المقالات

قراءة في مستقبل الصراع الروسي الأوكراني بعد استئناف المساعدات الأمريكية.. ومتى ينتهي؟.. بقلم: ناجح النجار – صحفي وباحث في الشأن الدولي والإقليمي

بعيدًا عن تصريحات سابقة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أوكرانيا صنيعة زعيم الثورة البلشفية فلاديمير لينين، حيث منحها عن طريق الخطأ إحساسا بالدولة من خلال السماح لها بالاستقلال الذاتي داخل الدولة السوفيتية، إلا أنه وعلى ما يبدو أن الرئيس الأوكراني يريد استمرار الصراع مع دولة نووية حتى آخر جندي أوكراني، وفي المقابل إصرار بوتين على تحقيق النصر والحصول على ضمانات أمنية أبرزها عدم دخولها حلف الناتو.

إن دلالة الصراع الدائر منذ عامان يشير؛ بل يؤكد أن الخاسر الأكبر في المعركة هو الشعب الأوكراني وإن كانت الكُلفة باهظة لكلا الطرفان، وليس غيره أيا من دول أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية، فهى حرب بالوكالة بين الغرب من جهة وروسيا من جهة أخرى، نشطت على إثرها مصانع السلاح الأمريكية وحققت أرباحًا باهظة.

كما أن استئناف المساعدات بعد قرار الكونغرس الأمريكي وتوريد صواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا لن يغير من وضع الجيش الأوكراني كثيرًا على الجبهة، وهو ما أكده ضباط وعسكريون أمريكيين، بالرغم من استنزاف روسيا عسكريًا واقتصاديًا، وإن كانت قد نجحت في التغلب على العقوبات المستمرة.

لقد نجح الجيش الروسي في التكيّف بسرعة شديدة مع أى دبابات أو مدفعيات أو حتى طائرات من الغرب يتم تصديرها إلى الجيش الأوكراني، كما أن روسيا دولة كبيرة تمتد حدودها لأكثر من 20 ألف كيلو مترًا، كما أنها تعدّ مخزنًا كبيرًا لإنتاج الحبوب حول العالم، وبها مصانع كبيرة وضخمة لإنتاج الأسلحة، الأمر الذي جعلها تتعاطى مع أى عقوبات غربية أو معدات عسكرية جديدة لأوكرانيا؛ بل ودمرت وأسرت بعض الدبابات الغربية المتقدمة.

وبعد تسليم الأوكرانيين أنظمة “أتاكمس” التي نراها محل نقاش واسع الآن كغيرها من الأسلحة التي حصلت عليها، إلا أنه من الواضح أنه لن يغير قواعد اللعبة إلا لفترة بسيطة، ثم سيتكيف الجيش الروسي معها مرة أخرى، وستعود الأمور في ساحة المعركة إلى طبيعتها مثلما حدث من قبل مع أسلحة مشابهة تمامًا.

وكان على الرئيس الأوكراني أن يعي جيدا وإن هو كان كذلك، أن روسيا لديها التفوق الكبير في الأسلحة، لديها قوة نيرانية وخبرة كبيرة في الحرب، وهنا استشهد بما ذكره ضابط استخباراتي أمريكي قائلا: ” أوكرانيا خسرت ولا تزال تخسر كل شيئ، إنهم يموتون في ساحة المعركة، نراهم يقتربون من الانهيار، زيلينسكي يعيش في عالم الخيال”.

أيضا لقد وصف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان بأنه “غير أخلاقي”.

وقال مادورو: ” لماذا الولايات المتحدة لا توافق كإجراء طارئ على تخصيص 95 مليار لإنهاء الهجرة من أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وضمان التنمية القوية لبلداننا؟ إنهم لا يخصصون دولارا واحدا للتنمية، لكنهم يوافقون على 95 مليار دولار للحرب، لماذا؟ لأن الحرب هي أعمال تجارية كبيرة لهم”.

وأضاف: “لدى الولايات المتحدة 50 ولاية، 21 منها تنتج أسلحة، وهذه الـ 95 مليارا ليست لصالح شعب أوكرانيا، ولا لإنهاء الإبادة الجماعية ضد شعب فلسطين، ولا للتنمية، إنهم يريدون تطوير صناعة الأسلحة الأمريكية، ما يفعلونه غير أخلاقي”.

وقد وافق مجلس النواب الأمريكي على مشروع قانون بشأن مساعدات إضافية لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار تقريبا، وعلى مشروع قانون لتخصيص 26.4 مليار دولار لإسرائيل.

متى تتوقف الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا؟

إن حل الصراع الدائر في الشرق الأوروبي بدعم حثيث من دول “الناتو” في مواجهة روسيا على الأراضي الأوكرانية، لن يتم إلا بطريقتين وهما: التفاوض وإن كانت الأفضل للشعبين والعالم أجمع، أو بطريقة أخرة وفتّاكة ومدمرة وهى استخدام أسلحة نووية وبيلوجية بين القوى العظمى والنووية.

تبقى طريقة ثالثة لإنهاء الصراع، وهى في حال وصول دونالد ترامب لسُدّة الحكم مرة أخرى، وقتها سيتم وقف الدعم العسكري لكييف وإنهاء الصراع واحتفاظ روسيا بما سيطرت عليه من أراضي أوكرانية أو جزء كبير منها، لأن موقف ترامب واضح وأعلنه صراحة بأنه سيُوقف الحرب ولن يدعم أوكرانيا؛ بل يرى أن أوكرانيا جزء من روسيا، وبالتالي ربما يتفكك حلف شمال الأطلسي “الناتو” رغبة من ترامب وأيضًا من الأوروبيين.

ناجح النجار – صحفي وباحث في الشأن الدولي والإقليمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى