المقالات

أهمية الحضن الخليجي العربي لسورية الجديدة د. محمد أمين الميداني

​تابع الرئيس السوري جولاته العربية الخليجية، بتلبية دعوة كريمة لزيارة دولة الكويت، وزار قبلها كلاً من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، والبحرين، وأكيد زيارة سلطنة عُمان على جدول أعماله، ليستكمل بذلك زياراته التاريخية لكل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي. ​ولابد في هذا السياق من الإشارة إلى بعض المواقف الرمزية المهمة، ومن بينها الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية السعودي للمسجد الأموي بدمشق، وتقدمه للصلاة فيه، وخلفه حشود المُصلين في واحد من أهم وأعرق المساجد في العالمين العربي والإسلامي، والذي غاب دوره التاريخي والديني والثقافي، بل غُيِّب عمداً في ظل النظام البائد. ​وتأتي هذه الزيارات لتعزز عودة سورية الجديدة للحضن الخليجي العربي، وتؤكد أهمية دول مجلس التعاون، ودورها في التوجهات والسياسات الجديدة، وتقديم العون والدعم والمشورة، لتبدأ عملياً مسيرة نرجوها واعدة وموفقة لسورية وشعبها الواحد. لكن يجب ألا يُنسينا هذا الدعم الخليجي العربي ضرورة استكمال بناء الدولة المدنية في سورية، وتمكين مقومات هذه الدولة، بدءاً بالتأكيد على مبدأ المواطنة، وضمان سيادة القانون، وتحقيق العدالة الانتقالية، والكشف عن مصير المفقودين والمختفين قسرياً، ومحاسبة المسؤولين عمَّا تم ارتكابه من تجاوزات وجرائم في الأشهر الأخيرة، وإفساح المجال لمنظمات المجتمع المدني لتلعب دورها، وتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية لكل مكونات الشعب السوري. ​تقف سورية الجديدة اليوم على مفترق عدة طرق، وتتجه الأنظار للمسؤولين فيها، لمعرفة أي اتجاه سيتم اتخاذه، وعلى أي سكة سنضع القاطرة، خصوصاً أن معوقات كثيرة تمَّت إزالتها، وحواجز مختلفة تم رفعها، وأولها وأهمها العقوبات الاقتصادية الأميركية والأوروبية، فضلاً عن انفتاح كل المنظمات الدولية والإقليمية لعودة سورية إليها، وشغل مقعدها مجدداً، ولتتوج هذه الانطلاقة الجديدة باحتضان دول مجلس التعاون الخليجي، وما تقدمه من دعم ومساعدة وتضامن، مما يؤكد أن عملية الإصلاح والتعمير والبناء والاهتمام بكل مكونات الشعب السوري ومستقبله هي المسؤولية الأساسية لحُكام دمشق، كل في مجال تخصصه وعمله ومهامه. * أكاديمي وكاتب سوري مقيم بفرنسا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى