على من ارادَ دفنَنا سياسياً”،مؤكدا أننا ” بقَينا في الميدان، امّا هم فرَحلوا عن الساحات والشاشات. سقطتكذبتهم وبقيت حقيقتنا ولم يتمكّن مستغلو 17 تشرين ان يمحوا نضالات 13 تشرين”.

واضاف: “نحن جيل “سيادة حرية واستقلال” وأن تبقى حرّاً سيّداً مستقلاًوانتَ في الحكم، أمرٌ بغاية الصعوبة اذ عليك ان تمارس هذه القيم بمسؤوليةوتعرفَ حدودَها دون أن تتخلى طبعاً عن أي منها”، لافتاً الى أن “الحريّةُتوجبُ عليكَ احترامَ حريّةِ الآخرين والسيادةُ تَفرُضُ عليكَ ان تكرِّسها بالقانونعلى ارضِك امّا الاستقلالْ، وان كان قيمةً مطلقة فإنَّ حدودَه هي مصلحةُبلدِك”، مشددا على أن ” الاستقلال، بعدما خرجت سوريا من ارِضِكَ، لا يعنيان تعاديها على ارضِها، أو ان تتآمر عليها؛ كذلك لا يمنع الاستقلال ان تقومَبما هو مصلحةُ بلدِك ان استوجبَ ذلك ان توافق على ما يوافقها”، مشددا علىأن “السيادةُ تسمحُ ان تستعينَ بعناصرِ قوّةٍ داخلية ان لم تُمَسّ أُسُسُ الشراكةوالتوازن الوطني، وأن تستعينَ بعناصرِ قوّةٍ خارجية ان لمْ تُمَسّ أسسُ الوطنوسيادته وركائزُه امّا الحريّةُ فلا تعطيكَ ابداً المجال ان تُفرِّطَ بمواردِ وثرواتِوطنِك لصالحِ الغير”.

باسيل تحدث عن الفساد، وأِار الى أنه “بمفهومِه مناقضٌ للقانون ما يعني انهيضرب مبدأ سيادة القانون، اضافةً الى انه يدمّر مؤسسات الدولة ويجفّفُمواردَها ويحوّلُ ثرواتِها الى جيوبِ المنتفعين او مصالح الخارج المتحكّمبالداخل، وبالتالي يُفقدُ الدولةَ امكاناتِها المالية، اي انه يحرِمُها من ممارسةِاستقلالها المالي، وفي حالة لبنان يضعُها في جيبِ الخارج ومصالِحه”، معتبراًأن “كلُّ هذا يحرم المواطن من حقوقه في هذه الثروات والموارد، ومن معيشةكريمة، ويكبّله بالتَبعيّة لسياسي متسلّط، ويفقدُه حتماً الحريّة الفرديّة بسببالحاجة والعوز ان لم نقل الفقر والذلّ”.

كذلك تطرق باسيل الى ملف النزوح، معتبرا أن “النزوح الكثيفُ الذي يشهدُهبلدُنا فيتخطّى كلِّ قدرةٍ على استيعابِه بالجغرافيا او الموارد او الديمغرافيا، ولايرضاه ايُّ بلدٍ في العالم، وهو يتجاوز كلَّ رقمٍ قياسي بنسبةِ حجمِه وكثافتِةالسكانية”، مشددا على أن “هذا النزوح العشوائي المنظّم يضربُ كلًّ المواثيقوالقوانين الدولية، كما انه يناقضُ كل القوانين اللبنانية، وبالتالي فإن النازحَالإقتصادي الذي يعملُ خلافاً للقانون ويقيمُ خلافاً للقانون ويرتكِبُ كلَّ انواعِالمخالفات، يَضرِبُ السيادةَ بعمقِها، اضافة الى انّ حرمان المواطنَ من حقوقِهفي العمل والتعليم والكهرباء والمياه والمواصلات كون النازحْ يقاسِمُه ايّاها عنوةً،يحدّ من حريّاته المعيشية ويقيّده بوجودِه، فيصبحُ النازح بحكمِ حصولِه علىمساعدات الخارج، متقدِّماً على ابن الأرض، زد على ذلك، ان شعباً عندمايُضطر لهجرةِ وطنِه بسببِ فقدانِه لفُرصِ الحياة ولحقوقِه فيه، ويتمُّ استبدالُهبشعبٍ آخرَ يأخذُ مكانَه في الحقوق والفرص، تتغيّرُ هويّة الوطن وعاداتُهوتقاليدُه، ولا يبقى منه شيءٌ، ويفقد حُكماً استقلالَه لأنه يصبح تحت ارادة شعبٍآخر، يتدرّجُ بمواطنيّته ليصبح وجودُه توطيناً ثم احتلالاً مُشرّعاً بقوّة الأمرالواقع والحقوق المكتسبة، فلا يبقى لنا وطن بل يصبح مشاعاً”.

وفي موضوع الرئاسة، تساءل باسيل “أين نكونُ من الحريّة والسيادةوالاستقلال اذا ارتضينا ان يختارَ احدٌ عنا رئيسَنا؟ فهل الحريّة تسمح بأنيَفرضَ علينا احدٌ رئيساً بعكسِ نتائج الانتخابات النيابية، لا يمثّلُ ناسَنا ولاوجدانَنا؟ وهل السيادة تسمح بأن يتمَّ تلزيمُنا الى مجموعةٍ خماسية اوسداسية، او ان نقبلَ بوصايةٍ غربية ونرفضَها اذا كانت شرقية؟ او ان نقبلَهااجنبية ونرفضَها عربية؟ وهل الاستقلال يسمح بأن نكون تابعين لمحورٍ او لقرارٍخارجي في شأن سيادي داخلي؟ وهل الاستقلاليةُ تسمح لأحد بالتبعيّة لأحدٍبفعل المصلحة او المال؟”، مشددا على أن “الانسان امّا ان يكون حراً سيّداًمستقلاً في كينونته، أو لا يكون. والاّ يكون مستخدماً او اجيراً، ليس في دولتهبل لدولةٍ لها في بلده سياساتِها ومصالِحها ومن يظنّ ان تسويات او اتفاقات اواحداثاً خارجية كأحداث غزّة مؤخراً، تفرضُ علينا رئيساً، لصالح هذا او ذاك،من هنا او من هناك، بحسب نتائجها، والخاسر والرابح فيها، فهو واهم واهم. ان هذا يزيدُنا تمسكاً بحريّتنا وسيادتِنا واستقلالِنا وخياراتِنا”، مضيفا: ” لاتنسوا معادلة الداخل، لذلك تعالوا ننتخب رئيساً بالتفاهم الآن، دون انتظارنتائج الحرب التي ستطول”.

في الشأن الفلسطيني وما يحدث في غزّة، أكد باسيل أنه ” منذ 75 عاماًواسرائيل تقتل وتغتصب وتتغطرس وتحتل الأرض وتخترق السماء وتتسلّط علىالمياه والموارد، في فلسطين والدول المحيطة بها وعلى رأسها لبنان. في فلسطين،تطردُ اصحاب الأرض لتُسكِن المستوطنين، تتعسّفُ بالحقوق وتقتل الأطفالوالشيوخ والمدنيين العزّل، تخرق القرارات الدولية وتمارس اسوأ انواع ارهابالدولة؛ تنقل الشعوب كأحجار الشطرنج وها هي تعمل لترانسفير جديد “منغزّة الى سيناء”، اسقطه حتّى الآن صمود الغزّاويين ورفض العرب والغربيتفرّج”، مضيفا: “واذا سألَ سائلٌ ما علاقة لبنان بكل هذا لنقحِمَه ضدَّاسرائيل، نُحيله الى شهداء الاعلام وجرحاه في جنوبنا منذ يومين، ونذكّرُّه بكلاعتداءات اسرائيل على وطنِنا التي ردعتها بسالة المقاومة، وما كنا لنتكلّم عنقوّة لبنان وثروته وغازه ونفطه، ونعمل لكي لا تطال المؤامرة حقل قانا حيث هوافضل نموذج لتطبيق الاستراتيجية الدفاعية التي نريد؛ وندعو الى عدم التسرّعباستنتاجات خاطئة حول عدم وجود غاز في بحرنا، ونذكّر بمعادلتنا الثابتة “انّلا غاز من كاريش من دون غازٍ من قانا”، ومخطئ جداً من يتصوّر او يصوّرلنا انّ شرق المتوسّط عائمٌ على بحر من الغاز الطبيعي فيما الشاطئ اللبنانيمنقوص او محروم منه ونذكّره ايضاً انّه ما زال من يراهن عندنا على نجاحمشروع اسرائيل الأحادي التقسيمي في لبنان والمنطقة، نقول له: يا من تراهنعلى اجتياح اسرائيلي للبنان، ستنتظر طويلاً لحظةً لن تعود؛ مراهاناتكالفاشلة اثبتت فشلك ونذكّر السائل ايضاً بأنّنا اصحاب حقوق مغتصبة وارضمحتلّة، وبأنه لنا في الأقصى وفي كنيسة القيامة، والقدس وبيت لحم جذوردياناتنا وثقافاتنا وايماننا، ناهيك عن اننا معنيون بقضية لاجئين على ارضِنالهم حقّ العودة الى ارضِهم، ومخطئٌ من يظنّ انه بإغراق لبنان بأكثر منمليوني نازح سوري، يستطيع ان ينسينا حقّ العودة لنصف مليون فلسطينيوهو مكرّس بقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمّة دستورنا الرافض للتوطنينونحن معنيون ايضاً اخلاقياً ووجودياً بمناصرة الحق على حدودِنا”.

وشدد باسيل على أن “الشعب الفلسطيني، صاحب حق في ارضه، وفي انتكون له دولته يعود اليها فلا يبقى لاجئاً مشرّداً، وحقّه قبل كل شيء في احترامكرامته الانسانية”، دعمُنا لفلسطين لا يمنعُنا من ان نُعلي الكرامة الانسانيةعلى ايّ امرٍ آخر، فكرامة الانسان اغلى ما عنده لذلك، لا نقبل للشعبالفلسطيني ان يُمارسَ ايَّ مهانةٍ مورِست عليه وعرِفَ مرارتَها الاّ ان منطقَالقوّةعندما يفرِضُ نفسَه، يدفع بمن يُمارَسُ عليه ان يمارسَه بدورهِ؛ لذلك دَعونادوماً الى وقفِ استخدام القوة واستبدالِها بمنطق الحقوق. وها هي القوّةتستعمل الآن ضدّ اسرائيل، ولن تستطيع آلتها العسكرية وقفها. ومخطئٌ جداًمن يعتقد ان الظلم والبطش والقوّة العسكرية المفرِطة والقنبلة النووية المحظّرة،تؤمّن له الطمأنينة، والأمن والأمان”، مضيفا: ” وحدها الحقوق توقف استخدامالقوّة. ومخطئٌ جداً من يقيم حكومة من المتطرّفين ليحتمي بها من ملاحقتهبالفساد، فيجدَ نفسهُ مجرِم حرب مطارداً من لعنة التاريخ. لقد انتشت اسرائيلبالنصرِ عشرات المرّات، لكنّها لم تعد تعرف طعم الانتصار منذ دحرتها المقاومةمن لبنان عام 2000، فذاقت طعم الهزيمة عام 2006 في جنوبِنا وذاقتها عدّةمرات في غزّة منذ عام 2008، وكانت لها الهزيمة الكبرى في غزّة منذ ايّام؛ومهما فعلت فإنّها لن تستطيع ان تمحوها.”

وشدد على ان “تدميرَ مدينةٍ بكاملِها وقتلَ اولادِها وشيوخِها ليس بطولةً ولاانتصاراً بل هو ارهابٌ وهزيمةٌ نكراء لإسرائيل ومن يدعمُها كما ان تهجيرَالأبرياء والمدنيين ونقلهم جماعياً ليس بطولةً ولا انتصاراً بل هزيمةٌ ومهانةٌلإسرائيل ومن ويدعمُها، ومخطئٌ جداً من يحاول ان يقوم بترانسفير للشعبالفلسطيني وهو ذاق طعمه وادرك صعوبة العودة. لن ينفعَك شيءٌ يا اسرائيل،وستستفيقين على وهمِ الانتصارِ المزعوم لتجدي نفسَك تحت ضربةٍ اكبر”،مضيفا: “يمكنُكِ تهجيرُ شعبٍ ولكن لن تتمكني من تصفيةِ مقاومتِه، ولنتستيعطي النيلَ منّا بعد الآن، لأنَّ عليكِ بحمايةِ نفسكِ لن ينفعَكِ الاّ التسليمبالحقوق وبقيام الدولتين، والالتزام بالقرارات الدولية، فانتِ لستِ دولة المعصومينواستهتارُك بالحقِ يجعلُ منكِ دولةً غاصبة ومعرّضة للإنهيار لن ينفعَكِ تطبيعٌ معالأبعدين من دون المقاومين الأقربين، ولن يجلِبَ لك السلامُ، لأن السلام هو اولاًمع أهل فلسطين. والسلام ليكونَ حقيقياً، يجب ان يكونَ شاملاً وعادلاً وقائماًبين الشعوب على مبدأ الحقوق. بهذا فقط تضمن اسرائيل الاعتراف بحقّهابالوجود، ولن يعطى لها أمنٌ لا من دولةٍ كبرى ولا صغرى، اذا لم تعطِه هيلغيرِها ولمن حولِها”، مؤكدا أن “لا سلام دون شبعا والجولان ودون عودةاللاجئين الفلسطينيين ودون عودة النازحين السوريين ودون دولة فلسطينية حرّةمستقلّة كاملة الحقوق، ودون قدسٍ مفتوحةٍ لكل الناس ولكل الأديان بغير هذا، لا سلامَ لكِ ولا سلامَ عليكِ”.

واكد باسيل أن “لبنان لا يمكنه الاّ ان يكونَ نصيراً لفلسطين، ولكن الا يحقُ لهان يكونَ نصيراً لنفسِه؟ لقد جرَّبَ بعضُنا اباحة أرضنا للغير واختبرنا جميعُنامآسيها، كما جرَّبَ بعضُنا التعاملَ مع العدو ودفعْنا جميعُنا اثمانَها، وجرّبناالمقاومة واستفدنا من منافِعها”، مضيفا: “الا يحقُ لنا ان نرفضَ في وقتٍ واحدالعمالة وجعل وطننا ساحةً بدل ان يكون دولةً؟ لقد كلّف توحيد بندقيّة المقاومةكثيراً لتكون فاعلة، فهل تُهدَر هذه المنافع لصالح توحيدِ ساحاتٍ لا نملكُكلبنانيينَ قراراتِها؟ لا بل عرِفنا اين كان قرارُ بعضها تائهاً منذ بضع سنواتفي حربِ سوريا. وهل تُهدَر المنافع لكي يُشرَّع بلدُنا على مخاطرَ نُدرك جميعاًاثمانها؟”، مضيفا: “مفهومٌ وطبيعيٌّ ان يعملَ بعضُنا لنُصرةِ الفلسطينيين وانيفرح بعضُنا الآخر لانتصارِهم، ولكن غيرُ مفهومٍ من جهةٍ ان نفتحَ بلدَنا علىساحات غيرُ مضمونة لصالحِنا وعلى مخاطِرَ مضمونة كارثيتها، وغير مفهوممن جهةٍ اخرى، ان يراهنَ بعضُنا على دولٍ وخياراتٍ جُربَت وفَشِلت وجلَبت لناالهزيمةَ والمهانة”.

وشدد على اننا “في التيّار نختار ان نكون ابناءَ هذه الارض، متجذرين فيها،متعايشين مع اهلِها في السرّاء والضرّاء، متفاعلين مع محيطِنا ومنفتحينَ علىالعالم، مستقلّينَ في قرارِنا، انقياءَ في وطنيّتِنا، عاملينَ في سبيل عزّةِ شعبِناومناضلينَ في سبيلِ بناء دولةٍ قويّةٍ لا شيءَ يعلو على مصالِحها هكذا يكونُوطنُنا قوّياً ونصيراً بقوتِه لقضايا الحقِّ من حولِه هكذا نكونُ على قدر شهدائنا،وهكذا نكون ابناء 13 تشرين ابناء الكرامة الوطنية والكرامة الانسانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى