المقالات

إختلط الحابل بالنابل – حسين جمعه / بعلبك

اختلط الحابل بالنابل,مثل يضرب عندما تتعقد الأمور وتختلط الأشياء مع بعضها ويتيه المرء بدوامة الحيرة …!. وأصل هذا المثل “هو أن الراعي ، بعد موسم عشار الماعز، يعرّب القطيع فيجعل
المعاشير وهي «المعز الغزيرة اللبن» على حدة، وغير المعاشير على حدة ، وذلك ليبيع غيرالمعاشير على حدة ويحتفظ بالمعاشير لتدر عليه أرباحاً وافرة.
وتسمى المعاشير «حابل» وغيرالمعاشير «نابل».
ويحدث في كثير من الأحيان أن تختلط المعاشير مع غير المعاشير فيستاء الراعي ويقول: اختلط الحابل بالنابل”…،
.وهكذا هو الحال في لبنان…!!!
حيث اختلط الحابل بالنابل في شتى الميادين,ولم يعد باستطاعتك التمييز بين الخيطين,الأبيض والأسود,وبين السفيه والمحترم ، وبين المتعلم المثقف ، والجاهل كما بين الحلال والحرام,بين الدولة واللادولة,بين رجل الدين وأولئك من هم بحاجة الى دين …!.
اختلط كل شيء وأصبح النَّقيضُ سيان مع نقيضه تماماً,حيث الغنى الفاحش والفقر المدقع,فترى الحد الأدنى للأجور 650 ألف ليرة لبنانية وصاحب هذا الأجر يقود سيارة يفوق سعرها ال 15000$.
وتجد رجالاً تخطب في الوطنية  ولا يمتون إليها  بصلة,لا بل باتوا هم من يمثلون الناس ويناقشون أوضاعهم,وباتوا رجال الحل والربط ، وبالتالي المنتفعين والمتصدرين صفحات الإعلام والإعلان وإلقاء المحاضرات…!.
وإذا كنت من أهل العلم وممن يحترمون النظام والقانون,وسلمت أمنك وحمايتك  للدولة، وهذا الشيء الطبيعي”طبعا” إلا أنك تجد نفسك في لحظة من اللحظات خارج كل هذا وتفاوض ثلة من المجرمين والخاطفين على مرأى من الدولة الحامية والساهرة على أمنك وسلامتك!!! ,والأنكَى من ذلك,عندما تتدخل الدولة ببعض شخوصها الرسميين لتفاوض الخاطفين وتطلق سراح أحد المحظوظين,لأسباب طبعاً خاصة جداً جداً غير متوافرة ومتاحة للآخرين!!!.
وبالعوده الى الحد الأدنى ال 650 ألف ليرة لبنانية  وموضوع الخطف!!!
وهو ما يفاجئ المجتمع اللبناني,عندما يطالبك الخاطفون بمبالغ تصل إلى المليون او مليوني دولار أميركي كفدية لإطلاق سراح فلذة كبدك بعد أن تم خطفه وهو ذاهب إلى مدرسته أو عمله,مسكين أنت أيها الإنسان المسالم في لبنان!!! إنه المضحك المبكِي أيها الغلبان وأنت تناضل في مشوار حياتك التعيسة لتجني فتات وكفاف خبز عيشك المهين…!.
غبتُ عن الكتابة والشعر  ما يقرب من الشهرين ، ويمكن لك أن تستغرب سبب ذلك الغياب!!!
غبت عن ما أحب وأنا أراقب الأشياء كيف تتداخل مع بعضها,غبت وغاب العقل!!!لأنه وكما يقول المثل:إذا جنوا ربعك عقلك لا يفيدك.
غبتُ  لمجرد كلمة تجول وتدور في خاطري, وهي كلمة لإسم آلة غربية وتسمى “الماجيمكس” آلة لكافة الاستعمالات,تقطع وتخلط الأشياء وتفعل ما تريده وتوفر عليك عناء التفكير والتحليل,حتى إنها تقوم بخلط الحابل بالنابل…!.
ولأنه وعندما تاتيك الحمية لمعالجة موقف شاذ وتريد تصحيح أمر اجتماعي تتهم بألف تهمة وتهمة,منها على سبيل المثال لا الحصر “من تدخل بما لا يعنيه سمع شيئاً لا يرضيه” أو “حامل السلم بالعرض”.ولكن وبالله عليكم قولوا لي كيف لهذه الأمة أن تتغير وتهتدي إلى حيث الأمم الأخرى قد ارتقتْ و وصلت!!!.
تنتظر الكهرباء,فلا تأتي!!!لأن مشكلة الكهرباء هنا في لبنان باتت مستعصية على الحل مثل بقية وأبسط الأمور,تستجدي الأمل من المولدات الخاصة التي تعلمك كيف يكون السهر في النوادي الليلية”ديسكوتيك”من كثرة انقطاعها,تارة باسم عطل طارئ ، وتارة أخرى باسم  الضغط على المولد وتقضي ليلتك- عفواً – عمرك هكذا …,حتى تصاب- حضرتك – بالسكري والضغط وكأنك مشترك بسمة بدن ليلية من بعد عناء عمل نهار حافل باختلاط الحابل بالنابل!!!.
اختلط الحابل بالنابل أو ماجيمكس…عبارات لا تفارقني,حيث,تراها في عملك وطريقك,تراها في السوبرماركت والصيدلية عندما يختلط طعامك باللحوم الفاسدة، وصحتك بالأدوية المهربة والفاسدة أيضاً.
أية حالة نعيش وهم يقولون لك ابتسم أنت في لبنان,وفيه اختلط الحلال مع الحرام!!!وما يزيد النفس أسىً أن الحرام والباطل باتا أقوى من الحق وعدالة الضمير…!!!.
تجد من يقتلك ويرميك بالتهم الجزاف ، وتجد رجال الدين يلوذون بمصالحهم ويطالبونك بالمسامحة والصفح,يمارسون الدين وقوانينه على الضعيف بينما يستلطفون رجال الطوائف والأمن والعسس…!.
يدهشني من يشتم  حزباً أو تياراً سياسياً  ليل نهار,وكيف يكون حليفاً وأول المنسقين والمنتفعين مِن مَن يسب ويشتم,وذلك عندما يقوم هذا التيار أو الحزب بتوزيع المساعدات عل النازحين من  بعد كل حرب تشن على لبنان…وترى هذا الشخص عينه يلتحي ويلبس الزي الديني ، يصول ويجول فيك وفي الناس,يجبرك بأن تستمع إليه في المجالس العامة والمستغلة من قبله,يمارس عليك القهرالاجتماعي باسم ما يلبس ويلتحي!!!
تعددت المذاهب والتيارات ضمن الطائفة الواحدة وبات لكل مذهب دستوره الخاص ومدارسه الخاصة كذلك مدافنه الخاصة,بات كل واحد فينا يعيش في عزلة عن الآخر وبات لكل تيار إعلامه الخاص وتعاليمه  الخاصة..وبالتلي اصبحنا في غربة قاسية وظالمة من الأخ والصديق وابن لغتك الأم ,فوا حسرتاهُ علينا!!!.
نتغنى بالماضي الذي لم نعشه يوماً,نحطم بعضنا بعضاً…حتى بات الحسد والنميمة من الشيم الأساسية في بناءِ شخصيتنا ، وبتنا خارج إطار التسمية الإسلامية,نعيش غربة حقيقية…، وصدق رسول الأمة حين قال: ” بدأ الإسلام غريباً ، وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء…”…!.
غربتنا الحقيقية أمست عندما تبذل المعروف لأحد ما .. وتتفانى في احترامه وتقديره وتكن له الخير والاحترام ثم في يوم ما تراهُ يتفانى في إهانتك والطعن فيك،,حينها تشعر أنك غريب…و هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟؟؟
اختلط الحابل بالنابل أو ماجيمكس يا صديقي,وبتنا نبحث عن أنفسنا في غياهب الأخلاق والضمير وصرنا نسأل : هل نحن من  تلك الأمة بعد أن صعب علينا التمييز بين معاشير أو غير معاشير؟؟؟
حسين جمعه / بعلبك
[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى