المقابلات

سماحة الشيخ علي اليوسف:” شهر رمضان هو شهر الثورة في فلسطين!!”

علماء فلسطين والعالم يطالبون بعقد قمة عربية عاجلة لوقف العدوان الهمجي على غزة!

موقع “الوفاق نيوز”- خاص-

حاورته الصحفية: سنا كجك

اهتز العالم العربي والغربي منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” في ال:”٧”من اكتوبر المجيد التي ما زالت نتائجها وتداعياتها وآثارها الايجابية والسلبية حتى الساعة….

فالايجابية تجلت بأروع صورها اخضاع المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها “كتائب القسام” مهندس طوفان الأقصى العدو الصهيوني وتكبده الخسائر في أرواح جيشه في قطاع غزة والأضرار المادية التي الحقت في اقتصاده وانهكت “تل أبيب”.

أما الآثار السلبية فهي معاناة الشعب الفلسطيني من التدمير الممنهج والاجرام والمجاعة والعالم يتفرج!

والعدو الإسرائيلي يتفنن بكل أنواع القتل والانتقام من المدنيين العُزل الأطفال والنساء والشيوخ.

وازاء صمت الشعوب العربية والأمة جمعاء كان لا بد من تسليط الضوء على آراء علماء الدين الذين يشكل رأيهم أهمية لدى الأمة أكثر من رأي القادة والساسه في زمن الحرب أو السلم.

فكانت أولى استضافات موقع” الوفاق نيوز” لعلماء الدين سماحة الشيخ “علي اليوسف” رئيس لجنه القدس في هيئة علماء فلسطين-

ونائب رئيس هيئة علماء فلسطين في لبنان-

وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

ومع فضيلته كان لنا هذا الحوار الصريح والشفاف…

*برأيكم سماحة الشيخ علي اليوسف ألا يجب تكثيف الجهود وتفعيل النشاطات الأكثر دعما” من قبل رجال الدين تحديدا” لتوازي مواقف رجال السياسة وحركات المقاومة نسبة للعدوان على غزة؟؟

-إننا في هيئة علماء فلسطين وعلماء المسلمين نحاول بكل الوسائل الممكنة أن نقوم بأنشطة مؤيدة لغزة وفلسطين….

وهناك مناقشات في جلساتنا الدورية عن السبل المتاحة لنصرتهم ونعتبر أنفسنا مقصرين تجاه أهلنا في غزة لأن الأصل هو ايقاف حملة الإبادة الجماعية والمجازر التي يرتكبها الصهاينة…

وللحقيقة ما قمنا به في لبنان من أنشطة لدعمهم لا يعتبر بالشيء الكثير أمام ما يقدمه أهلنا من تضحيات وقد اسميناه في الفقه الإسلامي “بالجهد المقل”.

ولا بد من الاشارة إلى التقصير من الجهات اللبنانية وهناك عتب على الجهات الإسلامية كنا نتوقع منهم الدعم الأكبر والمؤازرة لفلسطين

ذلك أن لبنان بلد معني بمقاومة المحتل بالدرجة الأولى وتستطيع القوى الإسلامية تقديم الكثير خصوصا” الحركات الإسلامية المقاومة التي لديها قدرات عسكرية .

لا ننكر الجهد الذي يُبذل في جنوب لبنان لدعم جبهة غزة ولكنه غير كاف…

لأن فكرة تجسيد” وحدة الساحات” تحتاج لجهد جبار أكثر بكثير.

وهنا لا بد من لفت الانتباه لكل الحركات الوطنية التي رفعت شعار فلسطين أنها أمام امتحان كبير!!

هل هي فعلا” مع فلسطين أم مجرد شعارات؟؟
وأين هي من طوفان الأقصى؟؟

حتى التظاهرات تكاد تكون معدومة و”خجولة” وبالمقابل نشاهد ما تقدمه بعض الشعوب الأوروبية وأحرار العالم أفضل بكثير مما يُقدم في لبنان…

فأين هم من شعارات تحرير القدس
ودعم فلسطين ؟

كهيئات علمائية ومؤسسات وجمعيات نملك مقومات أقل للدعم من الحركات الوطنية التي تناصر القضية الفلسطينية.

*سماحتك ماذا عن الفتاوى الشرعية لمقاومة الاحتلال؟
ألا تُعتبر من وجهة نظركم أنها نوع من أنواع نصرة فلسطين؟؟

-بالتأكيد هناك فتاوى شرعية لمقاومة العدو ولدعم المقاومة…

ونحن في مرحلة “الجهاد المقدس” ليس في لبنان فقط ولكن في كل مكان بالعالم …
هو واجب شرعي على كل المسلمين في الأرض أن يجاهدوا ضد هذا العدو أينما كان.

الفتوى الشرعية عُممت من اسطنبول وأعلن عنها بوجود هيئة علمائية من كل دول العالم.

*ما موقفكم كعلماء دين تجاه المواقف الداعمة لفلسطين من دول غير عربية ك “:جنوب افريقيا” “والبرازيل” “وفنزويلا” وصفت الحرب بالابادة الجماعية …وخصوصا” موقف جنوب افريقيا من محكمة العدل الدولية لمحاكمة “إسرائيل”؟

-نوجه كل الشكر لهذه الدول ونثني على مواقفها المُشرفة والداعمة لوطننا والتي سيذكرها التاريخ.

في الوقت الذي لم تستطع الدول العربية والإسلامية من القيام بواجباتها القومية والاخوية ولكن دول غير إسلامية قامت به!

ك :جنوب افريقيا تحديدا” ومطالبتها بمحاكمة وملاحقة القتلة الصهاينة ومواقفها المناصرة للقضية الفلسطينية.

لذا نطالب الدول العربية أن تحذو حذوها وإن كنا نعلم بأن معظم الأنظمة العربية لها ارتباطات مع أمريكا…

ونستغرب مواقف الدول الصديقة مثال: تركيا وقطر وبعض الدول الإسلامية الصامتة على الإبادة الجماعية التي يقوم بها نتناياهو النازي على مرأى ومسمع من العالم!

وهم قادرون على القيام بعمل للجم هذا العدو المتغطرس المتمادي في القتل والاجرام.

*لماذا لا تُطالب هيئة علماء فلسطين في لبنان وعلماء الدول الإسلامية والعربية بعقد قمة عربية طارئة تناقش الأوضاع المأساوية في غزة أقله لايصال المساعدات الإنسانية إن لم نقل لرفع الصوت عاليا”؟؟

-نحن في صدد تحضير رسالة لرفعها ومطالبتهم بعقد قمة عربية مُوحدة لمساندة أهلنا في فلسطين ونصرتهم وللضغط على الدول الداعمة للكيان العبري لوقف عدوانه الغاشم…

ونأمل في حال انعقادها أن تكون نتائجها ايجابية وتساهم على الأقل في دفع شبح الجوع عن أهلنا والأهم أن يتوحد رؤساء الدول العربية على موقف تاريخي ألا وهو الاصرار على ادخال المساعدات الغذائية والطبية فهذا أضعف الايمان.

*وفق معلوماتنا أنكم في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تقدمتم بطلب إلى دولة مصر العربية عبر وزارة الخارجية لتسهيل وصولكم إلى معبر رفح..

بتقديركم في حال تمت الموافقة على طلبكم هل سيكون فضيلة شيخ الأزهر في مقدمة الحضور؟؟

-أجل لقد طالبنا في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالسماح لعلماء الأمة بالزحف إلى معبر رفح لأنها على مقربة من غزة مما يرفع من معنويات شعبنا …

وله رمزية كبيرة ورسائل عدة للعدو منها:
بأن علماء الأمة الإسلامية يفتدون بأرواحهم القضية الفلسطينية وهم أتوا من كل مكان لأقرب نقطة حدودية مع غزة لنصرتها ودعمها بالفعل وليس بالقول…

وفضيلة شيخ الأزهر مواقفه جيدة وبرأينا أنه قادر على دعوة علماء مصر والشعب المصري أيضا” ليلبوا النداء للزحف نحو معبر رفح…

ونتمنى أن يكون أول من يكسر الحصار وباستطاعته اتخاذ هذا القرار التاريخي.

*سماحة الشيخ اليوسف ما هو وصفكم لهذا الصمت الرهيب من الشعوب العربية ولن أقول الرؤساء بل أتحدث عن الشعوب-
في ظل العدوان الهمجي المستمر منذ أشهر على أهل العزة والكرامة في قطاع غزة؟

-الشعوب العربية في أعماقها براكين ستنفجر ذات حين !

وإذ انفجرت سوف تطيح بأنظمة وتفعل شيئا” لفلسطين فلديها القدرات مهما كانت الأنظمة مانعة…

إننا ننادي على شعوب العالم أن يأخذوا دورهم في هذه المعركة الفاصلة ونطالبهم بأن يقدموا الدعم اللا متناهي لأطفال ونساء فلسطين كل بحسب قدراته …

كما نطالب الأنظمة العربية بعدم وضع عقبات أمام شعوبها وفتح المعابر لهم لدعم اخوانهم في غزة…

كفى لهذه الأنظمة خضوعا” وذلا”!!! عليهم أن يعيشوا مرحلة المفترق التاريخي إما أن نعيش أعزاء أو نموت شهداء..
الشعوب مطالبة بتفعيل مواقفها من تظاهرات وأنشطة داعمة لفلسطين وفاضحة لجرائم العدو.

ونحن للحقيقة نستغرب صمت الشعب الأردني والجزائري تحديدا”… فأين هي الحركة الإسلامية في مصر والأحزاب؟؟

أين هذه الحركات ؟
لما لا نسمع أصواتهم وهم مطالبون أكثر من غيرهم بدعم فلسطين وشعبها.

*شهر رمضان المبارك على الأبواب فكيف سيؤثر في الداخل الفلسطيني وعلى معركة طوفان الأقصى؟

-باعتقادنا أنه فرصة كبيرة من أجل تغيير الواقع في فلسطين وثورة الأمة لأنه شهر القوة…

الصهاينة لا بد أن يواجهوا شهر الصيام بأنه “شهر متفجر” خصوصا” أنهم اتخذوا القرار بمنع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى وفق شروط محددة..

ولدي قناعة تامة بأنه شهر الثورة الكبرى! التي ستحصل في أرض فلسطين والعالم العربي!!

اليوم شهر رمضان ليس شهر القيام والصيام فقط بل هو شهر الجهاد في التاريخ الإسلامي …واليوم سيجدد أهل فلسطين تاريخهم الجديد.

*هل تتوقعون أن يمتد تأثير شهر رمضان المبارك إلى خارج فلسطين المحتلة؟؟

-أتوقع قيام ثورة كبرى في الشهر المبارك نظرا” لأهميته الدينية والمعنوية لدى المسلمين وبتقديرنا لن يكتفوا بالصلاة والدعاء فقط

بل إن متغيرات استراتيجية خارج فلسطين قد تحصل ونقصد بالنصرة والتأييد والعمل الداعم بكل أنواعه…

نتوقع أن يكون داخل فلسطين اقبال على الشهادة بشكل غير مسبوق …

لدينا فرصتان: فرصة رمضان المبارك…وفرصة: طوفان الأقصى خصوصا” أن مشاعر الجماهير العربية والإسلامية ملتهبة بعد مشاهد صور الجوع والعطش.

وكنا نتغنى بغزوة بدر الكبرى التي هي انتصار الاسلام والمسلمين ارتقى فيها “14” شهيدا”

واليوم طوفان الأقصى تذكرنا من ناحية الانتصار وقد ارتقى فيها آلاف الشهداء …

وبعد بدر كان الانتصار واليوم بعد طوفان الأقصى سيكون الانتصار الكبير…

قال الله تعالى :
” فإن مع العسر يسرا ..إن مع العسر يسرا”.

هذا في ديننا وثقافتنا الشرعية.

*رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ما زال يكابر ويتعنت ويفرض شروطه بالنسبة لصفقة تبادل الأسرى …

فهو يرفض وقف العدوان والانسحاب من غزة وعدم عودة النازحين…

برأي سماحتكم هل استخدام الولايات المتحدة للفيتو في مجلس الأمن وللمرة الثالثة يشجع نتنياهو وعصابته الحاكمة اكثر في التمادي بالحرب والتوسع بالعدوان؟؟

وما هي رسالتكم كعلماء دين للمقاومة الفلسطينية في موضوع المفاوضات؟؟

-نطالب “حماس” وكل فصائل المقاومة الفلسطينية بعدم الرضوخ والتهاون أو التراجع عن مطالبها المحقة في نصرة الشعب الفلسطيني مهما عربد نتنياهو وتظاهر أنه متمسك باطلاق سراح الأسرى في ظل شروطه المتشددة مع المقاومة

وكل ذلك هربا” من السجن الذي ينتظره أو ربما القتل! نتيجة الصراعات والخلافات القوية بينهم..

والغريب موقف أمريكا المخزي حيث أنهم يكذبون على كل الانسانية جمعاء ويدعون الحرص على المدنيين ولكن لا يقبلون بايقاف المجازر ويضعون “الفيتو” تلو الآخر على أي مشروع قرار لوقف الحرب الشرسة.

*”سنصلي في القدس” عبارة كلنا واثق أنها باتت قاب قوسين أو أدنى من تحقيقها….

فهل “السابع المجيد” من اكتوبر كان التمهيد لصلاتنا في القدس بإذن الله؟؟

-ال:”٧” من اكتوبر كان يوما” تاريخيا” مجيدا” ومفصل بين الحق والباطل استطاعت المقاومة الفلسطينية القضاء على الكيان الصهيوني بالضربة القاضية..

الآن يتخبط سياسيا” ولقد دُمر عسكريا” وهو في الرمق الأخير لولا أن السياسة الأمريكية تسعفه لهرول وفر آخر مستوطن من فلسطين المحتلة.

ونحن نعتقد بأن النصر تحقق للشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية جمعاء.

والجيش الذي لا يُقهر تم قهره !
والجندي الصهيوني داسوا على رأسه أمام شاشات التلفزة!
وقوات النخبة غولاني خرجت مدحورة من غزة والأبطال ما زالوا على صمودهم وثباتهم يقاومون العدو حتى من شمال غزة!

وأنا على يقين بأن هذا العدو سيخرج مهزوم مدحور ويخسر المعركة في المنطقة كلها!

وهذه بداية النهاية لهذا الكيان المسخ.

*ما هي رسالتكم لأبطال القسام ولكل فصائل المقاومة في غزة العزة؟

-نُحيي أبطال القسام وكل فصيل مقاوم …أبطالنا الذين سطروا أروع الملاحم البطولية داخل فلسطين وقدموا للعالم درسا” كيف تنتزع الحقوق!

ونطالبهم بالثبات وهم أهلا” لهذا الثبات …وكونوا على ثقة بأن أمتكم العربية والإسلامية وإن كانت بهذه المرحلة لا تقوم بواجباتها الكاملة
ولكنها معكم …

وهذا العمق الاستراتيجي سوف ترون أنه معكم في الأيام المقبلة…. والنصر لفلسطين لغزة وللمقاومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى