ثقافة

مُعَلَّقَاتِي الثّلَاثُمِائَةْ {35} مُعَلَّقَةُ الْأُسْطُولْ لمحسن عبد المعطي محمد عبد ربه و قصيدة الركب المقدس لمحمود غنيم

بقلم الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة {1} مُعَلَّقَاتِي الثّلَاثُمِائَةْ {35} مُعَلَّقَةُ الْأُسْطُولْ
بقلم الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة مُهْدَاةٌ إِلَى الشاعر المصري محمود غنيم وصَدِيقَاتِي الشاعرة والقاصة السورية عبير عيسى الماغوط والشاعرةُ السورية الْمُبْدِعَةْ/ سمرا ساي واَلشَّاعِرَةُ السورية الْمُبْدِعَةْ/ هند زيتوني والشَّاعِرَةُ المغربية الْمُبْدِعَةْ/ مريم محمد المهدي التمسماني
تَقْدِيراً وَاعْتِزَازاً وَحُبًّا وَعِرْفَاناً مَعَ أَطْيَبِ التَّمَنِيَاتِ بِدَوَامِ التَّقَدُّمِ وَالتَّوْفِيقِ وَإِلَى الْأَمَامِ دَائِماً إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالـَى.
1- يَا حَبِيباً أَسَرَتْنِي مُقْلَتَاهْ=وَاسْتَطَبْتُ الْمَوْجَ فِي بَحْرِ هَوَاهْ
2- وَنِسَاءُ الْكَوْنِ يَرْمُقْنَ الْهَوَى=وَأَنَا فِي الْقَلْبِ مَا رُمْتُ سِوَاهْ
3- حُبُّكِ الْغَالِي أَمِيرٌ آسِرٌ=لَمْ تَفُتْنِي فِي ثَوَانٍ وَجْنَتَاهْ
4- قَبِّلِي نَبْضَ هَوَانَا قَبِّلِي =ثَغْرُكِ الشَّهْدُ وَمَا رُمْتُ عَدَاهْ
5- أَرْشُفُ الثَّغْرَ بِشَوْقٍ خَالِدٍ=يَبْعَثُ الْمَيِّتَ مِنْ قَلْبِ دُجَاهْ
6- أَنَا مَيْتٌ أَنْتِ قَدْ أَحْيَيْتِنِي=كَيْفَ أَهْوَى الْيَوْمَ – يَا لَيْلُ – خَلَاهْ؟!!!
7- أَنْتِ أُسْطُورَةُ حُبٍّ جَارِفٍ=طَوَّقَتْ قَلْبِي وَلَحْنِي شَفَتَاهْ
8- وَجْهُكِ الْبَسَّامُ قَلْبِي لَوْ يَرَاهْ=وَشْوَشَتْنِي يَا حَيَاتِي مُقْلَتَاهْ
9- بِعُيُونٍ سَاحِرَاتٍ قَدَّرَتْ=حَجْمَ مَا عَانَيْتُ طَيْراً فِي سَمَاهْ
10- شَفَتَاكِ الْحُبُّ فِي قَلْبُ الدُّجَى=تَبْعَثُ الشَّهْدَ لِقَلْبِي فِي حِمَاهْ
11- أَيُّ رِيقٍ عَبْقَرِيٍّ شَدَّنِي=أَرْشُفُ الْمَقْدُورَ يَا أَحْلَى فَتَاةْ
12- أَرْكَبُ الْأَسْطُولَ مَحْظُوظاً بِهِ=وَأُغَنِّي أَنَا فِي قَلْبِ الْحَيَاةْ
13- أَتَلَظَّى بَعْدَ كأْسٍ دَافِئٍ=يُدْرِكُ الرُّبَّانُ أَبْعَادَ مَدَاهْ
14- فِي حُبُورٍ وَسُرُورٍ مُقْبِلٍ=أَقْطِفُ الْأَثْمَارَ مِنْهُ فِي أَنَاةْ
15- اِبْحَثِي عَنْ كَأْسِ حُبِّي مُتْرَعاً=مَنَحَ الْغَاوِينَ أَسْبَابَ النَّجَاةْ
16- وَهَبِي لِي يَا حَيَاتِي قُبْلَةً= عَايَشَتْهَا شَفَتَا نُورِ الصَّلَاةْ
17- وَارْقُصِي لِي رَقْصَةً مِعْطَاءَةً=مَنَحَتْ خَدَّيْكِ مَا غَابَ وَتَاهْ
18- وَدَعِينِي أَفْتَرِشْ فَضْفَاضَةً=أُشْبِعِ الْمَكْنُونَ فِي قَلْبِ الْفَلَاةْ
19- وَاحْكِي لِي مَا كَانَ مِنْ فَيْضِ الْمُنَى=وَاسْمَحِي لِي أَتَمَلَّى فِي سَنَاهْ
20- يَا ابْنَةَ الْيَمِّ أَرِيحِي مُهْجَةً=تَنْتَقِي الْمُخْتَارَ مِنْ حَبَّاتِ آهْ
21- جَهِّزِي نَفْسَكِ لِي فِي لَحْظَةٍ=يَصْطَفِيهَا الْعُمْرُ تُمْسِي فِي حَلَاهْ
22- قَلْبِيَ الْغَضَّ وَلَحْنِي آسِرٌ=كَيْفَ يَمْضِي الصَّبُ لَا أُلْفِي جَفَاهْ
23- رِمْشُهَا السَّاجِرُ أَهْدَى مُقْلَتِي=عَنْدَلِيبَ الْحُبِّ فِي عَزِّ صِبَاهْ
24- قَدْ سَبَانِي وَاحْتَوَانِي فَجْأَةً=وَرَمَاني فِي طَرِيقٍ لَا أَرَاهْ
25- يَا ابْنَةَ الْحُبِّ طَرِيقِي بَلْسَمٌ=يُبْرِئُ الْجُرْحَ عَلَى أَيِّ اتِّجَاهْ
26- قَرِّبِي مِنِّي وَشُدِّي خُطْوَةً=نَحْوَ قَلْبِ الْقُدْسِ قَدْ طَالَ عَزَاهْ
27- فَانْحِتِي لِي صَخْرَةً فَوْقَ الدُّجَى=أَسْتَحِثُّ الْفَجْرَ يَعْدُو فِي مَدَاهْ
28- وَأَرِينِي طِفْلَةً مِعْطَاءَةً=تُنْشِدُ النَّصْرَ نَزِيلاً مِنْ عُلَاهْ
29- وَظِلَالٌ أَعْلَنَتْ قُرْبَ الدُّجَى=يَقْسِمُ الدُّنْيَا كَتَقْسِيمِ النَّوَاةْ
30- إِنَّهُ اللَّيْلُ سُكُونٌ شَارِدٌ=يَحْمِلُ الْأَكْوَانَ فِي شِرْبِ لُمَاهْ
31- إِنَّهُ اللَّيْلُ غَرِيزِيُّ الْهَوى=يَرْصُدُ الْعُشَّاقَ فِي أَنَّاتِ آهْ
32- سَامِرُ اللَّيْلِ دَعَانِي طَيْفُهُ=فَاحْتَضَنْتُ الطَّيْفُ وَاشْتَقْتُ جَوَاهْ
33- أَنْتَ يَا لَيْلُ صَدِيقٌ مُخْلِصٌ=أُبْدِعُ الْأَشْعَارَ فِي نَارِ لَظَاهْ
34- وَيَهِلُّ الْبَدْرُ مَسرُوراً بِنَا=يَبْتَغِي الْأَشْعَارَ تَهْمِي فِي ضِيَاهْ
35- أَيُّ مَعْنَىً وَاصِلٍ فِى حَبْلِهِ=حِينَ هَلَّتْ فِي دُجَانَا قَدَمَاهْ
36- ذَاكَ خِذْلَانٌ تَوَلَّى أَمْرُهُ=وَتَجَلَّى الْعِشْقُ عَمْداً فِي ضُحَاهْ
37- وَانْبَرَى الشِّعْرُ دَلِيلاً خَالِداً=يُقْرِضُ الْأَجْيَالَ أَطْيَابَ شَذَاهْ
38- شُعَرَاءُ الْهَمِّ لَاذُوا بِالْهَوَى=يَحْمِلُونَ الشَّوْقَ لِلنَّصْرِ فِدَاهْ
39- شَاعِرَاتُ الْعَقْلِ لَبَّيْنَ الْجَوَى=عَائِدَاتِ الشَّوْقِ يَلْثُمْنَ جَوَاهْ
40- عِشْنَ سَاعَاتٍ يُحَاهِدْنَ النَّوَى=آهِ مِنْ عِشْقٍ وَآهٍ مِنْ نَوَاهْ
41- أَيْنَ كَانَ الْقَلْبُ فِي الْقُدْسِ الَّذِي=ذَابَ مِنْ وَجْدٍ وَفَاضَتْ مُقْلَتَاهْ
42- اَلْمَتَاهَاتُ تَوَلَّتْ فِي الدُّجَى=يَا لَقُدْسِي فِي مَتَاهَاتِ دُجَاهْ!!!
43- مَرْأَةَ النَّارِ أَزِيحِي هَمَّنَا=إِنَّ ذَاكَ الْهَمَّ فِي قَلْبِ الْفَلَاةْ
44- أَنْتِ جِنِّيَّةُ حُبٍّ خَالِدٍ=وَأَنَا الْمَارِدُ قَيَّدْتُ الْعُصَاةْ
45- حَدِّثِينِي عَنْ عَدُوٍّ رَاذِلٍ=مِنْ بِنِي اسْرَئِيلَ قَدْ طَالَ شَجَاهْ
46- جَاءَ وَاسْتَوْطَنَ دَارِي خِلْسَةً=وَاسْتَلَذَّ الْعَيْشَ فِي دَارِ الْأُبَاةْ
47- فَرَدَ الْقِلْعَ بِعَيْنَيْ فَاجِرٍ=قَتَلَ الشُّبَّانَ فِي مَكْرِ الطُّغَاةْ
48- أَخَذَ النِّسْوَةَ فِي سِجْنٍ خَلَا=مِنْ رَقِيبٍ مَا عَدَا رَبُّ الشُّرَاةْ
49- اِسْتَبَاحَ الْأَرْضَ وَالْعِرْضَ مَعاً=إِنَّهُ لَا دِينَ لَا شَرْعَ نَهَاهْ
50- فَلْتَبُوحِي بِالْهَوَى يَا بَسْمَتِي=إِنَّهُ الْأَجَمْلُ فِي فَحْوَى رُؤَاهْ
51- فِي سَنَا شَعْرِكِ آهَاتُ الْهَوَى=وَتَرٌ مِنْ شِعْرِكِ الرَّاقِي رَمَاهْ
52- رِمْشُكِ الْفَتَّانُ مَرْسُومُ الْمُنَى=هَلَّ يُشْجِينَا وَلَمْ يَخْشَ الْوُشَاةْ
53- أَتُرَانِي نَاسِكٌ فِي عِشْقِهِ=أَعْزِفُ الْأَوْتَارَ فِي مَاءِ الْقَنَاةْ؟!!!
54- حَدِّثِينِي بِالنُّهَى عَنْ طَبْعِهِ=فِي لِقَاءِ الْحُبِّ أَصْغَتْ أُذُنَاهْ
55- وَصِفِي لِي فِي الضُّحَى أَشْعَارَهُ=تَحْمِلُ الْمَهْمُومَ فِي يَخْتِ النَّجَاةْ
56- أَنَا وَالْحُبُّ وَرِمْشٌ آسِرٌ=قَدْ حَكَى لِي فِي الْهَوَى عَمَّا ارْتَآهْ
57- بِسَنَاكِ الْهَيْكُو قَدْ عَادَ شَذَاهْ=يَبْعَثُ الْأَطْيَابَ مَا أَحْلَى عُرَاهْ!!!
58- فِي هُدُوءِ اللَّيْلِ مَا أَرْقَى الْكَرَى!!!=حِينَ تَغْفِينَ بِحِضْنِي وَعَنَاهْ!!!
59- غِبْتِ عَنِّي تَاهَ ظَنِّي وَانْبَرَى=يَضْرِبُ الْأَسْدَاسَ فِي بَحْرِ عِدَاهْ
60- بَاتَ حُلْمِي غَافِياً فِي ضَمَّةٍ=تَوَّهَتْنِي فِي لُمَاهَا ضَّمَّتَاهْ
61- فَفَتَحْتُ الْبَابَ وَاقْتَدْتُ الْهَوَى=ضَاغِطاً فَوْقَكِ حَتَّى قُلْتِ آهُ
62- قَمَرٌ يَسْبِحُ فِي قَلْبِ الدُّجَى=يَلْعَقُ الْحُبَّ بِأَسْرَارِ الشِّفَاهْ
63- وَأَنَا أَرْكَبُ يَخْتِي سَابِحاً=فِي جِنَانِ اللَّهِ وَاخْتَرْتُ هُدَاهْ
64- قَبَّلَتْنِي الْحُورُ أَغْزُو مَرْكِباً=تَأْخُذُ الْأَطْهَارَ فِي أَعْلَى عُلَاهْ
65- جَدَّفَتْ بِالْيَخْتِ فِي حُبِّي أَنَا=وَاحْتَوَتْنِي ثُمَّ طَارَتْ فِي سَمَاهْْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه المعلقة من بحر الرمل التام
ووزنه :
فَاعِلَاتُنْ فَاعِلَاتُنْ فَاعِلُنْ= فَاعِلَاتُنْ فَاعِلَاتُنْ فَاعِلَانْ
العروض تام محذوف
والضرب تام مقصور
مثل :
يَا حَبِيباً أَسَرَتْنِي مُقْلَتَاهْ=وَاسْتَطَبْتُ الْمَوْجَ فِي بَحْرِ هَوَاهْ
وَنِسَاءُ الْكَوْنِ يَرْمُقْنَ الْهَوَى=وَأَنَا فِي الْقَلْبِ مَا رُمْتُ سِوَاهْ
حُبُّكِ الْغَالِي أَمِيرٌ آسِرٌ=لَمْ تَفُتْنِي فِي ثَوَانٍ وَجْنَتَاهْ
قَبِّلِي نَبْضَ هَوَانَا قَبِّلِي =ثَغْرُكِ الشَّهْدُ وَمَا رُمْتُ عَدَاهْ
أَرْشُفُ الثَّغْرَ بِشَوْقٍ خَالِدٍ=يَبْعَثُ الْمَيِّتَ مِنْ قَلْبِ دُجَاهْ
أَنَا مَيْتٌ أَنْتِ قَدْ أَحْيَيْتِنِي=كَيْفَ أَهْوَى الْيَوْمَ – يَا لَيْلُ – خَلَاهْ؟!!!
أَنْتِ أُسْطُورَةُ حُبٍّ جَارِفٍ=طَوَّقَتْ قَلْبِي وَلَحْنِي شَفَتَاهْ
بقلم الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة [email protected] [email protected]

{2}الركب المقدس .. الشاعر المصري محمود غنيم
1- أيُّ ركب دبَّ في جوْف الفلاةْ = يَقْتَفي التاريخُ في شوق خطاهْ؟
2- تحتَ جُنْحَ الليل يسري خُفْيةً = في سبيل الله والحقِّ سُراه
3- يقطع الليلَ مَسيرًا، فإذا = وشَت الشمسُ به، ألقى عصاه
4- وقريشٌ خلفَه لاهثةٌ = تسأل الركبانَ عنه والمشاة
5- فكأنَّ البرقَ في خَطْفَتِهِ = أعْيُنٌ شزراءُ وَدَّتْ لو تراه
6- وكأن الطودَ في إطراقِهِ = سامعٌ تُنْصِتُ منه أُذُناه
7- وكأن الرملَ يُحْصِي خطوَه = وكأن النجمَ من بعض الوُشاة
8- غير أن الركبَ يمضي ثابتًا = وشعاراه: اتْئادٌ، وأناة
9- ويقينٌ بالذي يحرسُه = من يلُذْ بالله لم يَخْشَ سواه
10- في سبيل الله يمشي آمنًا = كيف يخشى وَهْو يمشي في حِماه؟
11- قِلَّةٌ لكنها في عزمةٍ = لا قليلٌ ذَرْعُها أو مُتنَاه
12- ما نجومُ الليل إن قيست بها؟ = ما رمالُ البيد؟ ما قَطْرُ المياه؟
13- لا دُروعٌ سابغات، لا قنا = مشرعاتٌ، لا سيوفٌ منتضاه
14- قوة الإيمانِ تُغْني ربَّها = عن غِرار السيف أو سنِّ القناة
15- ومن الإيمان: أَمنٌ وارف = ومن التقوى: حصونٌ للتقاة
16- ركبُ طه وأبي بكر سَرى = في حواشي الليلِ؛ فانجابَ دجاه
17- ما اهتدى بالنجم في جنح الدُّجى = بل سرى النجمُ لعَمْري في سَناهْ
18- آه لو تعرف أطباقُ الثرى = من أقلَّت أرضُها الصمَّاءُ آه!
19- لو دَرَتْ من حملتْهُ، لثمت = قدميه حين تخطو قدماه
20- واستحالت جنةً وارفةً = من نخيل يانعٍ، دانٍ جَناه
21- لو دَرَى المُزنُ به ظلَّلَهُ = من هجيرٍ يشتكي الضبُّ لظاه
22- وهَمَي مَاءً عليه باردًا = وحميمًا فوق من يبغي أذاه
23- لو دَرَى الفقرُ بمن يجتازهُ = ضجَّ بالتسبيح والذكر حَصاه
24- لو درى الدَّوْحُ بمن مَرَّ بهِ = لحنى الدوحُ له شمَّ الجبِاه
25- لو درى الوحش به، ما نفرت = ظبيةٌ منه، ولا فَرَّت مهاه
26- لو درى الطير به، ما أجفلت = منه ورقاءُ، ولا ريعَتْ قطاه
27- من هو الركبُ؟ نبيُّ مرسَل = وحواريٌّ تهدَّى بهداه
28- رَجُلانِ بهما الدارُ نَبَتْ = فغزا العالمَ طُرًّا رجلاه
29- ومشى التاريخُ من خلفهما = مرهفَ الآذانِ تَرْنو مُقلتاه
30- في يديه لَوْحُه، ما همَسَا = همسةً إلا وخطَّتها يداه
31- إن يكن هاجر منها كارِهًا = فَغَدًا يأتي على رأسِ الغزاة
32- وغدًا يُشْعلها بيضاءَ في = بلدٍ جَارَ عليهِ ونفاه
33- وغدًا يعفو، ولو شاءَ غَدَا = كلُّ مكيِّ غريقًا في دماه
34- وغدًا يجني رؤوساً أينعت = في القصاص العدل للناس حياة
35- ومن العفو: ضرارٌ، وأَذَى = ومن العفو: عقابٌ للجُناة
36- حلَّ ركبُ المصطفى في يثربٍ = كيف لا، واللهُ يَرْعَى من رعاه؟
37- رحَّبَتْ يثربُ، بل ألقت على = أُذُن الدهرِ هُتافًا؛ فَوَعاه
38- «طلع البدر»: نشيدٌ خالد = كلما ردَّدَه الدَّهرُ شجاه
39- بئِّرَ الشِّرْك بموت عاجِل = أيها الشركُ، دَنَا يومُ الوفاة
40- أيها الأنصارُ، هذا يومُكم = يا سيوف اللهِ في حربِ الطغاة
41- اذكري، يا بدرُ، ما شاهدتهِ = من جنود الله في حربِ عداه
42- واحكِ، يا إيوان كسرى، للوَرَى = ذلك البرج المُعَلَّى: من محاه؟
43- وارو، يا يرموكُ، ماذا صَنَعتْ = برءوس الرومِ أَسيافُ الكماة؟
44- يا طَرِيدًا، ملأ الدنيا اسمُه = وغَدَا لحنًا على كل الشفاه
45- وغدت سِيرتُه أُنشودةً = يتلقَّاها رُواةٌ عن رواه
46- ليت شعري: هل درى من طاردوا = عابدو اللات، وأتباع مناه؟
47- هل دَرَتْ من طاردتْه أُمَّةٌ = هُبَلٌ معبودُها؟ شاهَتْ وشاه!
48- طارَدت في الغارِ مَنْ بوَّأَها = مَقْصِدًا لا يبلغ النجمُ مداه
49- طارَدتْ في البيد مَنْ شادَ لها = دينُه في الأرضِ جاهًا أيَّ جاه
50- سؤدد عالي الذُّرَا ما شادهُ = قيصرٌ يومًا، ولا كسرى بناه
51- ورأى التاريخُ ما أذهلهُ = فانثنى مِنْ دَهْشتِهِ يَفْغرُ فاه
52- هالهُ فتحٌ ترامي أفْقُه = وأَذانٌ ردَّدَ الكونُ صداه
53- ومحاريبٌ بشرق الأرض، أو = غربِها تَشْدُو بتكبيرِ الإله
54- يُهْرَع الناسُ إليها زُمَرًا = كلما نادى المنادي للصلاة
55- أيُّ دينٍ ذلك الدينُ الذي = حَوَّل الأفكارَ عن كلِّ اتجاه؟
56- صَهَرَ الأنفُسَ حتى لم تعُدْ = تدركُ الأنفسُ شيئًا ما عداه
57- كم أب خاصم في الله ابنَهُ = وأخٍ حارب في الله أخاه
58- باسمه أمْسَى يسُوسُ الأرض مَنْ = يحلبُ النوقَ، ومَنْ يرعى الشِّيَاه
59- ويجوبُ البحرَ من لم يَرَهُ = غيرَ طْيف من خَيالٍ في كراه
60- ناشِرًا من فوقه أعلامَه = تفزَعُ العِقْبانُ منها والبُزَاة
61- لم يكن طه لعَمْري ساحرًا = يخرِقُ العادات يَتْلو رُقاة
62- كلُّ ما جاءَ به من معجزٍ = سحَر الألبابَ: قرأنٌ تلاه
63- مُرسَلٌ نال بآي الذكرِ ما = لم ينلْ من قبلُ موسى بعصاه
64- وحَّد العُرْبَ، وكانوا بَدَدًا = مثلما يخرجُ طَلْعٌ منْ نواه
65- فإذا التيجانُ تهوِي، وإذا = بِرُعاةِ الإبْلِ للدنيا رُعاه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشاعر محمود غنيم
هو شاعر مصري ولد في 25 ديسمبر في عام 1901م في قرية مليج التابعة لمحافظة المنوفية في مصر، حيث تفتحت عيناه على هدوء الريف، ونقائه، وخضرته، فتأثر بالطبيعة مبكراً، حيث كانت رافداً من روافد الانحياز إلى الفطرة والأصالة، وعرف بحسّه المرهف، وبتأثره بالأحداث والمؤثرات النفسية المحيطة به،
دراسة محمود غنيم
بدأ محمود غنيم حياته التعليمية في حفظ القرآن الكريم، والكتاب في القرن العشرين، حيث نهل من العلوم الشرعية، وعلوم العربية، ثم التحق بمدرسة القضاء الشرعي في طنطا وهو في الثالثة عشر من العمر، وظل فيها لمدة أربع سنوات، ثم التحق بمدرسة القضاء الشرعي، وظل فيها ثلاث سنين، إلا أنه تم إلغاء دراسته فيها قبل أن يحصل على شهادته، فتوجه إلى المعاهد الدينية، وحصل على الشهادة الثانوية، ثم التحق بمدرسة دار العلوم في عام 1925م، وتخرج في عام 1929م، وعمل في التدريس. رحلة محمود غنيم مع الشعر بدأ محمود غنيم رحلته مع الشعر مبكراً، حيث طوّر نفسه في فنِّ الشعر حتى بدأت المجلات المختلفة في مصر وخارجها بنشر قصائده، ومن بين هذه المجلات مجلة البلاغ الأسبوعي، ومجلة السياسة الأسبوعية، والأهرام، والمصري، والثقافة، ودار العلوم، والعصبة الأندلسية، ومجلة الحج السعودية. دواوين محمود غنيم جمع محمود غنيم أشعاره، ونَشَرها في عدّة دواوين، حيث جمع ديوانه الأول (صرخة في واد) في عام 1947م، وتقدم به للمشاركة في أول مسابقة شعرية أعدها مجمع اللغة العربية في القاهرة، فنال الجائزة الأولى، أما ديوانه الثاني فكان بعنوان (في ظلال الثورة)، حيث جمعه مما كان ينشره في المجلات والصحف، ومختلف المناسبات، وحصل على العديد من الجوائز التشجيعية في عام 1963م، ومن دواوينه أيضاً ديوان (رجع الصدى)، حيث اجتهد في طباعته، إلا أنّ القدر لم يمهله، فتوفي، وتمت طباعته بعد وفاته في عام 1979م، حيث طبعته دار الشعب، وتميّز هذا الديوان عن غيره بتمجيده للقيم الإسلامية، والمبادئ التي تأثر بها في تاريخ الإسلام العظيم، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّه ناقش العديد من القضايا النقدية، والاجتماعية، والأدبية، والإسلامية في قصائده.
نهج محمود غنيم الشعري وآراؤه النقدية
اتبع محمود غنيم الخليل في أوزانه، وقوافيه، وأغراضه في الشعر العربي، حيث ينتمي لمدرسة المحافظين التي تزعّمها البارودي، وشوقي، وحافظ إبراهيم، كما أنّه رفض الشعر الحرّ، وكان له العديد من الآراء النقدية التي تبرز نهجه الشعري، ومن أهمّ هذه الآراء ما يأتي:
لا بدّ للنقد أن ينأى عن الأهواء والميول. تمجيد الشعر الذي يلتزم بالعمود الشعري، نظراً لصياغته، وأصالته. إنكار رأي الذين يعيبون شعر المناسبات. لزوم الوضوح في الشعر.
بقلم الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة [email protected] [email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى