الأخبار اللبنانية

رفيق نصرالله ل”أهل الرّباط ” : لابدّ للقوى النّاصريّة أن تمتلك ميديا

أكّد الإعلامي رفيق نصرالله أنّ النّهج النّاصري لايزال في ذاكرة كلّ القوميّين والمخلصين العرب رغم الواقع المأزوم الذي يعيشه العالم العربي أمام الهجمة الكبيرة لإعادة ترسيم الشّرق الأوسط ولإعادة تقتقيت المنطقة والتّآمر على المقاومة وضرب حركات التّحرّر وإقامة أنظمة متأسلمة مرتبطة بالمشروع الغربي .
كلام نصرالله جاء خلال مقابلة خاصّة ل”أهل الرّباط ” بمناسبة الذّكرى الستّين لثورة 23 يوليو 1952 .
* ما هو واقع النّهج النّاصري ؟ أين هو النّهج النّاصري اليوم ؟
اليوم يظهر أهميّة الطّرح النّاصري ، أهميّة الطّرح الذي خلفيّته إستنهاض القومي العربي الذي جاءت ثورة جمال عبد النّاصر في 23 تموز لتؤكّد عليها وتمكّنت خلال الخمسينات والستّينات أن ترسخ فعلاً في ذاكرة الإنسان العربي هذا المسار الذي لا بديل عنه فلا الطّرح الدّيني أثبت قدرته على تشكيل طوق النّجاة للأمّة العربيّة – الإسلاميّة ولا الطّرح الماركسي اليساري .
أنا أتمسّك بقوميّتي وبعروبتي وبناصريّتي أكثر من أيّ يوم مضى ، فالنّاصريّة هي الطّرح الذي يفترض أن نواجه بها كلّ شيء.
شعار عبد النّاصر : ” ماأخذ بالقوّ لا يُستردّ بغير القوّة ” هو اليوم السّائد ، لوأنّ المقاومة الفلسطينيّة تطبّق هذا الشّعار كنّا نحن في زمن الإنتفاضة الثّالثة الأخطر والأهمّ التي نزلزل بها إسرائيل
فلو واجه الرئيس بشار الأسد بسوريا المؤامرة بقوّة على أساس أنّ الحسم ضمن هذا الشّعار وضمن الطّرح القومي لما وصلنا إلى سنة وأربعة أشهر .
اشّارع العربي نفسه لوكان يقاتل المشروع الأميركي – الإسرائيلي – التّركي – الغربي لو أنّنا انطلقنا من مفهوم القوميّة ماكنّا لنصل إلى هنا .
* كيف نحيي الفكر القومي العربي والنّهج النّاصري ؟
– نحتاج إلى ذاكرة إلى ميديا ، للابدّ للقوى النّاصريّة أن تمتلك الميديا ، أن تمتلك وسائل الإعلام وهذا ما أبحث عنه ، أن تكون لدينا قنوات تنطق باسم القوميّة العربيّة ، تعيد تشكيل الذّاكرة بالأغنيّة وبالموقف السّياسي وبإعادة الروح لهذه اللّحظة التّاريخيّة التي كانت سائدة في ذلك الوقت .
90% من الميديا السعوديّة الوهابيّة الموجودة كانت لضرب جمال عبد النّاصر ، لضرب النّهج النّاصري بغية تعميم فكر ثقافة الأقليّات والطّرح الدّيني السّلفي المتزمّت المتخلّف الذي نعيشه نحن لأنّ عبد النّاصر كان هو يواجه كلّ هذا المشروع .
* ماذا عن دور الإعلام بثورة 23 يوليو ؟
عبد النّاصر نجح بالميديا بالإذاعة والصّحف والأهرام والجمهوريّة ، بإذاعة القاهرو ةوصوت العرب ، بالكتاب ، بجامعة بيروت العربيّة ، ببعثات الأزهر هكذا خرجت القوميّة العربيّة ولكن للأسف فإنّ الإعلام المسعود مسيطر على السّماء العربيّة يطرح قنوات ” هشّك بشّك ” أو قنوات إخباريّة مشبوهة أو قنوات دينيّة مذهبيّة طائفيّة فهناك 187 محطّة مذهبيّة طائفيّة .

الإعلام السّعودي قدّم عبد النّاصر بصورة مشوّهة على أنّه إنسان مهزوم لكنّ الواقع أنّ عبد النّاصر أمّم قناة السّويس ، بنى السدّ العالي ، انتصر 1956 ، وهو وراء ثورة اليمن وتحرير الجزائر .
يقولون عبد النّاصر انهزم ولا يقولون من كان مع إسرائيل يوم هُزم عبد النّاصر .

* في ظلّ غياب الإعلام المرئي والمسموع وتعتيمه على فكر عبد الناصر ، تظهر الشبكات والمواقع الإخبارية الإلكترونية الناصريّة ، فهل الإعلام الإلكتروني كفيل بنشر وتعميم الفكر النّاصري ؟
– الشّبكات الإخباريّة ممكن أن تعطي جزء من الدّور ، لكن الميديا الكاملة هي الشّاشة لا بدّ أن يكون على مجموعة كاملة من الأقمار الصّناعيّة عربسات والنّايل سات عليك أن تدعميها بالأغاني الوطنيّة ، بالأخبار والبرامج السياسيّة وعلينا إستعادة الذّاكرة وتثبيتها أخذونا بالميديا علينا أن نردّ بالميديا .

* العالم اليوم يتوجه نحو التّكامل والوحدة والكيانات الكبيرة، لماذا يسير العرب في اتجاه التفرق والتشرذم ؟

– من الاساس ممنوع على العرب أن يتوحّدوا ، ففي جذور بعض العرب تبيّن أنّه بالخلايا النّائمة لبعض الجسد العربي خلايا إسرائيليّة نائمة تحت الجلد ، نهضت فما يجري في سوريا ما هو إلاّ أنّ البعض بخلاياه يحبّ إسرائيل ، فما معنى أن يرفع علم إسرائيل بحمص ؟ وما معنى أن يقبّل اللاّجئون السّوريون في الأردن  للإسرائيليّين ؟
في عالمنا العربي المنبطحين التصهينين حتى رجال الدّين المتأسلمين الذين هم داخلين بالدّين مع الإسرائيلي هؤلاء هم إسرائيلييّن لذلك لا بدّ من العودة للطّرح القومي العربي لأنّهخارج قيد الطائفيّة والمذهبيّة والقبليّة والعشائريّة التي نجح الإستعمار في تكريسها .
أنا لست مع من يقول الأميركان انهزموا بالعراق فالأميركان انتصروا بالعراق وبالعالم العربي ، نجحوا باغتيال ذاكرتنا
يعيش العالم العربي فورات وثورات ونحن في ظلّ الواقع العربي السيء بأمسّ الحاجة إلى القائد جمال عبد النّاصر فماذا  لو كان عبد النّاصر موجوداً  ما الذي كان قد  تغيّر ؟
– لوعبد الناصر موجوداً ما كنت رأيتي هؤلاء الأقزام االيوم ، عبد النّاصر ظلّ هرم وقمّة كبيرة حتّى لحظة وفاته حتّى لحظة تمدّده على الفراش تمدّد كهرم ولم يتمدّد كالجلابيط الذين يموتون الآن ، يموتون وكأنّهم فطيس لا أحد يشعر بهم ، لو كان عبد الناصر موجوداً لما كانت سوريا تُهدّد بهذه الطّريقة التي تهدد بها اليوم ، لو كان موجوداً لما كان هناك 10 ملايين جائع في اليمن .
– ثورة 23 يوليو هي الثّورة الحقيقيّة ، هؤلاء المتأسلمين الصّهاينة الجدد جاؤا للانتقام من جمال عبد النّاصر ومن الروح القوميّة وهؤلاء خرجوا من الصراع العربي الإسرائيلي إلى مكان آخر .
* ماهي المخاطر التي تهدد  القوميّة العربيّة ؟
طرح الفكر الدّيني المتزمّت الضيّق على مستوى القبائل ، على مستوى العشائر ، على مستوى الحالة المذهبيّة ، على مستوى الحالة العرقيّة ، على مستوى تعميم ثقافة الأقليّات ، لكن هي بجذورها وبذورها أقوى من كلّ المخاطر التي تمرّ بهالذلك يفترض اليوم أن نستنهض القوميّة العربيّة ونضعها في إطار متطوّر منفتح مختلف عمّا كانت عليه .
لابدّ من الإنفتاح على ثقافات جديدة في هذا العالم ، العالم تغيّر من الإتّحاد السّوفياتي – أميركا إلى منظومة معولمة وعلينا أن نكون جزء من هذه المنظومة ، جزء من هذا التطور ونستطيع بالإقتصاد والإجتماع والسّياسة أن نضع طروحات جديدة لنستعيد بها الشّارع العربي .

كيف يمكن إصلاح الخلل وتشكيل فكر قومي لوجه إنساني ووعاء للثقافة والحضارة العربية والإسلامية ؟

الشّعوب العربيّة تقاتل لكن المطلوب تحديد منهج ومسار وهذا يحتاج إلى طرح مختلف عن البيانات التي يتمّ طرحها في الصّحافة ، نحتاج إلى ميديا .
أجرت المقابلة خلود الرمح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى