الأخبار اللبنانية

الشيعي الحرّ : لموقف شيعي واضح بدعمه للشعب السوري ورفضه للهيمنة الفارسية

وجّه رئيس التيّار الشيعي الحرّ الشيخ محمد الحاج حسن رسالة خصّ بها ابناء الطائفة الشيعية في لبنان والمنطقة حضّهم فيها على أهمية انخراطهم في مشروع الدولة التي يعيشون بها ومساهمتهم في بناء المؤسسات ، محذرا” من الغرق في أتون المشاريع الخاصة المرتهنة للنظام الإيراني ، وقال :
في هذه الأيام التي نستقبل فيها شهر رمضان المبارك ، شهر الخير والتوبة والرحمة والمغفرة ، شهر ينبغي أن ننسجم مع قيمنا وأخلاقنا وإنسانيتنا ، شهر ندافع فيه عن الكرامات والأعراض ، شهر نحاسب فيه أنفسنا ونختلي مع ذاتنا لنرى أيّ طريق نسلك ؟ أنسلك طريق العدالة والحق وإنصاف المظلوم أم طريق مناصرة الظالم والمستبّد والباطل ؟ .
يا ابناء الطائفة الشيعية ، أنتم عنوان للكرامة والشهامة ، وتاريخنا يشهد بأننا ننتصر للمظلوم حتى يأخذ حقه من الظالم ، ونحن اسلمنا وجهنا للّذي فطر السموات والأرض لا نعبده إلاّ إياه ، ولا نقبل أن نكون أصحاب رسالة تطرف أو عنف أو خروج عن القانون ، فقولوا كلمة الحق ولو أزعجت الكثيرين ، وها هو شبح الفتنة يطل علينا مهددا” وحدتنا الوطنية والعربية والإسلامية ، فعليكم أن تتصدوا للفتنة من خلال مواقفكم الشجاعة والنبيلة الرافضة للتطرف والإقتتال والعنف ، ليس لدينا أعداء في وطننا وعدونا هو من يغتصب أرضنا ويعتدي على شعبنا ، والخصومة السياسية لا ينبغي أن تؤدي إلى العدائية القاتلة .
يا ابناء طائفتي الكريمة ، ألا وقد قالت شعوب المنطقة كلمتها ، وانطلقت في مسيرة التغيير نحو الديمقراطية والحرية ، فما علينا سوى أن نكون إلى جانب هذه الشعوب ، ولا يجوز أن نكون إلى جانب الحكام الظالمين والطغاة المجرمين ، ونحن تاريخيا” كنا وسنبقى طلاب حرية وديمقراطية ولا نقبل بالنزعات الفوقية ولا بالإستكبار الّذي يفرض على قرارنا المخطوف .
إنّنا اليوم مطالبون بمواقف واضحة وجلية تخرجنا من أزمة الإرتهان ، حيال ما يجري في المنطقة ، فالشعب السوري الشقيق هو شعب يستحق الحياة بكرامة وعزّة ، ولا يجوز أن نكون إلى جانب الديكتاتور الظالم والوحشية القمعية ، فالنظام السوري المجرم قتل البرياء ومارس ابشع صور التعذيب والتنكيل والإعتقال ، وهذا لا يمنع جراتنا من رفض التطرف والإرهاب وإدانة الممارسات العنفية لبعض المجموعات المسلحة ، ولكن وأمام هذا المشهد الدموي  الفظيع في سوريا ، نعرب عن تمنياتنا ودعواتنا للشعب السوري بالإنتصار ووقف نزيف الدم ، والحفاظ على الوحدة السورية وسوريا ستبقى موحدة بسواعد بنيها وحكمة العقلاء فيها .
لقد هيمنوا على قرار الطائفة الشيعية في لبنان ، وخطفوا موقفها الّذي لطالما تمايز بالوطنية والمحبة والسلام والعنفوان ، وجعلونا رهينة المشروع الإيراني ووقودا” لمصالحه في المنطقة ، ونحن نرفض هذا الأسلوب لأننا أحرار نتمسك بعروبتنا ووطنيتنا .
وآن الأوان لتعلوا صرخاتنا المنددة بهذا الخطف القسري لقرار الطائفة ، داعين الجميع إلى عدم الإستمرار بهذه السياسة الحمقاء التي لم تعكس علينا سوى التعاسة والألم والسلبيات ، فطردت العائلات من بعض الدول العربية والأفريقية والأوروبية وقضي على مصادر أرزاقهم ، وعزلتنا سياستهم عن محيطنا الداخلي والعربي وبتنا في وضع نحسد عليه ، فنحن نريد العيش في وطن تحمه القوانين والأنظمة الرسمية لا الأحزاب والعصابات والميليشيات .
أحد عشر زائرا” دفعوا ثمن السياسات المتهورة والمواقف المشينة فباتوا ضحية الصراعات السياسية والمواقف الإستفزازية ، وهنا نناشد الخاطفين أن يفرجوا عنهم دون وضع حواجز في طريق حريتهم ، فالشيعة ليسوا كلهم مع سياسة الثنائية الحاكمة ، وليسوا كلهم مع مشروع إيران وطموحاتها في المنطقة ، بل هم يؤيدون الثورة في سوريا ويتمنون الحرية للشعب السوري الشقيق ، ونحن علينا احترام خيارات الشعوب كما احترمناها في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين ، ومن غير الجائز أن تستخدم إيران وغيرها أبناء طائفتنا لتصفية حسابات ضيقة سواء في لبنان أو السعودية أو البحرين ، وجريمة أن يوحى بأن الشيعة في سوريا هم ضد أهلهم وناسهم وخياراتهم الوطنية ، فالشيعة والعلويين وغيرهم كلهم أهل وأخوة ، ولا مصلحة للشيعة في معادات شعبهم ومحيطهم ، وعلى حزب الله وأمل اتخاذ الموقف المشرّف بالوقوف إلى جانب الشعب السوري لا إلى جانب النظام القاتل .
ونقول لأحبتنا في حزب الله وحركة أمل وجماهيرهما أن النائب ميشال عون وتياره الّذين يزايدون اليوم بحب الجيش وهم كاذبون ، هو يريد ابتزازكم لأنه مؤمن بأنه حاجة ضرورية لكم ، فقطع الطرقات وسجن الناس في ظل طقس ملتهب بل سجن فخامة الرئيس في زحمة خانقة تسببتها عصابات الدواليب وحشاشوا الشوارع أمر مدان وغير مقبول ، والتهديدات التي أطلقها نائب البرتقال نبيل نقولا والتي استهدفت المياومين الّذين يريد وزير الغنج والدلع جبران باسيل أن يسرق حقهم ويمتص عرق جبينهم لهي تهديدات باطلة وتافهة ومردودة .
لقد بدأ النظام السوري بالتهاوي ، وعلى زبانيته في لبنان أن يسارعوا إلى فكّ قيودهم وأن يعملوا لمصلحة الوطن أو أن يعتزلوا ويتركوا الشعب يبني مستقبله دون إغراقه في سياسات المقامرة والمغامرة .
تحيّة إلى سواعد الشعب السوري البطل الأبي ، تحية إلى الشهداء الأبرار ، وما النصر إلاّ من عند الله .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى