المقالات

الى متى تبقى الفيحاء رهينة مجموعات مسلحة تروِّع الآمنين ؟؟ وكيف تستعيد هيئات المجتمع المدني دورها الريادي في طرابلس ؟؟ بقلم المحامي مصطفى عجــم

عقدت خلال  الآونة الاخيرة عدة  لقاآت في طرابلس  بناءً لدعوة هيئات المجتمع المدني ونقابات المهن الحرة والبلديات لمناقشة اسباب تجدد الاشتباكات المسلحة وما رافقها من احداث اليمة  جرت اواسط الشهر الماضي والتي لازلنا نتخوف من تكرارها … ناقشت هذه اللقاآت بكل موضوعية ورصانة الاسباب الحقيقية لهذا الجرح النازف على امتداد السنوات الثلاثين  الماضية في منطقتي التبانة والقبة ومحيطهما ، والوسائل الكفيلة لوضع حد نهائي له…وأجمع الملتقون على رؤية واحدة للحل…ففي اللقاء الاخير الذي انعقد  بالرابطة الثقافية تحت عنــوان “حماية الاستقرار والسلم الاهلي ”  اكد  المجتمعون على ان الفقر والظلم والجهل والحرمان الذي يلفُّ بعض احياء طرابلس ،يشكل البيئة الحاضنة للتمرد والتطرف وحمل السلاح ويُسهل انجرار مجموعات  من البائسين  المحرومين من ابسط مقومات العيش الكريم… ليكونوا مطية ووقوداً لاحداث مؤلمة لاتاتلف وتاريخ طرابلس ودورها النضالي …كما أكِّدوا على ان توفير الامن والامان الاجتماعي  والانماء والعدل الوطني هو العلاج الحقيقي لهذا الواقع المأزوم…
لكل ذلـــــــــك…ومن اجل تحرير  طرابلس ” الرهينة ” من الاقتتــال العبثي المتــكرر بين حملة السلاح ” المأجور” كرمى  لمنازلات اقليمية ولمصالح فئوية ضيقة… يتضرر منها السواد الاعظم من الاهالي…
– نرى ان على اركان الدولة اللبنانية واجبات يجب ان تسرع بالقيام بها وتتمثل بما يلي:
•    الدعوة للقاء مصارحة ومصالحة حقيقية بين الفعاليات العائلية والشعبية في التبانة والقبة وجبل محسن ترعاه الدولة ويباركه ويدعمه جميع الاطراف السياسية في المدينة وينبثق عنه ” لجنة مساعي حميدة ” لتثبيت الوئام والسلم الاهلي في هذه المناطق… كما يقر اللقاء  “ميثاق شرف ” يعتمد لغة الحوار وسيلة وحيدة لحل الخلافات… ويؤكد ان مهمة الحفاظ على امن واستقرار الاهالي هناك هي بعهدة ومسؤولية الجيش اللبناني والاجهزة الامنية الرسمية وان القتال المشرف الوحيد هو بمواجهة العدو الاسرائيلي الغاصب لارضنا ومقدّساتنا … اما الاقتتال بين اللبنانيين فهو جريمة ، دفعنا في الماضي ، وندفع اليوم  جميعا ثمنها من دمنا وارواحنا واموالنا .
•    البدء بوضع الخطط الانمائية الحكومية المقررة ، في مؤتمرات سابقة واهمها ما عقد في القصر الحكومي عامي 2002و2008، لمدينة طرابلس عموما ومنطقة التبانة خصوصا موضع التنفيذ … وصولا لوضع حل نهائي لمشاكل الفقر والعوز والبطالة والتسرب المدرسي والامراض الاجتماعية المتفشية ومنها ظاهرة تعاطي المخدرات.

–    كما نرى ان على مؤسسات وهيئات المجتمع المدني في طرابلس وبلدياتها ونقابات المهن الحرة وكل الشخصيات والفعاليات الشعبية المؤثرة فيها  ان يتنادوا  لــ:
•    عقد لقـــاء عام موسع ووضع رؤية مستقبلية لدور المدينة الوطني والانمائي يتماهى مع كونها العاصمة الثانية للبنان وترفعُ  لرؤساء البلاد وللوزارء المعنيين ولنواب المدينة.
•     تشكيل “المؤتمر الدائم لتنسيق العمل المدني” ليُعَبّر بامانة واخلاص عن اماني وآمال المجتمع الطرابلسي وتطلعاته كما يسعى لتنسيق الجهود واقامة الفعاليات المتنوعة التي تظهر الوجه الايماني الحضاري والوطني العربي الجامع للمدينة… وتساعد في تحريك عجلة النمو الاقتصادي فيها وتسقط الى غير رجعة استغلال الظالمين والمتاجرين بمستقبل البلاد والعباد للفقر والعوز والذلة والمسكنة التي تلفّ اطراف طرابلس .

وفي هذا المجال نقترح ان يضم “المؤتمر الدائم ” الشخصيات والفعاليات والهيئات التالية:

–    النواب السابقين وممثلوا التنظيمات السياسية والمرشحين السابقين للندوة النيابية.
–    رؤساء بلديات طرابلس والميناء والبداوي والقلمون.
–    رؤساء بلديات مدن الفيحاء السابقين.
–    ممثلوا غرفة التجارة والصناعة وجمعية التجار.
–    ممثلوا نقابات المهن الحرة والنقباء السابقين فيها ( المحامين والاطباء والمهندسين واطباء الاسنان والصيادلة…)
–    ممثلوا رابطة التعليم الاساسي والثانوي ونقابة المعلمين في المدارس الخاصة ورابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية.
–    ممثلوا اتحادات نقابات العمال وارباب العمل.
–    اعضاء مجالس بلديات الفيحاء الحاليين والسابقين .
–    رؤساء جمعيات وهيئات المجتمع المدني (الخيرية والتربوية والاجتماعية والصحية والنسائية والكشفية والرياضية…).
–    رئيس رابطة المختارين ولمن يرغب من المخاتير.
–    ممثلوا وسائل الاعلام المحلية والوطنية.
وللمتساءل عن الحكمة من العدد الكبير المقترح لتشكيل هذا الاطار… نقول:
اولا :ان في طرابلس تجربتين مماثلتين قامتا بدورهما بنجاح في الماضي…عنيت “التجمع الوطني للعمل الاجتماعي” الذي انشيء عام 1976وضم حوالي 50 جمعية وهيئة نقابية ثم كانت عام 1982 “هيئة التنسيق الشمالية” التي ضمت ايضا عشرات  الشخصيات والقوى والفعاليات… فلما لاتكون الثالثة  ثابته وتتمثل بـانشاء “المؤتمر الدائم لتنسيق العمل المدني” كما هو مبين اعلاه …
ثانيا : لابد من تصحيح صورة المدينة للقاصي والداني واظهارها على حقيقتها دون زيادة او نقصان فطرابلس التي أصبحت تضم في جنباتها حوالي نصف مليون نسمة … بممثليها ورؤساء بلدياتها ونقباء المهن الحرة ورجال العلم والفكر والاقتصاد فيها وتربوييها ونقابييها ومخاتيرها  ورؤساء جمعياتها واعلامييها… لايمكن لفئة ، من ابنائها ، قلّت اوكَثرت ان تحتكر تمثيلها او تتدعي النطق باسمها… حتى لو تواطئت معها وسهلت لها بعض الفضائيات ذلك الامر… فطرابلس باقية باذن الله لكل ابناءها واطيافها وطوائفها …هكذا كانت عبر التاريخ … واحدة موحدة تعمل لاحقاق الحق وازهاق الباطل ونصرة المظلوم…ومد يد العون والمساعدة لكل محتاج…وستبقى كذلك لانها شجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء…وان غدا لناظره قريب…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى