المقالات

بعد قرار وقف إطلاق النار في غزة.. لماذا أمريكا هى منّ فوق القانون الدولي؟ بقلم: ناجح النجار – صحفي وباحث في الشأن الدولي والإقليمي \ كتب: ناجح النجار

للمرة الأولى منذ ستة أشهر تقريبًا، أصدر مجلس الأمن قرارًا بالإجماع على وقف فوري لإطلاق النار في غزة، قدمه عشر دول وامتنعت الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت، وبالتالي قد يدفع الكيان المحتل إلى عُزلة ربما شبه كاملة على المسرح العالمي، لاسيما بعدما أسقطت الولايات المتحدة تهديدها باستخدام حق النقض، وامتنعت عن التصويت، مما يؤكد عن تصاعد الخلاف بين جو بايدن ونتنياهو.

ولكن السؤال.. هل ثمّة خلاف حقيقي وعلني بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس وزراء الاحتلال الصهيوني نتنياهو منذ بدء الحرب؟.. ومن يُعدّ فوق القانون الدولي. هل واشنطن أم إسرائيل؟

قبل أن نجيب على هذين السؤالين.. نقول إن تصويت جميع أعضاء المجلس الـ14 الآخرين لصالح قرار وقف إطلاق النار الذي قدمه مجلس الأمن، والذي قدمه أعضاء المجلس العشرة المنتخبون الذين أعربوا عن إحباطهم إزاء الجمود الذي دام أكثر من خمسة أشهر بين القوى الكبرى يُعد انتصارًا ولو سياسيًا للمقاومة في غزة على تل أبيب.

لقد زعم نتنياهو هذا السفاح الدموي الذي لا يحترم أى آدمية أو أرواح الأبرياء، أن الولايات المتحدة “تخلت عن سياستها في الأمم المتحدة” مع امتناعها عن التصويت على قرار وقف إطلاق النار، حيث يقول زاعمًا “مما أعطى الأمل لحماس بالتوصل إلى هدنة دون تسليم الرهائن، وبالتالي “الإضرار بكل من المجهود الحربي والجهود المبذولة لإطلاق سراح الرهائن.

نعود إلى الأسئلة سالفة الذكر. فيما يتعلق بالسؤال الأول، أن الصدام الحالي بين جو بايدن ونتنياهو يُعدّ صدامًا شكليًا وإن كان ذو وتيرة مرتفعة في الأيام الأخيرة قبل الانتخابات الأمريكية المرتقبة فهو لم يتجاوز حدّ التصريحات والشجب خلال الفترة الماضية؛ بعدما تم إحراج واشنطن وإدارة بايدن بالتحديد أمام المجتمع الدولي حتى من الدول التي كانت تدعم الاحتلال، لأنها كانت ولا تزال تدعم تل أبيب بكل السُبل والطرق الممكنة ليقتل شعبًا أعزل لا يحمل سلاحًا؛ سوى مقاومة مشروعة تقاوم محتل يسرق الأرض وينتهك العِرض.

أما الإجابة عن السؤال الثاني. وهى أن الولايات المتحدة الأمريكية من وجهة نظري هى المتورط الأول والأوحد في قتل الشعب الفلسطيني، وهى التي لا تحترم القانون الدولي وحقوق الإنسان التي تتشدق به دومًا وليست إسرائيل، لأنها التي فتحت مخازن السلاح ولا تزال على مصراعيها للكيان المحتل؛ ليقتل به الأبرياء على مدار ستة أشهر، والتي راح ضحية ذلك أكثر من 100 ألف ما بين شهيد وجريح ومفقود.

والدليل على أن واشنطن هى التي لا تحترم القانون الدولي وتحمي دولة الاحتلال، للأسباب الآتية:

  • الولايات المتحدة الأمريكية هى التي لا تحترم القانون الدولي، لأنها من تدعم إسرائيل بشكل مُطلق في قتل الأبرياء.
  • الولايات المتحدة الأمريكية هى المُدافع الأول عن الاحتلال الغاشم والتي استخدمت حق النقض “الفيتو” لثلاث مرات لرفض وقف إطلاق النار على مدار 6 أشهر.
  • الولايات المتحدة الأمريكية هى التي فوق القانون الدولي، لأنها من تفرض العقوبات على الدول وفق مصالحها ورؤيتها هى، والدليل ما يحدث في غزة من إبادات جماعية ومجازر وكيف تتعامل الآن مع الأزمة في أوكرانيا.
  • الولايات المتحدة الأمريكية هى التي فتحت مخازن السلاح منذ العدوان على غزة لجيش الاحتلال.
  • الولايات المتحدة الأمريكية هى التي أرسلت نحو 2000 جندي أمريكي استخباراتي لمساعدة الاحتلال في قتل أهل غزة.
  • الولايات المتحدة الأمريكية بدونها لم تكنّ إسرائيل ولما صمدت أمام المقاومة الفلسطينية شهرًا واحدًا، والدليل ما حدث في السابع من أكتوبر الماضي، وما ألحقته المقاومة الفلسطينية من خسائر فادحة بجيش الاحتلال.
  • الولايات المتحدة الأمريكية هى التي تُسقط المساعدات الجوية التي يأكلها أسماك البحر ولا تصل أصلا إلى غزة؛ في حين تستمر في تصدير السلاح لجيش الاحتلال.
  • الولايات المتحدة الأمريكية هى التي كانت ولا تزال تكيل بمكالين بين أزمة أوكرانيا وقتل الشعب الفلسطيني الأعزل.

أخيرا. إسرائيل لم تتحمل المقاومة الفلسطينية بمفردها و”طوفان الأقصى” أنموذجًا وكان يمكن ضربها في مقتل ولا تقمّ لها قائمة مرة أخرى، لو لا الدعم الأمريكي الغربي؛ فضلا عن جيوش الدول العربية إذا تدخلت في الصراع أو أقوى جيوشها كـ “مصر”.

ناجح النجار – صحفي وباحث في الشأن الدولي والإقليمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى