الأخبار اللبنانية

ندوة فكريَّة في إهدن حول العلامة الخوري يواكيم مبارك/ عالم من علمائنا ونبيّ من أنبيائنا

ندوة فكريَّة في إهدن حول العلامة الخوري يواكيم مبارك/ عالم من علمائنا ونبيّ من أنبيائنا 
عقدت ندوة فكريَّة في قاعة الكبرى في إهدن حول العلامة الخوري يواكيم مبارك/ عالم من علمائنا ونبيّ من أنبيائنا في 25 ايلول الجاري.

شارك فيها كل من الوزير السابق الدكتور جورج قرم والدكتور ناصيف قزّي والأم كليمنس حلو والمونسينيور منير خيرالله.
حضر الندوة الى المطران سمير مظلوم وعدد من الكهنة والراهبات والأكاديميين، السيدة ريما سليمان فرنجية ورئيس بلدية إهدن جوزيف معراوي وكاهن الرعية اسطفان فرنجية وشقيقا الخوري مبارك شارل واسحق وجمهور كبير من ابناء المنطقة والمهتمين.  
وبعد كلمة تعريف من الإعلامي محسن يمين، كانت كلمة الدكتور قرم الذي تحدث فيها عن يواكيم مبارك “المنارة التي عادت الى ينبوعها”. ثم كانت كلمة الدكتور قزي عن “الخوري يواكيم مبارك ولبنان”، تلته الأم  كليمنس حلو حول “الخوري يواكيم مبارك وخبرة قنوبين” ليختم المونسينيور خيرالله بكلمة حول “الخوري يواكيم مبارك والمسيرة المجمعيَّة”.
وبعد الندوة لبي المنتدون دعوة الوزير سليمان فرنجية الى العشاء. 
وقال قزي في مداخلته “لقد حلم الخوري يواكيم مبارك بكنيسةٍ مارونيَّةٍ متجدِّدة، أنطاكيَّةٍ في تجذُّرها المشرقيّ وروحانيَّتها، ومسكونيَّةٍ في انطلاقها نحو الوحدة. حاول أن يجعل من الكنيسة – الأم مؤسَّسة بكلِّ معنى الكلمة، على غرار ما هي عليه الكنيسة الجامعة. حاول إخراجها من حالة الركود التي غرقتْ بها، بعد ان تركت الأحداث في جسدها علاماتٍ فارقة، من تسلُّط بعض أمراء الحرب على قرارها وانحراف بعض رجال الإكليروس عن الرسالة الحقَّة، الى ما انتابها من تقهقرٍ وتهجيرٍ لم يكن لهما مثيل في تاريخها. من أجل ذلك، وبالإضافة الى العديد من الدوافع والأهداف، ومنها خوفه على انقطاع التواصل مع موارنة الإنتشار وبالتالي اضمحلالهم، ورغبةً منه في إعادة توطيد العلاقة بين العَلمانيّين ورجال الدين، كان نداؤه من أجل مجمعٍ لبنانيٍّ جديد. ولكن عظمة روما طَغَتْ على بساطة قنوبين ونسّاكها، فأسدل الستار على المجمع اللبناني الذي كان مقرَّراً عقده عام 1992، ليَنْعقد فيما بعد، وبعد عشْرٍ، وفي غياب مبارك الذي وافته المنيَّة على عجلٍ عام 1995.”
*
وأضاف “أيكون يواكيم مبارك قد مات حزيناً بعد سلسلة الخيبات التي وقع فيها… وهو العالم والعارف بشتى الأمور، في الدين كما في السياسة؟
أنا لا أدعو الى هذا الظن، وإن كان شيئاً من ذلك قد تكشَّف في غير مسألةٍ وموقعٍ… فحُلم مبارك قد تحقَّق وانعقد المجمع، ولو بعد السينودس، ودخل لبنان مرحلة السلام…
فمباركٌ مبارك ولن يغيب طالما بدأتم، أيها الكرام، بإحيائه تراثاً ونهجاً… إنَّه على خطى الموارنة العظام، عالم من علمائنا الأفذاذ… فضيلته الكبرى، أنَّه أعاد الكنيسة المارونيَّة من تغرّبٍ أريد لها، الى أصالتها الأنطاكيَّة ومشرقيَّتها وانفتاحها على العروبة والإسلام.
ومباركٌ مبارك الذي حذَّرنا باكراً من سياسة الدول الكبرى وحمايتها، قال يوماً بأن “السياسة الفرنسيَّة لم تكن، طيلة العصور الحديثة، أي انطلاقاً من “معاهدة فرنسوا الأول” مع الباب العالي، سياسةً مسيحيَّةً، بل سياسةً إسلاميَّة”. وأشار الى “أن الكبار بيننا لم يطلبوا الحماية، بقدْر ما طلبوا المشاركة المسؤولة في الأمور التي تهمُّ مصيرهم”. وهل نطلب اليوم من تلك الدول غير ذلك؟ 
هل نجح المجمع البطريركي في أعماله؟ هل حقَّقَت المسيرة المجمعيَّة مبتغاها؟ وهل خرج لبنان من العثار والرهانات السياسيَّة الخاطئة التي كلَّفتْنا الكثير؟
أمرٌ واحدٌ لا بدَّ من الإشارة اليه: الإصلاح مسارٌ… وكلُّ ما كتبهُ مبارك يبقى راهنياً طالما التعثّر في اضطراد، إن على مستوى الكنيسة وإن على مستوى السياسة العامة في لبنان.”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى