الأخبار اللبنانية

الراعي: نتمنى ان يمنحنا البابا دفعا جديدا لعيش حقيقتنا اللبنانية المسيحية

تسلم رئيس المؤسسة المارونية للانتشار الوزير السابق ميشال اده،من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اعلى وسام بابوي من رتبة الصليب الكبير في جوقة القديس عريغوريوس الذي منحه اياه البابا بنديكتوس السادس عشر عصر اليوم ، في حفل اقيم للمناسبة في الصرح البطريركي، حضره الى جانب السفير البابوي في لبنان غابريال كاتشيا، ممثلا قداسته، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخارن، رئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه، والمستشارون في رئاسة الجمهورية ناجي ابي عاصي، مارون حيمري، جورج غانم، المستشار السابق في القصر الجمهوري رفيق شلالا، رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين نعمت افرام،اضافة الى اعضاء المؤسسة المارونية للانتشار، والعديد من الفعاليات السياسية والاجتماعية والنقابية والتربوية والاعلامية ورجال فكر ودين.

والقى راعي ابرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر كلمة من وحي المناسبة اشار فيها الى “الدور الذي لعبه ولا يزال الوزير ميشال اده على الصعد الوطنية والانسانية كافة”، معددا بعضا من هذه المحطات التي تجلى فيها خدمة للبنان واللبنانيين، مشيرا الى “ان شهرة اده تجاوزت حدود بلاده الى اقطار اخرى عديدة في الشرق والغرب بفضل ما حمله من انسانية وحب العدالة وقيم اخلاقية ونشر للسلام وسط الشعوب”.

بعدها تلا السفير البابوي في لبنان غابريللي كاتشيا ممثلا قداسة الحبر الاعظم البراءة البابوية للوسام، معددا الحمائد التي يتحلى بها المحتفى به والتي اوجبت منحه الوسام.

والقى المحتفى به الوزير اده كلمة شكر فيها قداسة الحبر الاعظم والبطريرك الراعي على منحه وتقليده الوسام.

وقال: “يشرفني وكم اعتز بأن اتسلم هذا الصليب الاكبر للقديس غريغوريورس الكبير بحضوركم جميعا ايها الاحبة الاعزاء وبمشاركتكم اياي اعتبار الصليب اسما للحياة، بمعرفتها وبعيشها على الارض كما في السماء”.

اضاف “المدرسة المارونية في روما تجذر وانفتاح. والمجمع اللبناني الماروني الاول عام 1763 تجذر وانفتاح. والمطبعة الاولى في هذا الشرق التي حملها المطران سركيس الرزي على كاهله من روما الى دير مار انطونيوس قزحيا في وادي قنوبين المقدس تجذر وانفتاح. ثم لتبزغ تباشير النهضة الحديثة التي انطلقت من لبنان لتحدث نهضة عربية عامة، مهد لها هذان التجذر والانفتاح ذاتهما. وكل هذه السلسلة المباركة المتواصلة من القديسين والطوباويين الموارنة، تجذر وانفتاح. كنيسة مارونية كاثوليكية صخرة راسخة، لأنه لم يفتها سر التجسد والتجدد، لم تشأ خيرها استئثارا لابنائها وحسب، بل لجميع الجميع في محيطها وبيئتها في آن، وعلى السواء. انها دائما “العظة فوق الجبل” التي الهمت الموارنة ان يكونوا اساسا ولبنة صيغة مجتمعية فريدة تقوم على التنوع الديني، وان يكونوا حجر الزاوية في بناء لبنان وطنا متميزا على اساس العيش المشترك الواحد، وطنا رائدا في ازالة المسافات بين الاديان، بل في جعله موئل حوار معاشا في ما بين معتنقيها جميعهم”.

وتابع “ولئن بدا مشهد لبنان معتما، مغما في هذه الايام، فهذا طارىء الى زوال. نحن بعد اهل رجاء لم يخب ابدا في كل مرة سابقة فرض علينا فيها. كنيسة ومجتمعا وكيانا ووطنا، امتحان صيغتنا وايماننا. هذه الارض سوف تظل جميلة مخضلة راسخة واحدة، لمن يقف حياته على المحبة، على العدالة، للحريص ابدا على الا يصاب في روحه المسيحي.ارجو ان يختزن شكري العميق لقداسة الحبر الاعظم، ولغبطة ابينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ونيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وسيادة المطران بولس مطر، على هذا الصليب الذي منحته، والذي اعتبره دعوة لي الى التأمل اكثر فأكثر، والى المزيد من تنقية ايماني المسيحي الماروني بالمزيد من المحبة، متسددة خطاي نحو النور المخلص”
من جهته أبدى البطريرك الراعي فرحه في هذا التكريم وهذا “اللقاء الأخوي” وقال:”يسعدني بإسم صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، وجميع المطارنة أن أهنئ الوزير السابق ميشال اده لنيله الوسام البابوي، شاكرين من كانوا في أساس هذا الطلب، وهما المطران بولس مطر، راعي أبرشية بيروت المارونية وسعادة السفير البابوي غابريللي كاتشيا. وأود القول أن هذه الحركة هي حركة نبوية، ولو طلب من اللبنانيين إبداء رأيهم في الموضوع لكانوا أجمعوا على توقيع طلب منح الوزير إده هذا الوسام”.

أضاف:”أنت تعلم كم يحبك الشعب اللبناني يا معالي الوزير ويقدرك، وأنا أود أن أقول بإسمه “هذا الوسام الذي منح لك، إنما أعطي للشعب اللبناني بكامله أيضا، لقد تمت هذه المناسبة قبل زيارة قداسته الى لبنان للاشارة الى نوعية الشعب اللبناني الذي يريدها قداسته في هذا الوطن وأنتم من هذه النوعية. جميعنا يدرك من هو ميشال اده، وجميعنا يعتبر هذا النهار يوم عيد، فكن على ثقة أن هذا الوسام الذي منحت وعلق على صدرك الليلة، وأنت مستحقه قد تم من خلالك تكريم كل اللبنانيين. ليحميك الرب ويعطيك طول العمر لكي تبقى مشرقا أمام كل اللبنانيين”.

وتابع “جميعنا يفاخر، بما حدث، ويرى أن افضل طريقة لاستقبال قداسة البابا الشهر المقبل هي أنه افتتح هذا المجيء وأعلنه عبر هذا الوسام لشخص ميشال اده، وهذه الصورة الجميلة سوف نعطيها لقداسة البابا”.

وقال:”مجتمعنا كما تعلمون يتراجع بشكل لافت، ومن المؤسف أننا بدأنا نشعر بأن وجهنا يتبدل في لبنان كذلك هويتنا. وما نراه اليوم ليس لبنان ولا شعب لبنان، لا قيمه ولا تقاليده، وأنا أظن أن هذا العمل، عمل نبوي، ومبادرة نبوية من قداسة البابا لتكريم ميشال اده الذي يحتاج لبنان الى الكثير من أمثاله. ونتمنى أن يكون ميشال اده على مستوى هذا الوسام وكذلك نكون نحن على مستوى هذا الوسام، وأن نكون قد أعطينا للكنيسة وللكرسي الرسولي ولقداسة البابا بنديكتوس أجمل صورة عن المجتمع اللبناني. الشكر لك لأنه بتكريمك ترحب بزيارة قداسة البابا وتقول له هذا هو لبنان، ونعاهدك بأننا سوف نعيش هكذا بجمال قلبك وفكرك ومحبتك لكل الناس”.

وختم الراعي شاكرا لكاتشيا حضوره ودعمه لهذا الطلب متمنيا “أن يمنحنا قداسة البابا من خلال زيارته للبنان دفعا جديدا لعيش حقيقتنا اللبنانية المسيحية على طريقة ميشال اده”، لافتا الى “أن الكاتب الروسي الشهير دوستويوفسكي قال:”وحده الجمال يخلص العالم” وميشال اده من هذه الجمالات التي تخلص العالم.
وكان البطريرك الراعي التقى بعد ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي مستشار رئيس مجلس الوزراء السابق سعد الحريري الدكتور داوود الصايغ، الذي نقل لصاحب الغبطة تحيات الحريري التي سبقها اتصالات تمت بين الطرفين قبل وبعد زيارة غبطته الراعوية لمنطقة عكار.

وأشار الصايغ الى انه “لمس من غبطته جوا من الإرتياح حيال هذه الزيارة التي تم في خلالها التأكيد على صلابة العيش المشترك والوحدة الوطنية التي تجلت من خلال الإستقبالات العفوية لمختلف المناطق والطوائف بما يؤكد من جهة، ثوابت بكركي في هذا الإتجاه ومن جهة ثانية الثوابت اللبنانية العائدة الى تمتين هذه الوحدة وبخاصة في هذه الظروف التي يشهد فيها البلد توترات أمنية متنقلة هي محط استنكار الجميع ومحط استنكار صاحب الغبطة والرئيس سعد الحريري”.

وتابع “كما تداولنا في الشأن الإقليمي العام وانعكاسات الوضع السوري على لبنان. وكذلك في الوضع الداخلي المعيشي والوضع السياسي وضرورة التوصل الى اتفاق حول قانون الإنتخابات بأسرع وقت. و تطرقنا الى موضوع زيارة البابا والأقليات في العالم العربي الذي هو موضوع الإرشاد الرسولي. وبالنسبة لوضع مسيحيي لبنان توافقنا على انه لا يجب ان يصنف بين الأقلية لأن الأقلية هي ذهنية اكثر مما هي واقع.”

وختم الصايغ مؤكدا “ان زيارة غبطته الى عكار كانت ناجحة بكل المقاييس وتمت في جو امني ممتاز بعد ما سبقها من تهديدات. وبالنسبة للأصداء الشعبية فإن ما شاهده المواطنون كان خير دليل على مدى نجاح الزيارة والحفاوة من قبل كل الطوائف والإفطار الذي اقامه تيار المستقبل على شرف غبطته في عكار كل ذلك ادى الى تمتين الوحدة الوطنية والدور الذي تقوم به بكركي كمرجعية لهذه الثوابت الوطنية”.

وتمنى الصايغ ان “تنتقل هذه الزيارات الى مناطق عدة خدمة لتمتين الوحدة بين اللبنانين ولدور بكركي وبخاصة اليوم في هذا الجو من القلق العام.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى