فلسطين

حماس تسعى لتقديم نفسها كممثل وحيد لغزة أمام الغرب \ لارا الاحمد

تسعى حركة حماس في الآونة الأخيرة إلى إعادة صياغة موقعها السياسي على الساحة الدولية، من خلال محاولات التقارب مع الولايات المتحدة وتقديم نفسها كممثل شرعي ووحيد لقطاع غزة. ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة لتجاوز الأطر التقليدية مثل السلطة الفلسطينية ومصر، في محاولة لترسيخ حكم الحركة في غزة قبيل أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار.

وبحسب مراقبين، فإن حماس تدرك أن المرحلة المقبلة قد تشهد ترتيبات سياسية جديدة في حال تم التوصل إلى تهدئة طويلة الأمد، وتسعى لضمان بقائها طرفاً أساسياً في أي مفاوضات مستقبلية. ومن هذا المنطلق، تتحرك الحركة لتسويق نفسها كجهة قادرة على إدارة غزة والتحدث باسم سكانها، مستفيدة من الغياب النسبي للسلطة الفلسطينية عن المشهد الغزي وتراجع دور الوساطة التقليدية من بعض الدول العربية.

لكن هذه الاستراتيجية لا تخلو من المخاطر. إذ يحذر نقّاد من أن محاولة حماس لتكريس نفسها كصاحبة الشرعية الوحيدة في غزة قد تؤدي إلى مزيد من العزلة السياسية والاقتصادية للقطاع، خصوصاً في ظل رفض بعض الدول الغربية للتعامل معها.كما أن تجاوز دور السلطة الفلسطينية قد يفاقم من حالة الانقسام السياسي الفلسطيني ويضعف أي جهد نحو المصالحة الوطنية.

وعلاوة على ذلك، تُثار تساؤلات حول ما إذا كانت هذه التحركات تأخذ في الاعتبار احتياجات سكان غزة، الذين يعانون من أوضاع إنسانية واقتصادية قاسية منذ سنوات. ويخشى البعض من أن يكون الحفاظ على حكم الحركة هدفاً أهم من السعي لتحسين أوضاع المواطنين أو التوصل إلى حلول سياسية شاملة.

في نهاية المطاف، تبقى قدرة حماس على فرض نفسها كممثل وحيد لغزة مرهونة بموقف القوى الإقليمية والدولية، ومدى قدرتها على تقديم تنازلات سياسية حقيقية تعكس اهتماماً بمصالح الشعب الفلسطيني، وليس فقط بتثبيت نفوذها السياسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى