المقالات

أسيرا حرب تموز الإسرائيليان قُتلا بغارة:- بقلم: فادي شامية

محاضر بري تتعارض مع روايات “حزب الله”؛ فمن نصدق؟! على إثر نشر جريدة “المستقبل” وثائق نقلاً عن موقع ويكيليكس؛ تكشف صورة مختلفة عن دور الرئيس نبيه بري خلال حرب تموز، وموقفه غير المعلن تجاه “حزب الله”، بدأ بري بنشر محاضره الخاصة التي كتبها معاونه السياسي عن يوميات هذه الحرب.
ونظراً إلى أن هذه الوثائق هي بمثابة من يصطنع دليلاً لنفسه، فإنها لم تحظ باهتمام إلا من باب كونها جزءاً من الدعاية الإعلامية، كما لو كانت شخصية ما تقدم شهادتها على حقبة تاريخية، لكن فقرة وردت في هذه المحاضر ذكر فيها المعاون السياسي لبري أن الحاج حسين خليل قد تحدث معه في 3/8/2006 وأخبره  “موضوعاً آخر لا يعرفه إلا عدد محدود جداً من الإخوة المعنيين مباشرة”، مشيراً إلى مقتل الأسيرين الإسرائيليين جراء غارة على أحد الأماكن. كما نقل عنه قوله “لقد كان الأخوة حذرين جداً ومتنبهين لكي لا يحصل هذا، لكن توسيع عمليات القصف واستخدام صواريخ كبيرة وعدم تحييد أي مكان أدى الى هذا الأمر”.

استحوذ هذا الموضوع – الذي نقله إعلام “حزب الله” كما هو دون أن يتبناه- باهتمام على غير صعيد لأنه يقدم رواية مغايرة عن الرواية المعروفة السابقة، والتي ترسخت من أكثر من مصدر قريب من “حزب الله” –ما نشرته في حينه جريدة الأخبار على سبيل المثال-، فضلاً عما أعلنه الوسيط الألماني نفسه بعد إتمام عملية التبادل من أن “الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى حزب الله توفيا بعد عملية الأسر متأثرين بجراحيهما رغم الجهود الخارقة التي بذلها حزب الله لإبقائهما على قيد الحياة”.
غير أن الأهم من ذلك كله؛ ما أعلنه السيد حسن نصر الله نفسه في 16/7/2008، لمناسبة الاحتفال بعودة الأسير سمير القنطار إلى لبنان حراً. قال نصر الله، في معرض تعداده أسباب تحقيق النجاح في صفقة التبادل: “من أسباب النجاح… عجزُ العدو الأمني والاستخباري، ليس فقط عن معرفة مكانهما، بل حتى عن معرفة مصيرهما، إذ لو انكشف لخلل أو خطأ في التكتيك أو في الأداء أو في إدارة المفاوضات مصير الجنديين، لأخذ التفاوض مساراً آخر، وهذه كانت من نقاط قوة هذا التفاوض”. وفي موضع آخر قال مازحاً بالعامية: “هذه المرة كانت يد المقاومة كانت أقسى من اللازم”، ما أدى إلى مقتل الجنديين بُعيد أسرهما.
وعلى ضوء هذا الكلام، من نصدق؟ أقوال السيد حسن نصر الله أم محاضر الرئيس نبيه بري؟
اللواء- السبت,8 تشرين الأول 2011 الموافق 10 ذو القعدة 1432 هـ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى