الأخبار اللبنانية

سلام محاضرا في القلمون

 

نظم تيار المستقبل في الشمال محاضرة للاعلامي والمحلل السياسي محمد سلام وذلك في مركز تيار المستقبل

في منطقة القلمون بحضور النواب : سمير الجسر، مصطفى علوش وبدر ونوس ، منسق عام تيار المستقبل في الشمال عبد الغني كبارة ، مسؤول دائرة طرابلس في  تيار المستقبل ناصر عدرة ، رئيس بلدية القلمون طلال دنكر وحشد كبير من أهالي المنطقة .
بداية النشيد الوطني اللبناني فدقيقة صمت عن روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري قكلمة ترحيبية من كبارة الذي أمل خلالها أن تكون قاعة المحاضرات التابعة لمركز تيار المستقبل في القلمون في خدمة أهل هذه المدينة الطيبة ، وفي خدمة الثقافة والعلم والانماء والاعمار لهذه البلدة ولكل الشمال  ان هذا المركز هو فعلاً ان لم نقل من أهم المراكز، فهو المركز الأهم لتيار المستقبل في الشمال على الاطلاق .
تلتها كلمة لعريف الاحتفال رئيس نادي ” القلمون الثقافي ”  الدكتور حسن الأبيض الذي أكد” على  أن الاعلامي سلام هو مراسل حربي يعكس الواقع بكلمات ، يتلمس الحقيقة بعقل ، تاريخه المهني يتحدث عنه ، لبناني من بيروت مارس الصحافة منذ العام 1970 ، مراسل حربي للعديد من وكالات الأنباء الدولية ، يحمل الاجازة في الاعلام ودبلوم مراسل حربي من المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن . اضافة الى دبلوم في هندسة المساحة ، غطى حروب الشرق الأوسط  وحروب لبنان الأهلية والاجتياحات الاسرائيلية ، تولى مؤخراً ادارة التثقيف السياسي في تيار المستقبل بقرار من الشيخ سعد الدين الحريري .”
بداية نقل الاعلامي سلام شوق النائب الحريري لأهالي القلمون ، ولأبناء الشمال الذين تصدوا لاجتياح 7 أيار بصدورهم ، عرفاناً بالجميل من أهالي بيروت .
وقال :” حينما أشار النائب محمد كبارة الى أن طرابلس هي عاصمة ” السنة ” توالت الآراء المنددة، ونحن نقول بأن الشمال هو عاصمة السنة في لبنان . أردت بصدق أن أتعاطى في التاسع من أيار مع ما حصل في السابع من أيار قبل عام ، لأصف منه حالة نعيشها ، ولنستقرئ معاً مسارنا ، ونتبصر في أمورنا ونتدارس في كيفية تقرير مصيرنا . بعد يومين من الذكرى السوداء التي لا أريد أن أؤرخ لها ، بيد أنني سأسترجع معكم ما غاص في الوجدان من تفاصيل ومخططات نفذها اليهود في القرن التاسع عشر للتوجه الى فلسطين واقامة دولتهم على أرضها ، وأحاول أن أقارن معكم بالبرهان مخططات امبراطورية فارس الجديدة التي تحاول أن تقيم على أرض العرب بلاد الفرس الجديدة . قبل أن أبدأ أريد أن أذكر أنه في العام الرابع عشر هجري قرر الفرس مهاجمة العرب المسلمون وكان زمن الخليفة عمر بن الخطاب ، حيث كلف الفرس ” رستماً ”  بقيادة جيشهم وكلف عمر “سعداً ”  لقيادة جيشهم  فسبحان الله في القادسية هزم سعد رستماً ، وفي لبنان سيهزم سعد انشاءالله كل مخططاتهم . سأحاول أن أضيء على محطات مفصلية من تلك المخططات الصهيونية ، لأربطها بمثيلاتها من مفاصل المؤامرة الفارسية الجديدة ، في ما يصل الى شبه تكامل وتكرار للمؤامرة نفسها ، التي فشل العثمانيون وفشل العرب من بعدهم في التصدي لحلقتها الأولى ، ولا نرى حتى الآن تصدياً عربياً حقيقياً لتكرارها الفارسي . ولعله كان لهذا الفشل عنوانين اخترق منه الصهاينة أرض المسلمين وأرض العرب : العنوان الأول هو التسامح والعنوان الثاني هو الفساد.”
وأضاف:”  اعتنق العثمانيون مبدأ التسامح مع المهاجرين اليهود ، واعتنقت ادارتهم الفساد الذي نعيشه اليوم فاخترق الصهاينة . في التجربة الصهيونية تعمد دهاة الحركة اغتيال القيصر الروسي ألكسندر في العام 1881 ، وبشكل فاضح يدينهم من دون اجتهاد في الدفاع عن جريمتهم ، كي يقودوا روسيا القيصرية الى طرد آلاف اليهود ، ما مهد الطريق لسوقهم الى الدولة العثمانية . أخطأ العثمانيون في اعتناق مبدأ التسامح مع المهاجرين اليهود ، فسمحوا باقامتهم في ازمير وسلانيك واسطنبول ، حيث سيطروا على قطاع الأعمال بدعم مادي مباشر من الجمعيات الصهيونية في العالم . هنا نشهد التماثل الأول للمخططين الصهيوني والفارسي . ثروة امبراطورية فارس الجديدة ، التي يجوع شعبها ويتظاهر احتجاجاً على نقص المحروقات ويشرد نتيجة الزلازل التي ضربت مدنه التي لم تعمرها دولته ، ترصد هذه الثروة لعملائه في قطاع الأعمال التابع لحزب السلاح ، هذا القطاع الذي يزدهر في بيروت وصيدا وطرابلس بأسماء تجارية لا تكشف هويات أصحابها في محاولة لتجريد الوطنيين من مواردهم ، وتكوين رأسمال محلي يغذي اعتداءاتهم . يهود الدونمة الذين اخترقوا الدولة العثمانية ، أمروا من قبل قياداتهم باعتناق الاسلام ، واتخاذ أسماء اسلامية لتسهيل اختراقهم للمجتمع العثماني المسلم . أقام يهود الدونمة تجمعات سكنية خاصة بهم بعد اكتسابهم الأسماء الاسلامية ، ويذكر المؤرخ الدكتور أحمد نوري النعيمي في كتابه الدولة العثمانية واليهود أنهم كانوا يعيشون في بيوت متلاصقة ، يسهل التنقل في ما بينها ، وكانوا مقسمين الى فرق ثلاث يتولى رئاسة كل فرقة منها سليل عائلة مما سمي ” النسل الشريف ” . وكانوا يؤدون الصلاة الاسلامية شكلاً وراء امام عرف باسم ” يبطن ” .
لن أعلق على قادة ” النسل الشريف ” ولا على أئمة ” يبطن  الذين قادوا الصهاينة في رحلتهم الأولى من روسيا الى استقرارهم في الدولة العثمانية ، وهي حقبة ما قبل اختراق فلسطين . بل سأترك لعقولكم النيرة مهمة المقارنة هذه ، وأنا واثق تماماً أنه ليس بينكم من لم يتلمس التشابه بين مؤامرة الماضي الصهيونية ، ومؤامرة الحاضر الفارسية . بل ليس بينكم من لا يستطيع تلمس التطور في الانتماء الى الشرف . عند الصهاينة الأول كان الشرف نخبوياً ، أي أن القادة فقط كانوا من النسل الشريف ، الفرس جردوا الشرف من نخبويته ، وأصبح العامة ” أشرف الناس ” هذا فعلاً تطور ، ولكن في التآمر . بعد استقرارهم في الدولة العثمانية واختراقهم لدورتها الاقتصادية واداراتها ، بدأ الصهاينة يعدون للمرحلة الثانية من مؤامرتهم ، وهي مرحلة الانتقال الى أرض فلسطين . لن أدخل هنا في الأساطير التلمودية أو غيرها ، فقد أشبعت درساً . ولن أدخل هنا في سرد تاريخ موجهات التهجير اليهودي من أوروبا فقد كثر البحث فيها . سأحاول الولوج الى الشق الميداني من المخطط ، أي الى ادارة الانتقال البشري الصهيوني الى فلسطين ، كيف تم ؟؟
الدولة العثمانية وعلى الرغم من أوهنها ، فرضت قيوداً على حركة اليهود باتجاه فلسطين . منعت دخولهم اليها الا للزيارة الدينية ولمدة محددة ، وحظرت امتلاكهم العقاري بالكامل ، فماذا فعل الصهاينة ؟
أسسوا شركات عقارية أصحابها من المتأسملين شكلاً ، تولت هذه الشركات شراء العقارات في فلسطين بتمويل من الحركة الصهيونية . وحقبة الاستملاك هذه سابقة لمرحلة البناء ، بمعنى أنهم اشتروا العقارات وناموا عليها . أيضاَ لن اعلق هنا على ما نعرفه جميعاً من حركات الاستملاك المشبوهة التي حذرت منها الكنائس المسيحية ، وحذرت  منها المرجعيات الدرزية الزمنية والروحية ، وحذرت منها دار الفتوى ، ويحذر منها المجتمع بكل أطيافه في لبنان ، وما زالت مستمرة .
ما أريد ان أقوله وبوضوح ، أن الدولة العثمانية فشلت في مواجهة حركة التملك هذه في فلسطين لأنها كانت قد فشلت أساساً في مواجهة مؤامرة أسلمة الصهاينة ، اذاً التسامح مع العدو خطأ . “
وتابع:” ما أريد أن اقوله أيضاً في ما يتعلق بالواقع الذي نعيشه هو أن ما من دولة في العالم تستطيع مواجهة حرب الاستملاكات ، خصوصاً اذا كان من يشنها عميل داخلي ، لأن القوانين لا تسمح باجراءات تمييز عنصري تسمح لهذا المواطن وتحظر على ذاك . مؤامرة الاستملاكات هذه لا يواجهها الا المجتمع ، بوعيه وبتماسكه وبارادته ، بل بتخليه عن سذاجته ، بارتقائه عن ثقافة عبادة الرقم التي تفتك بمجتمعاتنا ، ولا سيما المجتمعات المدنية . هل تعلمون أن 70 % من أسواق صيدا لم تعد ملكاً لأهل صيدا ؟ هل تعلمون أن 70 % من مجمل عقارات بيروت لا أسواقها فقط لم تعد ملكاً لأهل بيروت ؟ هل تعلمون أن عقارات تباع في البحصاص منذ عشرين سنة ؟ هل تعلمون أن قرى جديدة قد أقيمت ما بين جزين والبقاع . قرى لم تكن موجودة ؟ هل تعلمون أن حقول جزين لم تعد ملكاً لأهل جزين ، ليس في السجل العقاري ، بل بالأمر الواقع ؟ هل تعلمون أن جزءاً كبيراً من أملاك آل سكاف في البقاع حلفاء 8 آذار لم تعد ملكاً لآل سكاف ، ولا لمن انتمى الى دينهم أواتبع مذهبهم ؟
أما كيف تسربت الموجات البشرية الصهيونية الى فلسطين ؟
يذكر الدكتور النعيمي وفي الصفحة 91 تحديداً من كتابه ، أن والي بيروت ومدير البوليس ، وقائد المنطقة الساحلية في لبنان هم أبرز بوابات التسرب الى فلسطين ، كان هؤلاء الثلاثة يمنحون أذونات الدخول الى فلسطين لقاء رشوة حددت بثلاث ليرات عن الفرد ، أي ليرة لكل مرتش .
هكذا دخلوا ، أما كيف بقوا في فلسطين كون دخولهم كان مشروطاً بالزيارة فقط وبوجود عنوان دائم لهم خارج فلسطين كي يعودوا اليه ؟
دائرة الهجرة في ميناء يافا ، أي الأمن العام في ميناء يافا ، كان يعد بياناً شهرياً للادارة العثمانية يدرج ضمنه أسماء اليهود الذين دخلوا الى فلسطين ، مصرحاً أنهم غادروا فيما هم في فلسطين . لن اقارن بين مؤامرة الماضي ، ومؤامرة الحاضر . بل أريد ان أسأل فقط ، والسؤال غير محرم في كل الشرائع : أي دائرة أدخلت الى بيروت في السابع من أيار الماضي قرابة 300 مقاتل ايراني هبطت طائرتهم في مطار رفيق الحريري شاهدها من يبصر ، وسمع هديرها حتى الضرير كونها الوحيدة التي سمح لها بالهبوط يوم اجتياح بيروت . وأي دائرة عادت وأخرجت هؤلاء الذين دخلوا ، وهل خرجوا فعلاً أم أنهم ما زالوا في أحد المربعات الأمنية الكثيرة التابعة للواء الحرس الثوري الفارسي كما بقي اليهود في فلسطين ؟
أما الحلقة الأخيرة من الاستيطان الصهيوني في فلسطين وهي الأخطر فقد نفذته أيضاً الشركات العقارية التي شيدت المستوطنات الأولى وتعمدت بيع مساكنها لليهود فقط ، وللفلسطينيين العرب عبر اعتماد مبدأ تحديد البيع بالفضة ، التي كانت أسعارها خيالية في الواقع ، فيما كانت المساكن توهب مجاناً للمستوطن اليهودي . أستطيع الآن أن أدلكم على الكثير من المستوطنات الفارسية التي شيدت في السعديات ، وبرجا ، ووداي الزينة على سبيل المثال لا الحصر ، من قبل شركات عقارية تابعة لعملاء فارس ، وأتحدى أي شخص منكم أن يشتري شقة في احداها حتى ولو تعمد دفع الثمن الخيالي المطلوب ، علماً أنها توهب مجاناً أو بشبه المجان للمستوطنين الجدد . هناك مستوطنة واحدة وهي السعديات كان قد أمن لها سكن حينما اكتشفت كاميرا المراقبة في مدرج مطار بيروت الغربي ، لأنه في السعديات هناك نقطة التفاف الطائرة بقوة محركاتها القصوى بعد الاقلاع من مطار بيروت حيث كان يخطط لضرب طائرة الشيخ سعد الحريري حماه الله بصاروخ أرض جو ولم ينجحوا ولن ينجحوا .
وبعد انشاء شبكة المستوطنات القلاعية ، نسبة الى مواقعها الاستراتيجية في فلسطين انتقل الصهاينة الى الفصل الأخير من التنفيذ ، وهو الاحتلال الفعلي لأرض فلسطين . أسسوا شبكة المجتمع المقاتل  أي زودوا جميع المستوطنين بالسلاح وأمنوا لهم التدريب ، استعداداً للانقضاض . وألزموا مجتمعهم ببرنامج للرياضة البدنية ، وطفحت بيوتهم ومزارعهم ومدارسهم بالأسلحة حتى أنك لم تكن تشاهد فلاحاً يحرث أرضاً من دون أن يكون مسلحاً . ألا يشبه هذا الوضع الاستراتيجية الدفاعية التي أعدها الجنرال عون ؟؟!! السؤال الأهم هو هل يعي عون حقيقة ما يروج له أم أنه يروج فقط .. بغباء ؟؟
أما عملية ضبط وادارة المجتمع الصهيوني المسلح فاقتضت تكوين جهاز خاص فعمدوا الى تأسيس شبكة بريد خاصة بهم للمحافظة على سرية مراسلاتهم وحركة أوامرهم . نعم وأنشأوا شبكة بريد خاصة بهم شكلت المرحلة الأولى قبل انتقالهم الى عملية الانقضاض العسكري على الشعب الفلسطيني للاستيلاء على فلسطين .  وهذه الشبكة هي التي تولت ربط أوامر عصابات شتيرن والهاغانا التي احتلت فلسطين . الآن نفهم لماذا اعتبر حزب السلاح أن شبكة اتصالاته هي سلاح ، ولماذا أصدر السيد حسن نصرالله في السابع من أيار العام 2008 قراره الشهير ” السلاح دفاعاً عن السلاح ” فاحتل أرض بيروت وهزم في الجبل والبقاع والشمال  .  هذه خلاصتي أضعها بتصرف الداعين الى الانفتاح على السلاح ، والشركات العقارية ، وشبكات الاتصالات ومنظمي المؤامرات هذه خلاصتي أضعها أمامكم كي نسأل معاً كيف نواجه المؤامرة الثانية في قرن لاحتلال عالمنا العربي الاسلامي ، نحن مع مشروع الدولة ، اذاً علينا أن ندعم الدولة ، وكي ندعمها علينا أن نمر بواجب أساسي هو حزب الله ، بواجب أساسي ” من ينتخب ومن ينتصر في لبنان يحكم البلد ” أقولها  سلفاً لن نشارك مع أحد لا بحصة ولا بنظام ، اذا فزنا باذن الله نحكم وان لم يكن ذلك فسنعارض ، الهزيمة ممنوعة والخروقات ممنوعة ، سمعت أحدهم يقول ” طرابلس لا تنتخب كتائبياً ” وهذا الأمر غير صحيح بعدما انتخبت الضنية ستريدا جعجع وطريق الجديدة كانت ستنتخب صولانج جميل  في العام 2005 ، الكتائب قاتلناهم وقاتلونا بيد أن البندقية كانت في يدهم ويدنا . كل مرشحي تيار المستقبل و14 آذار في كل دوائر لبنان لهم اسم واحد ” سعد الحريري ” مع احترامي للجميع . علينا جميعاً الالتزام ” بزي ما هي ” لنجاح مشروعنا ، من خاننا ليس منا ، لأنها انتخابات وجود والهرطقة ليست مسموحة . طرابلس ستنتخب ” للبنان أولاً ” وستعطي الدرس للجميع . “

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى