المقالات

كما في طرابلس كذلك في المخيّم… TripoliLBحسن م. عثماني

“هل مسموح الدخول إلى مخيم البداوي؟ يجب الحصول على إذن؟ هل بإمكاننا التقاط الصور؟” هي تساؤلات كل من يخطر بباله أن يدخل مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين٬ وغيره من المخيمات في لبنان. فعلياً٬ لم يكن الأمر بهذه الصعوبة أو التعقيد التي يتصورها البعض حين دخلنا مخيم البداوي يوم الأحد الماضي٬ في جولة صور عالماشي لجمعية نحن نحب طرابلس. لا أناس انقضوا علينا لضربنا ولا سلاح رفع في وجوهنا كما يهوى الإعلام تصوير الأمر٬ حين يخرج الأفلام البوليسية عن المخيمات الفلسطينية.

هي ذات المأساة التي قد تصادفك في طرابلس التبانة٬ الزهرية٬ المنكوبين وجبل محسن .. مأساة الفقر٬ الحرمان والتهميش. كما هي ذات الإبتسامة التي ترتسم على وجوه الكبار والصغار عندما تلقي السلام أوتطلب إذناً بصورة.

لا تختلف شوارع مخيم البداوي كثيراً عن شوارع طرابلس في المدينة القديمة بأزقتها الضيقة٬ التي ربما تكثر فيها عشوائية الأبنية والأسلاك الكهربائية التي تبدو كشبكة العنكبوت٬ مع العلم أن ذات المشهد قد تلحظه أحياناً في أزقة ضهر المغر في القبة .. إنه الإهمال ذاته٬ يضرب بقساوته أحياء المخيم ومن يقطوننها. صور وشعارات المقاومة تراها أينما كان منقوشة على جدران الأبنية٬ شعارات تقشعر لها الأبدان٬ تروي تاريخ شعب متمسك بأمل العودة إلى أرضه .. وصور ربما لا أذكر أسماء أصحابها٬ لكن أعلم تماماً أنهم أبطال!

قد يشبه إلى حد بعيد المجهود الذي يبذله شباب المخيم من النادي الثقافي الفلسطيني وغيره٬ محاولات شباب مدينة طرابلس في تغيير الصورة القاتمة التي يروجها البعض عن مدينتهم. هم ذلك الشباب المثقف الذي يجيد الترحيب بضيوفه٬ يجول بك أينما تريد في المخيم٬ يشرح لك عن أحياء المخيم حيث لكل حي حكاية ورواية.

لست أكتب هذه الكلمات لأروي مأساة قد يكون كتب عنها كثر٬ أو حتى قد يكون استغلها كثر أيضاً وشحد الأموال تحت عناوين رنانة ومؤثرة كما يروي أهل المخيم٬ إنما هي محاولة لكسر ما يمكن أن نسميه فوبيا المخيمات الفلسطينية الموجودة لدى أكثرية اللبنانيين. هي دعوة لأن ننظر إلى الآخر إنطلاقاً من إنسانيتنا٬ بعيداً عن أي تصنيف ينزع إلى العنصرية أو مبني على الحكم المسبق. عن صفحة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى