المقالات

“زوجتي لا تعمل” – بقلم: أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة

حين وقعت عيني على هذا العنوان تذكرت مبادرة الشيخ محمد الهبدان، أو دعوته إلى منح ربات البيوت رواتب من قبل الدولة  ..

حقيقة يبدو أننا سنقضي مقالة أخرى – أو سطوا آخر – مع زرق العيون  – بعد “مساواة أم تخنيث الأدوار : زرقاوات العيون يتراجعن” وقبلها “جيرمين غرير تراجعت يا خلق الله!!” –  فكاتب مقالة (زوجي لا تعمل) هو جاري لاوتنز  … أحببت أن أنقل لكم .. أو للنساء معظم ما كتب الرجل … لتعلم المرأة التي تعدو خلف (قيادة السيارة) أي عمل جديد  تضيف إلى نفسها .. إن أصبحت (سائقة) وهذا لا علاقة له بالحوار الدائر حول قيادة المرأة – وقد قلتُ وجهة نظري في مقالتي “سعوديات خلف مقود السيارة” في حلقتين –  يقول الكتاب :

((هل يوجد الآن شيء أشد حرجا من الارتباط بامرأة “لا تعمل”.

إليك “جاكي”كمثال واضح على ذلك،فهي تنسج وتغزل الصوف وتحضر دروسها في كلية الفنون مرتين أسبوعيا،وتقوم حاليا بإعداد نسيج مُزدان بالرسوم قامت بتصميمه لفرش حجرة المعيشة. بالإضافة إلى أنها تقوم أيضا بصنع مئات من الوجبات أسبوعيا،وكي كمّ هائل من الملابس وتنظيف الأرضيات، والخروج مع الكلب للتنزه، وإقامة حفل عشاء أسبوعيا. ورغم ذلك فهي”لا تعمل”!.

إنها تقوم بمداواة أطفالها وتهتم برعايتهم الصحية،وتستمع إلى واجباتهم المدرسية التي تكفي للحصول على درجة علمية من جامعة”أكسفورد”وتتولى إدارة ميزانية الأسرة وتعثر على أشياء لا يتسنى لأحد العثور عليها بالدور السفلي،وتُذكّر “ريتشارد”بتمشيط شعره كل صباح وتُروّح عن”جين”عندما تظهر البثرات بوجهها،وتلمع الأثاث.

إنها تقوم بالتسوق وتُرتب المشتروات وتنظيف الأدوات الرياضية وتعرف مكان متعلقات كل فرد في الأسرة وترد على البريد، وتتأكد أن أحدا لم يترك خاتمه أو نحو ذلك بجانب حوض الاستحمام،وتتدبر أمر المشاكل الطبية الصغيرة،ومع ذلك فهي”لا تعمل”!

إنها تقوم بقص الشعر، وتنظيف فلتر الفرن(..) وتتولى تنظيف البيت بالمكنسة الكهربائية، وتضع الشطائر داخل حقائب أطفالها المدرسية لتناولها أثناء فترة الراحة، وتقوم بتعليق المعاطف وتدليك أقدام أطفالها عندما يشعرون بالرد،وتحاول الترويح عن أفراد أسرتها طوال الوقت وتُزيل بقايا الأشياء المكسورة وتوضّح كيفية استخدام مساحيق ظل العين.

وتبتسم أثناء سرد قصص (..) الفكاهة، وتقوم بحفظ الصور الفوتوغرافية في ألبوم،ولا تدع أحدا يغادر المنزل دون معانقته،وتُغطي ابنتها عند ذهابها للنوم كل ليلة (رغم أنها أصبحت في الرابعة عشرة من عمرها أي في حجم والدتها) وتعرف أسعار كل شيء حتى الكروت البريدية وتقوم بترتيب الأثاث،وتستمع بكل جدٍ واهتمام إلى طموحات الجميع سواء كانت تلك الطموحات مبالغا فيها مثل (رئيس الوزراء،بطل رياضي مشهور)أو بسيطة مثل ( طموح ريتشارد الحالي) في أن يصبح مخبرا سريا بارعا. إنها تقوم أيضا بتعليق الصور على جدران المنزل ( ثمانين صورة على جدار واحد )  إنها تقوم بتثبيت الأزرار والذهاب إلى قاعات الفنون. أما العمل،فلا أظن ذلك!.

وتقوم أيضا بإطالة بناطيل الجينز،وتسليك مواسير المياه،وتتذكر دائما تقديم طبق المكرونة الاسباجيتي “المفضل لدى الأطفال” مرة كل أسبوع،وتقوم بانتقاء الأخبار الصحفية التي قد تُشكل أعمدة،وتقوم بإجراء تمرين رياضي ثلاثين مرة كل صباح للمحافظة على رشاقتها،وتوضح لريتشارد – برحابة صدر – السبب في أنه لا يمكنه ارتداء نفس القميص ثمانية أو عشرة أيام على التوالي،وتقوم بإرسال كروت المعايدة.

وما المانع في أن تكف الآن عن العدو ثلاث مرات أسبوعيا، أو العمل في فريق الإنقاذ بإحدى المنظمات الشبابية،أو تعلم اللغة الألمانية في مدرسة ليلية أو الانتهاء من دورة جامعية لدراسة أمهات الكتب. {هل قال : دورة جامعية لدراسة أمهات الكتاب؟!! هل لدينا دورة جامعية في معرفة أسماء أمهات الكتب؟!! – محمود}

ولكنها قامت بصنع نسيج لغرفة “جين”ومائدة للقهوة “من طقم أثاث غرفة طعام قديم”، وقامت منذ أسبوع فقط بمعرفة كيفية استبدال المصباح الكهربائي بجهاز تسليط الصور على الشاشة “بروجكتور”عندما فشل والدي في استبداله.

ولسوء الحظ أن كل ما ذُكر سابقا لا علاقة له بالنقطة الأساسية وهي أنها لا تعمل في مكتب أو تجري جراحات في المخ، أو تقود شاحنة،أو تنتمي إلى نقابة معنية. أو تطبع رسائل على الآلة الكاتبة أو تبيع العقارات أو تُقدم عرضا تلفزيونيا أو حتى تُمارس المصارعة أو باختصار “لا تعمل”.) {ص 64 – 66 ( شوربة الدجاج : لحياة الآباء : قصص حب،وتعلم،وأُبوة) / مكتبة جرير / الطبعة الأولى / 2002م.}.

من المؤكد أن المرأة السعودية لا تقوم بكل هذه الأعمال .. و لو علمت المرأة الأمريكية بمبادرة الشيخ الهبدان .. ربما .. أقول ربما .. تفكر في الدخول في الإسلام.

تذكرت ما كتبه الأستاذ محمد صادق دياب .. (من تجربة المرأة الأمريكية التي تحسدها عليها نساء العالم والدعوة إلى لعودتها إلى البيت والأسرة،لا تنحصر الدعوات في تلك الصادرة عن الرجال،وإنما تصدر تلك الدعوات وهو الأمر المهم من المرأة الأمريكية نفسها،إذ تفيد الإحصاءات والاستطلاعات أن حوالي 60 % من النساء الأمريكيات العاملات يتمنين ويرغبن في ترك العمل والعودة إلى البيت){ جريدة الشرق الأوسط العدد 5949 في 12/10/1415هـ}.

تلويحة الوداع :  

تقول “بقول”- وهذا الاسم يعرفه من رافقنا في سياحتنا في الكتاب – إبان إقامتها في الهند :

(ولدينا زيارتنا المفضلة في البلدة،بحيث نقف دوما (..) لتحية السيد بانيكار، الخياط،الذي يُلاقينا قائلا : “تهانيّ للقائك!” في كل مرة. فنشاهد الأبقار مستمتعة بمنزلتها العالية (أعتقد بأنها تستغل الامتياز الذي تتمتع به،فتستلقي في وسط الطريق لمجرد لفت النظر إلى منزلتها العالية)،(..) ونرى النساء يعملن على الطرقات،يرفعن الصخور تحت الشمس الحارقة ويؤرجحن المطارق،حافيات،ويبدون جميلات على نحو غريب بأثواب الساري الملوّنة بألوان الأحجار الكريمة وبقلائدهن وأساورهن. كن يبسمن لنا عند مرورنا ما دفعني إلى التساؤل كيف يمكنهن الشعور بهذه السعادة وهن يقمن بهذا العمل الشاق في ظل تلك الظروف الرهيبة؟ لِمَ لا يغمى عليهن ويسقطن ميتات بعد ربع ساعة من العمل بالمطارق في هذا الطقس الحارق؟ سألت السيد بانيكار الخياط عن ذلك وقال إن تلك حياة القرويات،وإن الناس في هذا الجزء من العالم يولدون لهذا النوع من العمل الشاق،وهذا كل ما هم معتادون على القيام به. وأضاف قائلا :”كما أننا لا نعيش طويلا هنا”.){ص 198 – 199(طعام .. صلاة .. حُب) / إليزابيث جيلبرت / ترجمة : زينة إدريس / مراجعة وتحرير : مركز التعريب والبرمجة / الدار العربية للعلوم :  الناشرون / مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم}.

هل هناك من يسعى ليرى السعوديات يقمن بالأعمال الشاقة؟!!

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة في 9/4/1434هـ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى