كلمة مدير مكتب الرئيس عمر كرامي في ذكرى الرشيد

الحمد لله الذي كتب الخلود لمن ماتوا في سبيل الحق، والرفعة لمن عاشوا للناس لا لأنفسهم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، إمام الصادقين، وقدوة المخلصين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
السيدات والسادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
نلتقي اليوم، في حضرة الذكرى… ذكرى مرور ثمانية وثلاثين عامًا على استشهاد رجلٍ استثنائي، رجلٍ لم يكن مجرد سياسي، بل كان ضمير وطن، وصوت شعب، وأمل أمة. نلتقي لنُحيي ذكرى استشهاد دولة الرئيس رشيد عبد الحميد كرامي، ابن طرابلس الفيحاء، ابن العروبة، وابن القضية.
لقد اغتاله الحقد، وقتله الغدر، ظنًا منهم أن تفجيير الطائرة الهليكوبتر وهو ذاهب لإنهاء الحرب الأهلية في لبنان بلإتفاق بين الزعماء اللبنانيين يقتل المبادئ، وأن الغياب الجسدي يُسكت الحقيقة. لكن التاريخ علّمنا أن الكبار لا يموتون، وأن من يسقط شهيدًا من أجل قضيته، لا يُدفن، بل يُزرع في أرض الوعي والذاكرة والكرامة.
كان رشيد كرامي رجل دولةٍ من الطراز الرفيع، لم يغره المنصب، ولم تغيّره السلطة. مارس السياسة بأخلاق الرجال، وجمع بين الحكمة والحزم، بين الإيمان العميق بقضايا الوطن، والتفاني الصادق في خدمة الناس.
عُرف بمواقفه الوطنية التي لم تتلوّن، وبنظافة يده ونزاهة ضميره. كان نصيرًا للفقراء والمستضعفين، وصوتًا صادقًا من طرابلس لكل لبنان، ولكل الأمة. لم يفصل بين مسؤوليته كحاكم، وواجبه كإنسان. فبيته كان للناس، قلبه كان للناس، ويده كانت ممدودة لكل صاحب حاجة، ولكل متألم.
أما فلسطين، فكانت في قلبه منذ اللحظة الأولى، وكان يرى فيها جوهر الصراع ومركز الكرامة العربية. دافع عنها في كل المحافل، وواجه بها ضغوط الداخل والخارج، رافعًا شعار “لا كرامة للعرب دون فلسطين”، فكان مبدئيًا لا يُساوم، وشجاعًا لا يتراجع.
ولأنه كذلك، قرر أعداء الوطن أن يطفئوا صوته… لكنهم فشلوا. فرشيد كرامي لم يكن مجرد فرد، بل كان رمزًا، وكان مدرسة، وكان مشروعًا وطنيًا وعربيًا نقيًا.
نم قرير العين يا رشيد فلم يستطع المجرمون القتله الذين كانوا يريدون أزاحة الصخرة ليعيثوا بلبنان فسادا وتغيير خطه الوطني العروبي الذي سرت عليه لأن من استلم الأمانة من بعدك أخوك دولة الرئيس عمر الجبل الذي لم يتزحزح والذي سار على النهج الكرامي الذي خطه والده دولة الرئيس عبدالحميد عندما قال :
“مامن قوة تحت السماء تجبرنا على الإعتراف بلبنان مالم يكن عربيا ومن صميم البلاد العربية “.
وجاء من بعده حامل الراية ، فيصل أبو رشيد ، ليخلد ذكراك بابنه رشيد ، ويسير على الطريق السياسي والإجتماعي والإنساني الذي خطه الجد وسار عليه العم والأب ، طريق العروبة والوطنية الصادقة ، رجل جمع بين الحكمة والسياسة ، والوطنية والأعمال الإجتماعية والإنسانية ، وهذا هو الخط الذي سار عليه أبو رشيد. .
Best Development Company in Lebanon
iPublish Development offers top-notch web development, social media marketing, and Instagram management services to grow your brand.
Explore iPublish Development