المقالات

القلوب العمياء \ محمد أسوم

منذ ٢٢ عاما أطلقت القمة العربية مبادرة الأرض مقابل السلام …وحتى الآن لا يزالون ينتظرون رد إسرائيل عليها …

منذ ٧ أشهر قررت القمة الإسلامية (٥٧ دولة) كسر الحصار عن غزة ..وحتى الآن لا يزالون عاجزين عن ادخال زجاجة ماء دون إذن إسرائيل ..

القادة في غزة وضعوا خمسة شروط من أول يوم ..
وقف القتال
الانسحاب الكامل
عودة النازحين
كسر الحصار
وإعادة الإعمار

عشرات الجلسات من المفاوضات
ترافقها المذابح المروعة … وحرب التجويع …والضغوط العالمية… والعروض المغرية …والتهديدات اليومية بل اللحظية باجتياح رفح …
ومع ذلك لم يتزحزح القادة قيد انملة عن شروطهم…

وفي كل جولة
يتراجع العدو وداعموه حتى وصلوا في النهاية الى تلبية كل الشروط بشكل صريح ..الا شرط وقف القتال …
فقد وافقوا عليه لكنهم لا يريدون التصريح بذلك…بل يتعهدون به تعهدا شفهيا …ويؤكدون انه لا قتال بعد توقيع الاتفاق

لكن القادة في غزة يعلمون تماما ان دول الحلف العالمي ضدهم لم يتراجعوا إكراما لعيونهم …أو إنقاذا لشعب غزة الذي ذبحوه …

بل تراجعوا بسبب هزيمة جيشهم النازي وفشله الفاضح في تحقيق أي من أهدافه …

تراجعوا لأنهم عاجزون عن فرض أي شيء بالقوة …بل هم عاجزون عن البقاء في أية بقعة في غزة …

تراجعوا لأن منظومتهم الإعلامية تهاوت …وقبضتهم العالمية تتهاوى أمام وعي الشعوب الغربية وأمام طوفان الجامعات

تراجعوا لأنهم ادركوا ان الاستمرار في الحرب يعني المزيد من الاستنزاف والغرق لجيشهم ..والمزيد من التفكك في مجتمعاتهم …

تراجعوا لأنهم أيقنوا أن اجتياح رفح سيكون المقبرة الأخيرة لجيشهم المهزوم المأزوم المحموم المرجوم …

تراجعوا بسبب الغضب الشديد الذي يكبر ويكبر داخل الكيان الغاصب بسبب الفشل في تحرير أسير واحد حي بالقوة ..

وفي النهاية سيركعون جميعا …وسيرضخون
وسيعلنون وقفا نهائيا لإطلاق النار
وبضمانات الدول التي اشترط القادة في غزة توقيعها على الاتفاق

هكذا يكون التفاوض …
بعزة الثبات في الميدان …
وبقوة الضربات الموجهة لجيش العدو المترهل …

ومع ذلك ..لا يزال الذين أعمى الله قلوبهم يحلمون بانكسار غزة وقادتها وأبطالها …

لا يزالون يرددون نفس السيمفونية التي بدأوها من أول يوم عن الدمار وعن اعداد الشهداء والجرحى

لا يزالون يمنون أنفسهم بإنجاز بسيط لسيدهم الصهيوني …

لا يزالون يرفضون الاعتراف …بأن سيدهم وكل من يدعمه من دول العالم …وكل من باع نفسه له من الحكام العرب …يتسولون موافقة قادة غزة …وينتظرون جوابهم أياما وأياما على كل مقترح …

يا أذيال الهزيمة والذلة والمهانة ….
أما آن لكم أن تستيقظوا …
أما آن لكم أن تعترفوا ..
أما آن لكم أن تبصروا …

لكن …أنى لكم هذا …وقلوبكم قد أعماها الله عن الحق والحقيقة وصدق الله إذ يقول :
((فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ))

محمد أسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى