الأخبار اللبنانية

الرئيس ميقاتي الوسطية هي نهج حياة خارج منطق الأكثرية والأقلية

الرئيس ميقاتي الوسطية هي نهج حياة خارج منطق الأكثرية والأقلية
– أصدر الرئيس نجيب ميقاتي البيان الآتي:

صدرت في الفترة الأخيرة تعليقات تناولت الوسطية كخيار سياسي لعدد من نواب “تكتل الاصلاح والتغيير” وكان آخرها قول معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور  ماريو عون في تصريح تلفزيوني اليوم “إن الرئيس نجيب ميقاتي والسيد نعمة فرام والنائب ميشال المر والسيد ادمون غاريوس، هم أشخاص غير مستقلين، إنما ينتمون الى “14 آذار” ولا يمكنهم أن يؤلفوا ما يسمى كتلة وسطية”.
في المبدأ يحق لكل شخص قول ما يريده، لكن يبدو أن ألامر إلتبس على معالي الوزير فخلط الأمور ببعضها البعض، كما حصل مع آخرين لم يميزوا بين الوسطية كخيار وطني وبين الكتلة الوسطية كمشروع للتحالفات الانتخابية مما يقتضي التصويب وضعا للأمور في نصابها.
إن الوسطية التي أنتهجها في عملي السياسي والعام هي نهج حياة خارج منطق الأكثرية والأقلية وهي خيار وطني كما هي خيارات الأطراف الأخرى. ولا بد من احترام من يخالفون رأينا، ومن غير المنطقي والجائز تصنيف اللبنانيين بين فريقين سياسيين فقط، لأن لبنان المتنوع دينياً وثقافياً وفكرياً، وهذا مصدر غناه، متنوع سياسياً أيضاً. فهل المطلوب القضاء على هذا التنوع؟ وهل المطلوب حصر خيارات اللبنانيين بوجهتي نظر متناقضتين فقط؟
أنا لا أنفي عن الآخرين خياراتهم الوطنية سواء كانوا في المعارضة أم في الموالاة، سواء انتهجوا خط 8 او 14 آذار، إلا أنني أعطي لنفسي، كما أريد لسائر اللبنانيين، حق الخيار الحر لتبني وجهة نظر حيال أي قضية مطروحة. كما أن هناك  أطرافا لها أيضا وجهات نظرها التي يمكن أن تلتقي أحيانا مع وجهة نظر فريق معين وقد تتباعد أحيانا أخرى، وهذا لا يسقط حيادية هذه الأطراف ولا يلغي عنها الصفة الوطنية التي لم تكتسبها، كما هو حالنا، من أشهر أو أسابيع، بل لازمتنا منذ أن بدأنا التعاطي بالشأن العام وعايشنا هموم الناس وآمالهم. 
ليس هدفي الدخول في جدال مع أحد لكن يقتضي أن نميز في تعاطينا السياسي بين آرائنا ومواقفنا الشخصية وبين ما يريده الناس، ولا يمكن لأحد أن يحتكر لنفسه القدرة على التعبير عن آراء كل الناس، في وقت نحن مقبلون على استحقاق انتخابي يشكل فرصة لتحديد خيارات اللبنانيين، ولكن ما يؤلمني هذا الخلط بين المواجهات السياسية عشية تركيب التحالفات الانتخابية وبين القبض على آراء الناس وخياراتهم سلفاً.

 

نحن عندما نادينا بالوسطية قبل أعوام لم يكن هدفنا وهاجسنا، لا الانتخابات ولا التحالفات الانتخابية ولا مشروع ما يسمى بالكتلة الوسطية بل كانت قراءتنا وليدة سنوات من التعاطي مع الناس سواء في الموقع النيابي أو الحكومي، ولأدراكنا أن فئة كبيرة من اللبنانيين تتطلع الى أن يترجم رأيها ومواقفها فريق سياسي أو شخصيات سياسية ليست بالضرورة لا مع 8 آذار أو 14 آذار أو ضدهما. ولعل المؤتمرين اللذين عقدناهما عن الوسطية في طرابلس عام 2008 خير دليل على أننا لسنا من دعاة الظرفية أو المواقف المستجدة الطارئة، بل مؤمنون بمواقفنا وقناعاتنا الوطنية البحتة.
آمل أن يضع هذا الموقف حدا للتفسير الخاطئ الذي يعطى للنهج الوسطي الوطني، ومحاولة ربطه ب “الكتلة الوسطية”، ذلك أن النهج الوسطي واقع موجود وراسخ في الحياة السياسية اللبنانية، في حين أن الكتلة الوسطية هي فعل تحالفات ظرفية قد تحصل وقد لا تحصل، ويرتبط مدى تجاوب اللبنانيين مع طروحاتها بمقدار ما للأعضاء فيها من تأثير على الرأي العام، صاحب القرار الأول والأخير في صندوقة الاقتراع.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى