المقالات

عندما يتحول الموقف إلى سلاح – كتب: عبدالله خالد

منذ أن بدأت المقاومة- على تنوعها الوطني والقومي والإسلامي- مسيرة تحرير الأرض والإنسان واستعادة الحقوق وهي تؤكد أن سلاحها الأمضى في مواجهة العدوان هو سلاح الموقف الذي يعتبر السلاح الأكبر الذي تملكه المقاومة والذي تحول إلى فعل وممارسة تجسد في تحرير الجنوب وإجهاض عدوان تموز وتوج بإجهاض المشروع الإرهابي في سوريا والعراق وكانت اللبنة الأولى فرض تفاهم نيسان عام 1996. هذا الموقف الذي أكد فعاليته في أكثر من ميدان جعل كلام سيد المقاومة سيد الكلام ودفع الصهاينة لتصديقه وتكذيب مزاعم قادتهم بحيث أصبحت المقاومة أكثر صدقية في حربها النفسية من الحرب التي يمارسها الصهاينة الذين أصبحوا يشعرون أن أمنهم أصبح في خطر وأن بداية نهاية كيانهم الذي اغتصب أرض أصبحت في متناول يد المقاومين الذين يزرعون الرعب في عقول وقلوب المستوطنين الصهاينة الذين بدأوا جديا مسيرة الهروب.
بهذه الخلفية تابع الصهاينة خطاب سيد المقاومة الذي شدد فيه على أن زمن محور المقاومة قد بدأ وأن العدوان الصهيوني إذا بدأ سيواجه برد مختلف يشكل البداية المنطقية لتحرير كامل التراب الفلسطيني من النهر إلى البحر وإذا كان قادة العدو قد تمادوا في التهديد حين أعلنوا أنهم حددوا ثلاثة آلاف هدف ستنهي المقاومة إلا الرد السريع عبر الفيديو الذي سربته المقاومة وحددت فيه المواقع العسكرية التي زرعها الصهاينة في المدن الآهلة بالسكان كتمويه وهكذا أسقط في يد العدو الذي بدأ يشعر بالخطر وبدأ المستوطنون في المنطقة الممتدة من تل أبيب إلى حيفا بالإضافة الى المستوطنين في الجليل الذين بدأوا عملية النزوح إلى مناطق أخرى من الأرض المحتلة كمؤشر واضح على أنهم يشعرون بأن وجودهم أصبح مهددا في أرض الميعاد التي حلموا بها.
إن التهديد المباشر الذي أطلقه سيد المقاومة من أن العدوان إذا بدأ سيعرض المدن المحتلة مقابل المدن التي يقصفها العدو وأن المستوطنات ستكون مقابل القرى وأن أسلحة أرض- بحر وأرض-جو والأسلحة الدقيقة ستستخدم خصوصا وأن قوة المقاومة قد تضاعفت عشرة أضاعف ما واجهه العدو في عدوان 2006 وأن لعبة الأيام القتالية ستنزلق إلى حرب شاملة في تأكيد على أن زمن التهديد قد ولى وعلى النتن ياهو أن يدرك أن مصيره وزمرته لن يكون أفضل من سيده ترامب.
وثمة أمر آخر على العدو أن يدركه وهو مغزى توقيت الرسالة التي نقلتها القيادة الروسية إلى قادة العدو حول ضرورة وقف العدوان الصهيوني عبر الجولان والأجواء اللبنانية قبل أن يبدأ الرد السوري الذي سيوسع نطاق الحرب لتصبح شاملة مع ما تفتحه من إمكان تطورها لتشكل مقدمة لمشاركة كل قوى محور المقاومة فيها. لقد انتهى عصر العربدة الصهيونية وبدأت ارهاصات المواجهة… ولعل هذا ما دفع البعض في لبنان مؤخرا إلى التركيز على سلاح المقاومة لإلهاء المقاومين في صراعات داخلية خدمة لأهداف لا علاقة لها بمصلحة لبنان والمنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى