الأخبار اللبنانية

ندوة سياسية بعنوان:” لبنان إلى أين” في حرم الجامعة اللبنانية – كلية العلوم

بدعوة من القسم الجامعي في رابطة الطلاب المسلمين، نُظمت ندوة سياسية في حرم كلية العلوم – الجامعة اللبنانية- الفرع الثالث بطرابلس شارك فيها نائب الجماعة الإسلامية الدكتور عماد الحوت والنائب السابق منسق تيار المستقبل في طرابلس الدكتور مصطفى علوش، وقد أدار الندوة المحامي زاهر مطرجي وشارك فيها مدير واساتذة كلية العلوم بالإضافة الى حشد من الطلاب الجامعيين وممثلين عن التيارات السياسية والطلابية المختلفة.
النائب الدكتور عماد الحوت تحدث عن الواقع اللبناني والعوامل المؤثرة فيه من النظام السياسي الذي يتميز بايجابيات كونه نظام ديمقراطي ويتمتع بتركيبة ديموغرافية تجعل كل من المكونات أقلية غير قادرة على الإستئثار بالسلطة الا أنه كذلك لديه سلبيات أبرزها المحاصصة الطائفية والمذهبية التي تسهل تحول أي خلاف الى خلاف طائفي أو مذهبي.
أضاف الحوت ان الواقع اللبناني يشهد اصطفافاً حاداً بين القوى السياسية الرئيسية فيه يتمحور ذلك حول المقاومة والدولة، استخدام السلاح في الداخل، المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، محاولة البعض تجاوز اتفاق الطائف من خلال أحداث السابع من أيار واتفاق الدوحة وما رافق ذلك من دعوات تحاول اضعاف مركز رئيس مجلس الوزراء وتحويله الى صندوق بريد مع محاولة النيل من موقع رئاسة الجمهورية لتبرير طرح ادخال تعديلات على دستور الطائف.
هذا وعرج نائب الجماعة الإسلامية الى عملية اسقاط الحكومة الأخيرة وما رافقها من تكليف ومحاولات تأليف شارحاً الطريقة الإستعراضية لتقديم الإستقالة مع محاولة تظهير فريق الثامن من آذار كونه فريق متماسك و محاولة نفخ مصطنع لحجم العماد عون ثم الطريقة الإستفزازية واستعمال الضغوط في عملية التكليف بغض النظر عن اسم الرئيس المكلف مع محاولة رمي كرة الخلاف في الملعب السني.
هذا وأشار الحوت الى الواقع والحراك العربي الشعبي شارحاً مبرراته والموقف منه المؤيد لحق الشعوب في المطالبة بالحرية والكرامة والعدالة مع عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة حرصاً على هذا الحق وحرصاً على الإستقرار فيها خاتماً بأن أولويات اللبنانيين في هذه الفترة الدقيقة التي تمر بها المنطقة العربية تكمن في منع الفتنة المذهبية والطائفية في الشارع من خلال ضبط الخطاب العام مع وقف الحملات الاتهامية والمنطق التخويني والتزام الطابع المؤسسي والسياسي للخلاف، مع الدعوة الى تشكيل حكومة تكنوقراط  وارسال المواضيع الخلافية الى طاولة الحوار للخروج من الأزمة الحالية.   

بدوره منسق تيار المستقبل في طرابلس الدكتور مصطفى علوش انطلق في مداخلته من مبدأ كذب المنجمون ولو صدقوا ممهداً لرؤيته لمستقبل لبنان حيث انطلق من توقعات مبنية على الآمال المتأثرة بقناعة شخصية ومبنية على تحليلات واحتمالات هي أقرب إلى الواقعية منها إلي التمنيات. فمن ناحية التمنيات النظرية رأى علوش أن لبنان على المدى المتوسط سائرٌ نحو الإستقرار من خلال تسوية تؤدي الى حسم مسألة السلاح غير الشرعي ووضعه تحت سلطة الدولة، وسيكون ذلك في حال حصوله متوازياً مع المسار السياسي الذي سيؤدي الى تثبيت اتفاق الطائف وانتفاء الحاجة إلى النظام الطائفي السياسي والإداري بعد إنشاء مجلس الشيوخ وسيكون الاستقرار مقدمة لبناء نهضة اقتصادية سريعة ترفع معدلات النمو بشكل يغطي على الدين العام تدريجياً، والقطاعات التي سيبنى عليها هذا النمو تشمل السياحة والمعلوماتية والخدمات المصرفية وقطاع النفط والزراعة النوعية ومصادر المياه ومساهمة الإغتراب وتشجيعه على الإستثمار في لبنان، كلها مصادر واقعية في ظل الإستقرار السياسي، لذلك فقد كان السعي الدائم للمنطق الحريري في الحكم هو في كيفية ايجاد فسح من الإستقرار للبنان لتأمين الإستفادة من المميزات الجغرافية والديمغرافية لهذا البلد، وهذا المنطق هو ما بنيت عليه السياسات منذ سنة 1992 حيث كانت المغامرة في كيفية البناء الإقتصادي في سباق مستمر مع واقع عدم الاستقرار وبالتفهم الكامل للوقائع التي فرضتها الوصاية السورية على لبنان، وقد نجح هذا الواقع نسبياً في تنمية الاقتصاد بما تيسر من فترات استقرار بحيث تضاعف الناتج القومي عدة مرات على الرغم من كل الظروف المعقدة، إلا أن هذه التسوية وصلت الى مرحلة أزمة حين تأكد للرئيس الشهيد رفيق الحريري أن مزيداً من التقدم يحتاج الى تغيير المعادلة القائمة خاصة بعد أن تبين أن حركة النمو الإقتصادي أصبحت معاقة بوضوح من قبل حالة من الكيدية السياسية فرضها النظام الأمني خوفاً من تفلت الأوضاع من قبضته في حال استمرار النجاحات الإقتصادية للمشروع الحريري وقد أدى ذلك الى نقض تسوية كانت قائمة في السابق كانت تقضي بتسليم الإقتصاد للرئيس الشهيد والأمن والسياسة للنظام الأمني  ما أدى الى الصراع المعروف بين الرئيس الشهيد والنظام الأمني الذي خُتم باغتيال الرئيس الحريري عام 2005ومع الخروج السوري نتج واقع جديد أمني وسياسي أوحي حينها لقوى الرابع عشر من آذار بأن تسويات سياسية وامنية مع حزب الله قد تؤدي الى عامل استقرار لهذا الوطن الا أن هذا الرهان كان خاطئاً لأن حزب الله وجد تحت شعار أساسي وهو الولاء الكامل للولي الفقيه ولم يتوقف زعماؤه عن تجديد ولائهم الكامل لهذا المشروع ويفضي هذا المبدأ الى وحدة أممية تحت سلطة الولي الفقيه وهذا يعني أن من أعلن الولاء لهذه الولاية يتوجب عليه مد سلطان الولي الفقيه الى أوسع بقعة من الأرض وهذا يعني أن امكانية لبننة حزب الله وحصر مقاصده بالمقاومة هي محض تمنيات وان امكانية حصر أنشطته السياسية والعسكرية في المسائل اللبنانية وحتى العربية هي خارجة عن المنطق.
وختم علوش بالقول ان وعي هذا الواقع هو ما دفع بقوى الرابع عشر من آذار الى المناداة باسقاط السلاح الغير شرعي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى