في الحرب!!!

أشياء كثيره نخسرها،أشياء غير الحيطان والبيت والبنايه والسياره،أشياء غير محصول التبغ والزيتون والرمان…
في الحرب!!!
تخسر أشياء ليس لها علاقه في الماديات أبدا…،ومؤكد هذه الخسارات لا ترى في العين المجرده…!
والذي خسر ويخسر،لا
ينتظر التعويض،لأنه ومهما عوضت عليه، لن ترجع له ما خسره وفقده…!
في الحرب تظهر النفوس والناس على حقيقتها،تظهر واضحه وضوح الشمس،تطفو على السطح الأنانيه وحب الذات وحتى الكسب ولو على جراح وآلام وعذابات الناس، حيث إستغلال الهاربين من شبح الموت وتأجيرهم شقه ب ١٥٠٠ دولار دون مراعاه لحاله الإنكسار والخوف والرعب والتشرد والإذلال،
في الحرب تفقد الأمن والأمان ودفء وسادتك وثقتك حتى في بيتك،تبحث عن هذه الثقه في بيوت الجيران يخيل إليك أن الأمن والأمان في بيوت الآخرين وفي مناطق وبين طوائف أخرى ربما…،مثلما حصل وقت الهزه الأرضيه ل ٤٠ ثانيه من العام الماضي…!!!فعندما تفقد الثقه والأمن والأمان في بيتك فأين ستجد الطمأنينه…؟
في الحرب يكثر المحللون والمنظرون وبائعي الكلام،يطلون من بروجهم العاجيه وبلادهم الآمنه والمزدهره،يحثونك على الصمود دون ملجأ، دون قوت يومك وأموالك المحبوسه والمسروقه في بنوك الظالمين،
تصمد وتقاتل دون توازن في القوى، تهيم على وجهك باحثا عن سقف يأويك…!!!
أيها الساده…،كل شيء تغير،الحرب تغيرت،
التكنولوجيا إستفحلت وتغيرت وصار هناك ما يسمى بالذكاء الإصطناعي،كل شيء تغير إلا أنتم،فما زلت كما أنتم تنظرون تنشرون وتصدرون جبهات للصمود والتصدي في أزقه المجاعه والبرد والتيه،كل شيء تغير إلا أنتم ونحن،فنحن ما زلنا طيبين ومساكين، عذرا لم يكن لدينا الوقت الكافي حتى نستعد ونتغير…!
في الحرب تخسر روحك وذاتك،تصير إنسانا آخر لا يشبهك.
الحرب حقيره أيها الساده وظالمه، تضرب عرض الحائط كل النبل والأخلاقيات،
في الحرب تتحطم الأحلام والطموحات، تفقد أعزاء وجيران،ينتشر الصمت واللون الرمادي ورائحه الخوف والقلق والموت.
في هذه الحروب المتلاحقه والمتتاليه من عمرنا البائس جيلا بعد جيل،وهجره تلو هجره وموت يلاحقه الموت،فنمسي دفاتر للذكريات نقلب بعضنا بعضا ونصبح قصص الأمس الحزين، نبحث عن ذواتنا فلا نجد إلا شبح الجحيم… !!!
فهنيئا لمن سوف يخرج من هذه الأيام سليما ومعافى…!!!
حسين جمعه
h-jumaa64@hotmail. com
تحياتي وإحترامي