الأخبار اللبنانية

لقاء موسع للفعاليات الطرابلسية والفلسطينية في مسجد الوفاء

اكد مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام خلال لقاء دعت له دار فتوى طرابلس تضامنا مع أهلنا في غزة وفلسطين بمشاركة عبد الرزاق قرحاني ممثلا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في مسجد الوفاء في طرابلس ، أكد أن الحلّ الجذري لما يجري في غزة ليس بيدنا هنا، فهو على مستوى الدول والجيوش والقرارات المصيرية الكبرى. معتبرا أن العالم اليوم يعيش ليس فقط الكيل بمكيالين، ولكنه يعيش اختلال الموازين في الأساس والمفاهيم، بحيث يغدو الظالم مظلومًا وضحية ويصبح المظلوم معتديًا وإرهابيًا، العالم لا يعيش مناخ العدل والحق ما دام ما يسمى حق النقض الفيتو موجودًا.

وكان قد استهل اللقاء بتلاوة مباركة من القرآن الكريم تلاها فضيلة الشيخ بلال بارودي شيخ قراء طرابلس
ثم كلمة تعريفية لفضيلة الشيخ معين ادريس

ثم كانت كلمة اللقاء للمفتي امام وقال :
أبدأ كلمتي بتساؤل: ماذا لوكان قدرنا أننا فلسطينيون تحت الاحتلال؟ ماذا نفعل؟
أمامنا خياران: إما أن نبقى صامتين ساكتين نتعايش مع الذل والقهر بانتظار الفرج الذي لن يأتي، ولن يعطينا إياه أحد، وإما أن ننتفض ونقول إن أثمن شيء لدينا هي كرامتنا، هي حقنا المغتصب، هي أرضنا، هي بلدنا، هي مقدساتنا التي دُنست، هي بيتنا الذي سرقوه، هي حياتنا وحياة آبائنا وأمهاتنا وأولادنا وأحفادنا، هي بداهة الحق بعيشنا الإنساني الكريم، هي رفضنا للعيش بلا حقوق ولا حرية.
الإجابة لديّ ولديكم واضحة.
ماذا لو كنا من أهل غزة؟ ماذا نفعل؟
يطوّقنا العدو من كل جانب، بيده أكلنا وشربنا وكهرباؤنا ووقودنا ومياهنا وزراعتنا وصناعتنا وتجارتنا (إن وجدت)، وحتى بناء بيوتنا، كل مقومات عيشنا يتحكم فيها عدو عنصري لا يعرف الرحمة ولم يسمع بالإنسانية، ولا يرانا إلا كائنات عبئًا على الحياة لا تستحق العيش، لا يعترف بوجودنا أصلًا، حجته زيف التاريخ، وعقيدته من تهويل الأباطيل، ينسب إلى الله والدين والقيم ما الله والدين والقيم منه براء.
لا يحترم اتفاقًا ولا يلتزم بتعهد ولا تربطه مواثيق، عدو متغوّل حقود، لا يراعي حرمة ولا يرقب ذمة، تاريخه مجازر سوداء وحشية، وحاضره عنصرية ودجل ونفاق وافتراء وظلم وقهر وبطش بلا حدّ ولا رادع، أما مستقبله فبلا ذرة شك هو وعد ربنا اليقيني: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا، فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا، ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا، إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا، عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}.
هذه قصة هذا العدو وهذه نهايته حتمًا بلا ريب. والإجابة هنا أيضًا واضحة.
ماذا لو كنا الآن من أهل غزة تنهال الحمم على رؤوسنا في أي لحظة؟ ماذا ننتظر من العالم حولنا؟ وكيف ننظر إلى هذا العالم؟
الإجابة هنا برسمنا جميعًا. ماذا نستطيع أن نفعل؟
لا شك أن الحلّ الجذري ليس بيدنا هنا، فهو على مستوى الدول والجيوش والقرارات المصيرية الكبرى.
ولا شك أن العالم اليوم يعيش ليس فقط الكيل بمكيالين، ولكنه يعيش اختلال الموازين في الأساس والمفاهيم، بحيث يغدو الظالم مظلومًا وضحية ويصبح المظلوم معتديًا وإرهابيًا، العالم لا يعيش مناخ العدل والحق ما دام ما يسمى حق النقض الفيتو موجودًا.
ماذا نستطيع أن نفعل، نستطيع أن نفعل الكثير إن شاء الله، بداية من الدعم المعنوي وهذا أضعف الإيمان، من خلال التجمع والمسيرات والخطابات وما شابه، ثم الوعي الجماعي على القضية والاستعداد لتنظيم صفوفنا هنا لهدفين:
الأول تنظيم حملة دعم وتبرعات نقدية وعينية لأهل غزة، حملة منظمة وشفافة وصادقة.
والهدف الثاني: إيجاد خلية أزمة لواقعنا اللبناني والمناطقي استباقًا في حال تدهورت الأمور إلى الأسوأ لا سمح الله.
وهناك أيضًا مما نستطيعه ويجب العمل عليه بكل قوة إيجاد وسائل الضغط والتأثير على مستوى قرارات دولنا العربية والإسلامية لاتخاذ المواقف المؤثرة في مجريات الأحداث والتي تؤدي إلى تخفيف المعاناة عن أهل غزة وواقع الأحداث فيها.
لو سألنا أهل غزة لقالوا العاجل وقف إطلاق النار أولًا، وفتح الممرات الإغاثية والإنسانية، ثم تأتي الحلول الأخرى بعد، كرفع الحصار وما شابه، لكن ذلك يتطلب وحدة الموقف العربي والإسلامي والعالم الحرّ.
فكل شيء يهون مقابل ما يقدمه أهل غزة من أرواح، كل شيء لا قيمة له بعد ولا يساوي، كل ما يمكن تقديمه من شعوبنا ودولنا لا يساوي تضحياتهم ومعاناتهم.
أما القضية الأساس واجتثاث الشجرة الخبيثة من فوق الأرض ما لها من قرار، فتلك لها استعداداتها ورجالها وأهلوها، والذين نسأل الله تعالى أن نكون منهم.

وكان قد شارك في اللقاء الى قرحاني ممثلا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي النائب فيصل كرامي الوزير السابق سمير الجسر المطران ادوار ضاهر راعي ابرشية طرابلس للروم الملكيين الكاثوليك
ممثل عن راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف
ممثل عن راعي ابرشية طرابلس للروم الارثودوكس المطران افرام كرياكوس
ناصر عدرة ممثلا تيار المستقبل
ابوبكر الأسدي المسؤول السياسي لحركة المقاومة الإسلامية في الشمال على رأس وفد من الحركة
ممثلين عن الفصائل الفلسطينية في الشمال.
رئيس بلدية طرابلس احمد قمر الدين على رأس وفد من اعضاء المجلس البلدي
نقيبة المحامين في الشمال ماري تيريز القوال.
الدكتور سالم فتحي يكن رئيس حزب الشباب والتغيير
احمد البقار ممثلا الجماعة الإسلامية
د.احمد القصص عن حزب التحرير
رئيس دائرة اوقاف طرابلس الشيخ بسام البستاني

رئيس الرابطة الثقافية الصحافي رامز الفري
وفد من السادة القضاة الشرعيين
و اعضاء المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى في الشمال
و اعضاء المجلس الإداري في اوقاف طرابلس
وممثلون عن نواب طرابلس وحشد السادة العلماء والفعاليات السياسية والإجتماعية والشعبية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى