المجتمع المدني

برعاية من وزير الشؤون الاجتماعية وضمن مشروع “نساء من أجل التغيير”:

“معرض الزيتون المتوسطي” في “مركز الصفدي الثقافي” رعى وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور ممثلاً بمستشاره انطوان زخيا، افتتاح “معرض الزيتون المتوسطي” في “مركز الصفدي الثقافي”. وقد وقع الاختيار على شجرة الزيتون لما تجسده من معان وقيم السلام، ولما تمثله من هوية تجمع الدول المشاركة ضمن حوض البحر المتوسط (لبنان – تونس – فرنسا – ايطاليا). ويكتسب المعرض أهمية كبيرة لجهة توعية الجيل الناشئ وتحسيسه على القيمة التراثية لشجرة الزيتون، وأهمية التبادل الثقافي بين دول حوض المتوسط حول موضوع مشترك فيما بينها، ومتميز في كل بلد من هذه البلدان، إضافة إلى كونه أول برنامج من برامج فريق عمل مشروع “نساء من أجل التغيير” (4 لبنان، 2 تونس، 2 فرنسا، 2 ايطاليا)، ممن خضعن لدورتين تدريبيتين ضمن مشروع “نساء من أجل التغيير” الممول من الاتحاد الأوروبي وبالشراكة بين “مؤسسة الصفدي” ومعهد IRIS  في مقاطعة Provencia Di Pescara الايطالية وبالشراكة مع “مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث-كوترCAWTAR” في تونس، ومجموعة GRAIF الفرنسية، وذلك بهدف دعم وتفعيل دور المرأة القيادي في السلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدني لتكون فاعلة ومحركة أساسية في مسار التنمية البشرية المستدامة. وقد سبق لمؤسسة الصفدي أن استضافت دورته التدريبية الأولى “التخطيط الاستراتيجي”، أما دورته الثانية فكانت في تونس وتحت عنوان “اقتراح وإدارة المشاريع”.
وقد حضر الافتتاح إضافة إلى مستشار الوزير أبو فاعور، السيد لينا أحمد الصفدي، ممثلة وزير المالية محمد الصفدي، الوزير أحمد كرامي، مدير مكتب التعاون الإيطالي غيدو بينيفنتو، قنصل تونس في لبنان الأسعد المحيرصي، مستشار السفارة التركية في لبنان السيد يافوز خيمك، قنصل تونس في لبنان الشيخ ميشال بيطار، مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ممثلاً بالرائد بهاء الصمد، المنسق العام للمشروع فيكتور ماتيوتشي، ومنسقة المشروع في “مؤسسة الصفدي” سميرة بغدادي، وحشد من الاتحادات والجمعيات النسائية والنقابية، تعاونيات زراعية، ممثلين للجمعيات الأهلية والمدنية والبلدية، ولمؤسسات تنموية أجنبية، كوادر وطلاب الجامعة اللبنانية ومدرسية، الجمعيات المشاركة، إعلاميون وناشطون اجتماعيون ومهتمون.
كلمة المتدربات
بعد قيام كل متدربة بالتعريف عن نفسها وبلدها، افتتح الحفل الذي تم في قاعة طرابلس، بكلمة المتدربات والمنظمات لهذا المعرض، ألقتها اللبنانية شدا دبليز التي رحبت بالحضور، معتبرة أن هذه التجربة تتميز بغناها الثقافي، “فقد عشنا لحظات حلوة كما عشنا مناقشات حادة واختلافات في الرأي كبيرة، خلال فترة التدريب، لكن الذي جمعنا هو القدرة على التواصل فيما بيننا على اختلاف إنتماءاتنا وتجاربنا، ورؤيتنا المشتركة لدور المرأة الفعال في مجتمعها على اختلاف حجمه وظروفه”. ولفتت إلى أن “المرأة ركيزة المجتمع ولا يمكن لأي مجتمع عربي كان أو متوسطي أن يخطو نحو ربيع مشرق من دون زهرته ألا وهي المرأة التي يجب أن تشارك في تكريس حقوقها وممارسة مواطنيّتها وإثبات فكرها وتوسيع آفاقها ومشاركتها الفعالة في الديمقراطية ومراكز القرار. واعتبرت أن “هذه التجربة يجب أن تكون نهج عمل دوري في لبنان والدول المتوسطية عربية كانت أو أوروبية لتشكّل هي نفسها وجهاً مشرقاً لهذا الربيع فيصبح ربيع ترسيخ دور المرأة”. أضافت: “بديناميكية كبيرة وإرادة مشتركة عملنا على أرض البلد الأول الذي إحتضن هذا المشروع (لبنان)، ووقع الإختيار على شجرة الزيتون لما تحمله من رموز مشتركة عبر التاريخ والحضارات ولمفهوم السلام الذي طالما حملته”.
كلمة منسقة المشروع في مؤسسة الصفدي
ثم تم عرض فيلم وثائقي أعدته المتدربة الفرنسية Elodie Sylvain والذي يروي تجربة المتدربات في دورتي لبنان و تونس، تضمن شهادات وآراء كل من المتدربات والمدربين والمنظمين، لتلقي بعده منسقة المشروع في “مؤسسة الصفدي” السيدة سميرة بغدادي كلمة اعتبرت فيها أن “ما يميز هذا المشروع كونه يركز على العمل الجماعي للنساء في حوض المتوسط مهد الحضارات وغنى الثقافات…”. وتوقفت بإسهاب عند المكون الأخير للمشروع ألا وهو الشبكة ((réseau “والتي نطمح من خلالها إلى تأمين استمرارية تشبيك النساء والمشاريع التنموية في منطقة المتوسط مع التركيز على الإرث الثقافي المشترك”، لافتة إلى أن “هذه الشبكة تبلورت في جمعية عالمية لا تبغى الربح، وتضم مؤسسات، سلطات محلية ومنظمات المجتمع المدني إضافة الى أشخاص وموارد بشرية قادرة على تفعيل وتطوير أدائها وخدماتها ومعنية بأهدافها الطامحة الى: توطيد أواصر التعاون على المستوى الأورو-متوسطي في المجالات الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية والثقافية مع التركيز على تعزيز القيادة الاجتماعية للنساء في دول حوض المتوسط، تبادل المعرفة والتجارب والكفاءات الاستراتيجية والممارسات الخلاقة في المنطقة، التمهيد لعملية تنموية مشتركة بين دول المتوسط، من خلال دعم العناصر الفعالة في المؤسسات العامة والخاصة من أجل تخطيط استراتيجي أفضل مع الاخذ بالاعتبار المساواة بين الجنسين، وتقديم مشاريع مشتركة بين الافراد والمؤسسات المنتسبة الى الشبكة”.
كلمة الوزير أبو فاعور
بدوره استهل ممثل الوزير ابو فاعور كلمته بالتنويه بعطاء مؤسسة الصفدي المستمر، “لتذكر الجميع أن ركائز مجتمعنا رست دائماً وأبداً على مواطنية تزكّي في الفرد روح المسؤولية والحس الإجتماعي والأخلاقية المسلكية والهمّة الإنتاجية”. وقال: “اللافت في الدعوة أنه تجمع في مرتكزاتها الحرف والثقافة، ورمزية الزيتون، والمرأة وهي نصف المجتمع”. واعتبر أن “الإنتاج اليدوي يعكس صمود الفرد بذاتيته وجهده وفنه، وفيه يتصل الماضي بالحاضر فتتعايش روعة التراث مع بهاء التجديد…. هذا التراث يعكس حضارتنا وهويتنا، وإذا كنا لا نقف عند حدود زمن ونطمح إلى التجدد والإفادة من التطور التكنولوجي، لكن ذلك لا يعني التنكر لتراثنا الذي يجب أن نحفظه فهو التاريخ لإرث يجب أن لا نضيعه”. وأضاف: “نحن هنا لنحافظ على هذا التراث ولإعطاء هذا القطاع مكانته ودوره الإقتصادي والاجتماعي والثقافي”. ونوه بأهمية شجرة الزيتون، معتبراً أن المرأة حاملة رسالة نقل الحياة، هي أكبر بكثير من أن يطالب بحقوقها، والصحيح أن لنا مصلحة في تمكينها وتعزيز إمكاناتها كي لا تبقى طاقة مهدورة”. وختم ممثل الوزير ابو فاعور متوجهاً إلى “مؤسسة الصفدي” والقيمين عليها “لنؤكد سوية أن هذه هي المهمة التي كلما استد حولها الجدل تمضي دائماً إلى أهدافها بالتضحية وبكل ما سجعل النجاح وكأنه ازدهار للنفس، ويحول هذا النجاح المتألق نصراً للحقيقة والحياة تستفيد منه الأجيال الغابرة بمقدار ما تستفيد منه الأجيال الحاضرة والمقبلة سواء بسواء”.
افتتاح المعرض
ثم انتقل الحضور إلى قاعة الشمال في “مركز الصفدي الثقافي” حيث افتتحوا المعرض بحضور مدير عام “مؤسسة الصفدي” رياض علم الدين، والتي تزينت أرجاؤها بأشجار الزيتون وإنتاجه من الزيت والصابون والزيتون بطعماته المختلفة، وكافة المستحضرات والأدوات المصنوعة منه أو المتعلقة به، وذلك من خلال “ستاندات” متنوعة من البلدان الأربعة المشاركة، عارضة ثقافة بلادها من خلال شجرة الزيتون ورمزيتها. وقد أقبل الناس بكثافة على المعرض الذي استمر يومين متتاليين، فتذوقوا وتعرفوا واستمعوا إلى شروحات العارضين، واشتروا ما يطيب لهم من المعرض الذي شاركت فيه إضافة إلى تونس وايطاليا وفرنسا، مؤسسات وجمعيات نسائية وفردية لبنانية من كافة مناطق الشمال.
وقد اختتم المعرض بأمسية موسيقية أحيتها جوقة “كورال الفيحاء” بقيادة المايسترو باركيف تاسلاكيان. في حين افتتح المعرض في يومه الأول مع أغان فيروزية أبرزها أغنية “كان غير شكل الزيتون” لزياد الرحباني، مع فرقة شبابية شمالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى