المقالات

المبادرات الحوارية في لبنان والعالم العربي: نقاط ضوء لمواجهة التطرف والفتنة – كتب: قاسم قصير

مقدمة المقتطف الاسلامي 256 الصادر عن مؤسسة الفكر الاسلامي المعاصر برزت في الفترة الأخيرة عدة مبادرات حوارية تُعنى بشورى الأديان والثقافات، وتدعو للتواصل والحوار للبحث عن أفضل السبل لمواجهة التطرف والفتنة المذهبية والتكفير، وللدفاع عن التنوع والتعدد في العالم العربي والإسلامي.

ومن هذه المبادرات: اولا:  “ملتقى الأديان والثقافات للتنمية والحوار” الذي أطلق مؤخراً في لبنان، بمبادرة من العلامة السيد علي فضل الله ومشاركة أكثر من خمسين شخصية لبنانية وعربية وإسلامية ومسيحية.

ثانيا :جمعية “تعارفوا” والتي تضم وجوهاً لبنانية وفلسطينية متنوعة، قد بدأت تعقد سلسلة لقاءات حوارية في مختلف المناطق، وأعدت ميثاقاً مشترك لحماية السلم الأهلي والدعوة للحوار والتعارف.

ثالثا: ما تقوم به “مؤسسة أديان” من نشاطات متنوعة وآخرها “اليوم الوطني للتضامن الديني” والذي أقيم في مدينة صيدا ــ جنوب لبنان.

إضافة للمؤتمرات والندوات  المتنوعة التي شهدها لبنان وعدد من الدول العربية للبحث حول مستقبل ومصير المسيحيين في الشرق ومستقبل الإسلام السياسي وعلاقات الطوائف والأديان فيما بينها، وكل هذه الأنشطة تؤكد أن هناك رغبة حقيقية بالحوار والتواصل في مواجهة كل أشكال التطرف والتكفير والفتن، وما نشاهده في بعض الدول العربية والإسلامية من ممارسات خاطئة من عنف وقتل وحرق للكنائس أو تدمير بعض الرموز الدينية أو عمليات الاغتيال.

إذاً نحن أمام مسارين: الأول يدعو للحوار والتواصل والتعاون بين مختلف أتباع الديانات والثقافات للوصول إلى قواسم مشتركة أو للحفاظ على العيش المشترك.

والثاني يدعو للقتل والتكفير واللعن والتدمير والحرق، ويرفض ثقافة العيش المشترك والتنوع.

ولا ندري إذا كان صحيحا القول : أن هناك “صراع” بين هذين المسارين، أو أن هناك سباقا بينهما ، وأيهم سيتقدم على الآخر.

لكن ما يمكن التأكيد عليه أن منطق العنف والقتل لا يمكن أن يتغلب على منطق الحوار والتواصل والتعارف، وأن البحث عن أفضل السبل للعيش المشترك هو إقامة النموذج الرائد الذي يحفظ التنوع والتعدد وهو الخيار الذي يجب أن نسلكه جميعاً.

ولذلك يجب توجيه التحية والتنويه بكل مبادرة حوارية تطلق في هذه الأيام حتى ولو لم تحقق كل الأهداف المرجوة.

{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ}

{إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}.

صدق الله العظيم

والله من وراء القصد

مؤسسة الفكر الإسلامي المعاصر للدراسات والبحوث

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى