المقالات

آيــل لــلــســقــوط – بقلم: حسين جمعة – بعلبك

كثيرةٌ هي القضايا الآيلة للسقوط في لبنان، لبنان المشع، المشرق والساحر لمحيطه العربي عبر شاشات تلفزته المتسابقة على تقديم برامج الفرح والمرح والتسلية, ليطل من خلالها على العالمين الغربي والعربي بأجمل حلّه وطلّة, وكأن الامل المنشود والذي يجاهد من اجله المواطن العربي موجودٌ هنا في لبنان، لبنان السياحة والسهر والحرية….! مع تغييب الصوره الحقيقيه عنهُ.

فما كانت الابنية لتسقط، والفيول والكهرباء في ازمة، ومستشفيات ترفض استقبال ابنائها ورشوة وقتل وسرقة لو ان في هذا البلد من يقوم بواجبه, ورسولنا الكريم محمد” صلع” قال من عمل منكم عملا” فليتقنه. فهل من شافع لبزر جمهر لبنان…؟

الا ان الحقيقة المدهشة في هذا البلد, هو تساوي الموت والحياة، الامل واليأس، ان تكون اولا تكون، وذلك عندما يعيش الانسان وهو مهدد بالموت في منزله الآيل للسقوط فوق رأسه ورأس عياله، وكذلك على ربيع احلامه ومستقبل كهولته،كل ذلك بسبب الفقر وغياب ابسط حقوق الإنسان. ولأنه ليس هناك من يرعاه او يسهر على همومه ومتطلبات حياته,”اوليس كل راعِ مسؤولٌ عن رعيته”؟. وهنا لا بد من الاشاره الى التحقيق الذي اعدته السيدة كلود ابو ناصر هندي في برنامجها تحقيق على شاشة ال “ام تي في “حول الفقر وفيه اضاءت على مناطق في عكار مثل ببنين وبعلبك وبيروت والاشرفية لنكتشف معها ما هو امر وادهى من كلمة فقر في بلد يعج بالسهر والاندية والملاهي وخير دليل على ذلك, عندما وصلت معه مؤخرا سعر بطاقة السهر, لليلة رأس السنة الف دولار واكثر من ذلك. بالمقابل وفي برنامج “تحقيق” اناس تعيش تحت المطر وبدون دواء، واطفال لم تأكل اللحمة منذ شهر رمضان الماضي، وعائلة في بعلبك تتقاسم طبخة “المجدرة” لضيق الحال مع جيرانها وبقية افراد الاسرة، وآخر يذهب ليعبىء المازوت بقارورة بيبسي كي يدفيء عياله ويحميهم من برد و ثلج البقاع القارس.

فهل تتخيل آدمي في الالف الثالث كيف تتساوى عنده الحياة والموت في آن…؟

في بلد يتألف برلمانه من مئه وثماني وعشرون نائبا ،وبراتب شهري لكل نائب يقارب العشرة آلاف دولار، وحكومة لا تختلف كثيرا عن مجلسها النيابي،فلو جمعنا فقط ما يتقاضاه مجموع النواب والوزراء في لبنان،لوصل الرقم عتبة المليوني دولار امريكي وللتذكير فقط انها الرواتب الاعلى في محيطنا حتى في دولة ما يسمى اسرائيل. وفي الآونه الاخيره زادت معدلات الجريمه والسرقه، مع الاشارة الى ان الحد الادنى للأجور في لبنان لا يزيد عن الخمس مائة الف ليرة لبنانية، فكيف ستعالجون يا أولي الامر تفشي اعمال السرقه والجريمه؟ والمضحك المبكي في هذا البلد، انه وعلى مدار ثلاثة اشهر يعيش لبنان وحكومته صولات وجولات لتقديم مشروع حول تعديل الحد الادنى للأجور، مع تسجيل ضربات جزاء هنا ورفع بطاقات حمراء هناك والمواطن وكالعادة، يشاهد ما يحصل وكأن هذه الاحداث خارج حدود الزمن اللبناني في الوقت الذي نشاهد فيه ثورات وربيع الشعوب المستعبدة والمحرومة ودعوات للتحرر والعصيان على الاسياد والفراعنه وديمومة الحكم هنا وهناك.

ونعود الى الوراء ليس كثيرا” لنستذكر معا” البو عزيزي في تونس مفجر الثورات وصانع الربيع، والمنتفض على القهر والظلم والاحتقار من الامن ورجالات الحكم والعسس,الربيع الذي كنا قد نسيناه منذ عقود من الزمن، لتتحطم معه فترات حكم مستبدة,مثل تونس و جمهورية مصر العربيه، التي طالت حتى بلغت الثلاثين سنة، واصبحت معه مصر دولة رخوة بعد ان كانت ام الدنيا،اصبحت دولة رخوة بعد ان فتحت ابوبها للمستعمر الجديد والشركات متعددة الجنسيات.

وفي حديثنا عن الربيع العربي الغائب عن حياة اللبنانين وهم الاكثر حاجة الى البوعزيزي ليفجر حركة المظلومين والمقهورين والمحرومين.

ان الشعب اللبناني المقهور والمظلوم والمحروم والذي يستحق كل الخير والرعاية من اسياده وهم يحاكمونه بالفقر والعوز والسقوط ، كما كان يحاكم الحكيم بزر جمهر من قبل في امبراطورية كسرى الفانيه، فهل نسينا اجمل ابيات الشعر والتي تدعوا الى الاستتهاض للشاعر البعلبكي اللبناني الكبير خليل مطران حين قال:

ما كانت الحسناء ترفع سترها لو ان في هذه الجموع رجالا.

تعالوا جميعا نرفع صوتنا وسترنا ونعلن ربيعنا الانساني لنيل ابسط حقوق الانسان. تعالوا نتفق على سؤال واحد ووحيد نوجههُ للزعماء والسياسيين وهو: اذا كانت هذا هي حالتنا، وثلاثة ملايين فقط من الشعب اللبناني يعيشون هنا على ارض لبنان اليوم، وهم يساوون تقريبا ثلث الشعب اللبناني المنتشر في اصقاع الدنيا. فكيف ستكون حالتنا لو ان الشعب برمته, كان سيعيش هنا في لبنان؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى