الأخبار اللبنانية

الجسر في حديث الى مجلة الصياد

أكد النائب سمير الجسر في حديث الى مجلة “الصياد” ان قوى ١٤ آذار على استعداد لفتح صفحة جديدة مع سوريا

على اساس الثوابت الاساسية وعلى رأسها الندية في العلاقة، معتبرا ان المؤشرات التي تبديها سوريا تشير الى انها غيرت من اسلوب تعاملها مع لبنان، وانها قد تكون اصبحت مستعدة لعلاقات ندية. واكد ان النائب وليد جنبلاط لا يزال ضمن فريق ١٤ آذار، وان التعاطي معه يجري على هذا الاساس ما دام لم يعلن انه خرج من هذا التجمع. مؤكدا ان الثقة المتبادلة بين الرئيس المكلف وجنبلاط كبيرة.

 

وقال الجسر:”عندما نقول ان صيغة 15-10-5  باقية، انما نقول ذلك، انطلاقا من عدم حصول تغييرات اساسية في الوضع تستوجب تغيير المعادلة المتفق عليها. بالنسبة لموقف وليد بيك، من يتمعّن في قراءة تصريحه الاول، يتبين له انه لم يعلن خروجه من صفوف قوى ١٤ آذار. كما ان التوضيح الذي ادلى به اثر خروجه من القصر الجمهوري في بعبدا، بعد اجتماعه مع فخامة الرئيس، جاء ليؤكد عدم خروج جنبلاط من قوى ١٤ آذار. لذلك، وبسبب عدم وجود تغيير اساسي، لا ضرورة للمطالبة بتغيير الصيغة الحكومية المتفق عليها.

وأضاف:”ربما ان الوزير جنبلاط يعتبر انه يختلف في بعض العناوين مع القوى المسيحية في ١٤ آذار. لكن في اعتقادي، ان لا خلافات في الجوهر، واللقاءات المتوقعة بين القيادات المعنية من شأنها توضيح الامور، والمساعدة على معالجة التباينات اذا وجدت. كما قد يكون لجنبلاط وجهة نظر محددة حيال بعض التغيرات. والجميع، بحسب اعتقادي، يعرفون كيف يراعون ظروف كل طرف.

وتابع:”هناك اكثر من معطى في هذا الموضوع. لدى وليد بيك وضع معين يُفترض ان نأخذه في الاعتبار، وقد عبّر عن هذا الوضع جنبلاط بنفسه عندما تحدث عن معالجة ذيول ٧ ايار. بالاضافة الى ذلك، يمتلك جنبلاط توجها اساسيا وليس جديدا، سمعته منه في العام ٢٠٠٥، يقول فيه ان لا بدّ من مصالحة تاريخية مع سوريا. كذلك يجب ان نأخذ في الاعتبار خوف وليد جنبلاط من انعكاسات ملف المحكمة الدولية، في حال صحت الرواية التي اوردتها مجلة ديرشبيغل الالمانية. وهو منذ ذلك الحين اعتبر ان ما نشرته المجلة يمكن ان يشكل مشروع فتنة، او انه يهدف الى تهيئة الناس لما قد تعلنه المحكمة. وفي كل الاحوال، هناك تساؤلات حول مصادر معلومات هذه المجلة، فاذا كانت المحكمة هي المصدر توجد مشكلة كبيرة. هذا الامر يدفعنا الى التساؤل اذا ما كان هناك مشروع فتنة يتم تحضيره للبلد، والسؤال اية ساحة ستتلقف هذه الفتنة. والاحتمال هنا ان تكون الساحة السنية – الشيعية هي المستهدفة في الفتنة. في هذه الحال، لن توفر الفتنة اي طرف في البلد وسيدفع الجميع الثمن. من هنا، يمكن ان نفهم مطالبة جنبلاط قبل فترة بتشكيل تجمع اسلامي”.

وعمّا اذا كان التجمع الإسلامي الذي دعا اليه جنبلاط هو بمثابة دعوة لاحياء الحلف الرباعي، قال الجسر:”كلا، ليس صحيحا التفكير بهذه الطريقة. جنبلاط لم يقصد احياء الحلف الرباعي، الذي قام في ظروف مختلفة تماما. لا حزب الله سيتخلى عن حليفه المسيحي، ولا تيار المستقبل سيتخلى عن حلفائه المسيحيين في ١٤ آذار. اذن، المعطيات اصبحت مختلفة، وهدف جنبلاط من هذه الدعوة كان تحصين الساحة الاسلامية خوفا من مشروع الفتنة الذي تحدثت عنه. هذا الهدف منطقي ومطلوب، ولا اعتقد ان اي طرف يعارض هذا الهدف، لان الفتنة، كما سبق وقلت، لن تفيد اي طرف في الداخل، وستطال نارها الجميع من دون استثناء. طبعا، ينبغي الاشارة الى ان وليد بك يطرح الامور احيانا باسلوب الصدمة. هذا اسلوبه، ويفترض اننا تعودنا على هذا الاسلوب بعد هذه الفترة الطويلة من التعاون معه. هذه المعطيات لا تعني تبرير التفرد. وبرأيي هذه الامور يجب ان تطرح بوضوح ضمن ١٤ آذار، واعتقد ان الجميع سيتفهمون الوضع، وهم ليسوا بعيدين عن هذا الطرح. لكن عدم التفرد، ومعالجة الامور من ضمن ١٤ آذار يعطي الجميع زخما اضافيا، بمن فيهم وليد بيك”.

وعن العلاقة مع سوريا، رأى الجسر أنّ  “هناك الكثير من المواضيع العالقة مع سوريا تمت معالجتها، في مقدمها موضوع المحكمة الدولية التي انطلقت واصبحت اليوم امرا واقعا. بالاضافة الى ذلك، تمت تسوية مسألة التبادل الدبلوماسي بين لبنان وسوريا. من حيث المبدأ، لا شيء يمنع فتح صفحة جديدة مع سوريا، وفق الثوابت التي تتمسك بها ١٤ آذار، اي العلاقات النديّة، بالاضافة الى معالجة الملفات العالقة ومنها ترسيم الحدود بين الدولتين، وملفات اخرى”.  
وأضاف:”نحن مع اي تقارب عربي في المنطقة، لان اي تقارب قد يعكس نفسه على الوضع اللبناني، والمؤسف ان الازمة في لبنان هي في معظمها انعكاس للازمة السائدة في المنطقة. واي استرخاء في المنطقة ينعكس ايجابيا على لبنان. الى ذلك، نحن نؤمن ان سوريا هي عمق استراتيجي للبنان، وهي مجالنا الحيوي. واذا كنا نقول ان لبنان هو بوابة الشرق، فان الطريق الى الشرق يمر عبر سوريا. علينا ان نعرف الجغرافيا، والاعتراف بان مصالحنا الحيوية اليومية تقتضي بان نكون على علاقة طيبة مع جيراننا. وفي النهاية، ليس لدينا سوى جار واحد هو سوريا، على اعتبار ان الجار الآخر هو عدو. لذلك لدينا مصلحة في علاقة جيدة مع سوريا. وهذا الكلام ليس جديدا، وقد اعلنته السيدة بهية الحريري في ١٤ آذار ٢٠٠٥، عندما خاطبت الجماهير قائلة: لن نقول وداعا سوريا، بل نقول الى اللقاء. بالاضافة الى ذلك، فان الرئيس السنيورة، ولدى تشكيل الحكومة الاولى عام ٢٠٠٥، قام بزيارة سوريا في اول زيارة له الى الخارج. فهذا يؤكد اننا في المبدأ لسنا ضد العلاقة الجيدة مع سوريا. كل ما نريده علاقات سوية وندية مع سوريا.  
ورداً على سؤال حول اذا ما كانت  سوريا صارت جاهزة لاقامة علاقات ندية مع لبنان، قال الجسر:” هناك متغيرات فرضها الواقع، منها الخروج العسكري السوري من لبنان، وتكوّن قوى سياسية في لبنان، بالاضافة الى وجود حركة سورية تحتاج الى مراقبة دقيقة، وليس بالصدفة ان تبادر سوريا الى المطالبة باستكمال مفاوضات السلام مع اسرائىل، واذا كانت اسرائيل صادقة في رغبتها بالسلام يمكن ان يؤدي ذلك الى احلال السلام في المنطقة، واذا لم تكن صادقة، تكون سوريا قد اظهرت للعالم انفتاحها وصدق نيتها بتحقيق السلام. وهذا يساهم في انفتاح العالم على سوريا وفك عزلتها. وهذا ما يجري اليوم. فهناك انفتاح سوري على الاميركي والاوروبي، بالاضافة الى تحسين العلاقات مع القطبين العربيين الاساسيين، وهما مصر والسعودية. هذه المؤشرات توحي بوجود اداء سوري مختلف تماما عن الماضي، قد يساعد في بناء علاقات ندية مع لبنان”.

وعن العقدة التي تكمن اليوم امام تشكيل الحكومة، قال:”الصيغة هي العقدة الاكبر. وقد تم التفاهم عليها. وما هو مطروح للمناقشة ينحصر في توزيع الحقائب، واسقاط الاسماء على الحقائب. وهذه المشكلة يمكن تجاوزها. وهناك مشكلة تكمن في مسألة توزير الراسبين في الانتخابات. طبعا، لا يوجد في القانون او الدستور ما يمنع توزير الراسبين، لكن هناك نوعا من العرف السائد منذ العام ١٩٩٢، خصوصا في الحكومة الاولى التي تلي الانتخابات، لا يتم فيها توزير الراسبين. وهذا الموضوع قد يؤدي الى حساسيات معينة، بحيث يشعر الناخبون في منطقة معينة انهم منحوا ثقتهم لشخص، وحجبوها عن شخص آخر، وليس من المستحب توزيره.  
وأبدى الجسر اعتقاده “بعدم جدية الطروحات التي جرى تداولها في شأن تشكيل حكومة تكنوقراط او حكومة اقطاب، ففي العادة حكومات الاقطاب تطرح بعد ازمات كبيرة، كما جرى بعد ثورة ١٩٥٨. في وضعنا الراهن، لا اعتقد ان الظروف تقتضي تشكيل حكومة اقطاب. طبعا، الامر الثابت هو ان الانتخابات افرزت نتائج محددة، ويجب ان تعكس الحكومة هذه النتائج”.

وعن التهديدات الاسرائيلية للبنان، قال الجسر:”اولا، العدو الاسرائيلي لا نستطيع ان نأمن جانبه. وعلمتنا التجربة خلال الصراع معه على مدى ستين سنة، انه متمسك بتحقيق اطماعه. بطبيعة الحال، يجب ان تؤخذ التهديدات الاسرائىلية على محمل الجد. كذلك علينا الا ننسى ان اسرائىل ترغب في محو الآثار التي ترتبت عن حرب تموز ٢٠٠٦. وكانت اسرائيل تدّعي ان جيشها لا يقهر وقادر على تحقيق اي انتصار في غضون ساعات. هذه الصورة اهتزت وقد تكون اسرائىل راغبة في ردّ الاعتبار، واعادة صورتها السابقة. لكن ذلك لا يعني ان اسرائيل تستطيع ان تنفذ رغباتها ساعة تشاء. فالحرب تحتاج الى معطيات اقليمية ودولية تفتح الباب امامها. فاسرائيل ليست وحدها في المعادلة، وهناك مصالح دولية في هذه المعادلة قد تسمح، وقد لا تسمح باندلاع حرب جديدة. وعندما تتقاطع المصالح الدولية مع مصلحة الضغط على اية ساحة معينة، عندها يصبح خطر اندلاع الحرب قائما بقوة.  
ورأى انّ  “احتمال لجوء اسرائيل الى شن حرب جديدة، يرتبط بواقع المنطقة. وانّ الانذار الذي أُعطي للايرانيين وينتهي في ايلول، في ما خصّ ملفهم النووي. في ضوء التطورات المرتبطة بهذا الانذار، يمكن استنتاج اخطار الحرب ومدى جديتها.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى