المقالات

الإنتخابات الشعبية العددية لاتغير الواقع السيء \ أسامة إسماعيل

الإنتخابات الشعبية العددية سواء” كانت نيابية ام بلدية لاتنتج الأفضل ولاتغير الواقع السيء ولاتحسن الأوضاع العامة، وإن الديموقراطية الإنتخابية تعني حكم العامة لاحكم النخبة. فالعامة هي التي تنتخب المرشحين وتختارهم لاالنخبة المستقلة، ومن العامة يصعد الكثير من الأشخاص إلى المناصب والمراكز والوظائف دون أن تكون لديهم كفاءة وجدارة وصفات حسنة، وإن الضجيج والصخب والضغوط وشراء الأصوات التي تصحب الإنتخابات الشعبية العددية تدل على غياب الضوابط الكافية لهذا النظام، وعلى أن الإنتخابات في هذا النظام غاية لاوسيلة و”باي باي”نخبة مستقلة وإنماء واقتصاد وتحسين أوضاع وعلم وثقافة. فهمهم الإنتخابات الحالية واللاحقة والسابقة وكم يحصل هذا الذي يسمى زعيما”وهذا الحزب وهذه الطائفة من أعضاء وأعداد وحصص في المجالس البلدية والاختيارية والبرلمان والحكومة! حتى أن صور بعض المرشحين الذين يشغلون مناصب رئاسة البلدية أو أعضاء فيها أو المرشحين لوراثتهم ألصقت أو علقت فوق النفايات والطرقات المحفرة التي يتحملون المسؤولية عن إهمالها! وهذا الأمر يدل على أن الإنتخابات الشعبية العددية لاتؤدي إلى تغيير الواقع السيء وتحسين الأوضاع بل تعيد إنتاج الواقع. وفي بعض الديموقراطيات الغربية اعتمدت ضوابط معينة لهذه المشكلة حيث أن النخبة هي التي تترشح وهي التي تنتخب وتختار ثم تعرض النتيجة على الاستفتاء العام.
السياسة لعبة بأيدي البعض
إذا كانت السياسة وسيلة لتحقيق التنمية الشاملة والعادلة فأين هي هذه التنمية الشاملة والعادلة في لبنان؟ وليست التنمية تزفيت طرقات وإزالة نفايات فحسب بل التنمية تشمل توفير فرص عمل ووظائف برواتب ومداخيل جيدة لكل حسب إختصاصه وكفاءته وجدارته وعمله وإبداعه لا حسب انتمائه وولائه المذهبي والطائفي والحزبي والعشائري و”الواسطة” و”المحسوبية” وهل انتخب هذا السياسي أو الحزب أو ذاك؟ فالسياسة العامة التي تهدف إلى التنمية الشاملة والعادلة وتعمل لأجلها ليست أمرا”سيئا” بل الأمر السيء هو أن تصبح السياسة والإدارة لعبة بأيدي أشخاص وأحزاب ومجموعات فيجير الإنماء لخدمة مصالحهم ونفوذهم وسلطتهم فتسقط صفتا الشمولية والعدالة عن التنمية أول يهمل موضوع التنمية لأجل لعبة الإنتخابات والزعامة والنفوذ والحصص والثروة، وتصبح التنمية في خدمة هذه اللعبة السياسية، وهذا مايقصد به “تسييس” الإنماء والإدارة والإقتصاد. وإن الإنتخابات الشعبية العددية الطائفية الحزبية العائلية العشائرية النيابية أو البلدية تخدم مصالح السياسيين والأحزاب ولعبة السلطة والزعامة والنفوذ والحصص وتسهل لهم استغلال الإنتماء إلى المذهب بحكم الولادة، والعواطف الجماعية والشعبية والحاجات المادية.
شهادة الصحافة بالكلمة والرأي
٦أيار هو اليوم الذي اختير لتكريم الصحافة في لبنان تحت اسم “عيد شهداء الصحافة”، ولكن شهادة الصحافة ليست بالتضحية الجسدية فحسب ضد الإستبداد والإستعمار والإحتلال بل الشهادة تكون أيضا”بالكلمة ضد هذه الأمور وضد تحويل السياسة والإدارة والإقتصاد إلى لعبة زعامة ونفوذ وانتخابات وحصص ومصالح مادية للسياسيين والأحزاب والتابعين لهم، وضد تسييس التنمية، وضد حكم العامة و دوامة الديموقراطية الإنتخابية العددية الطائفية الحزبية العائلية العشائرية وصخبها حيث ماأن تنتهي الإنتخابات يبدأ السياسيون والأحزاب والتابعون لهم بالتفكير بالإنتخابات المقبلة والعمل لأجلها، وبالحصص والأحجام والنفوذ بدلا”من التفكير بالتنمية الشاملة والعادلة والعمل لأجلها، وضد الولاء الطائفي والحزبي والعشائري والفساد المالي والإداري و” الواسطات”و” المحسوبيات “.
إن شهادة الصحافة بالكلمة والرأي تتخطى الإحتفال الفولوكلوري بيوم الصحافة في ٦أيار. فهي شهادة حية ودائمة ضد كل مايتعارض مع العقل وإلارادة الفرديين والثقافة النخبوية الحرة المستقلة والتنمية الشاملة والعادلة وهي لاتقل أهمية عن الشهادة ضد الإستعمار والإحتلال بل إن الإستعمار والإحتلال يستفيدان من واقع دوامة الديموقراطية الإنتخابية العددية الطائفية الحزبية العشائرية وبلبلتها والفساد المالي والإداري و”الواسطات” و”المحسوبيات” والظلم الإجتماعي والإقتصادي والتسيب والإهمال وافتعال الأزمات المتتالية.
أسامة إسماعيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى