المقالات

مسكين هو الانسان العربي …! – حسين جمعة \ السويد

يدمن الأخبار وربما هو مدمن كي يتتبع حاجاته اليومية ومستقبل أولادة وعائلته إذا كان هناك أملأ في التغيير،وربما يبحث عن مستقبل بسيط تعيشة كل أمم المعمورة وبكل بساطه دون منة الحاكم والنائب كما تنص بنود العقد الإجتماعي،لا بل هو الف باء سلم الحياة في العيش الكريم،
مستقبل سمع عنه في الروايات والاساطير المتناقلة من خلال من يسافرون الى بلاد الشمال ومما يجدونه من عدالة إجتماعية وتكافل وتكافؤ إجتماعي أو ربما مما يقرأ ويتابع عبر شبكات التواصل الإجتماعي،والمضحك المبك في الموضوع،أن هذا الإنسان العربي ابن ديانة إسلاميه ما إنفكت يوما المناداة بالرحمة والعدالة والاخاء والانسانية…
تعتري الدول العربية،كذلك الشعوب العربية والإسلامية حالة من الهستيريا والجنون والدعوة مع شروق كل شمس الى نبذ الاخر وتكريس ثقافة الحديد والنار والدم ،حتى وصل الامر الى البلد الواحد والدين الواحد”سني-شيعي”والأسوأ الى البيت الواحد.
صار يدهشك أن ترى دولة عربية/اسلامية واحدة تتمتع بالاستقرار والعدالة والإزدهار ولا ننسى الكرامة والعزة والشرف.
يتغنى البعض في أمة المليار ونصف تقريبا من تعداد سكان هذا العالم بأنهم مسلمون،لكن لو كنت باحثا ومتبصرا ودخلت الى غرفة التشريح العلمية وأخذنا جمهورية مصر مثالا،ورب سائل يسأل لماذا مصر؟
وهنا أجيب: لأن مصر يبلغ تعداد سكانها ما يقرب المئه واربعة ملايين نسمه،وكانت تعتبر مصر بوابة وحامية الكيان العربي والكثير يعلم أنه بدون مصر لن تستطيع أي دولة عربية منفردة دخول حربا مع عدوها المتربص في قلب العالم العربي(إسرائيل)…،طبعا جمهورية مصر العربية اليوم غير مصر التي كنا نتغنى بها،وهنا لا نستطيع نسيان إتفاقية كامب ديفيد وما نتج عنها من إنقسام وتشرذم عربي لعقدين من الزمن،لعقدين من حياة الشعوب المقهورة والتي تساق يوميا الى مذبحة الذل والهوان.جمهورة مصر العربية التي صارت بعد حكم السادات وفي ظل حكم السيد حسني مبارك وحسب التوصيف السياسي لها بانها دولة رخوة،هزيلة ضعيفة بعدما فتحت ابوابها للمستثمر الاجنبي والبنك الدولي والشركات القابضة،وغابت عنها وحينها مصطلح الدولة ذات السيادة،الحرة والمستقله.
لماذا ؟،نتيجة الفقر والعوز والتخلف،صار الارتهان للبنك الدولي والشركات القابضة حتى تعفي نفسها الحد من البطالة وتشغيل اليد العاملة المصرية،لا بل اصبح بعض المناطق الساحلية والشواطئ محظورة على المصريين أنفسهم.
ولو عدنا الى المشرحة العلميه لنقول أن هناك ليس أقل من خمسة وأربعون مليونا من المصريين يعانون الأمية وهذا رقم سوف يدهش الكثيرين،وهناك اعداد كبيرة ولا تقل عن أربعة ملايين تجار أسلحة ومخدرات،هذة النسب لو تأملناها وقارناها بالرقم الاساسي لتعداد السكان،يأخذك لتفهم حقيقة العالم العربي الاسلامي وما هو علية.
كان لا بد من تخلخل موازين القوى في عالمنا العربي من ضرب وانهيار العراق وسوريا الى ليبيا واليمن واليوم السودان ولبنان والايام القادمة ستخبرنا بالأسوأ.
الصورة جدا مأساوية اذا أكملت تعداد باقي الدول،فمثلا لو نظرت الى الأردن،الدولة المغلقة والتي تعاني ما تعانية من نقص في الموارد وشح للمياه وغياب فرص التنمية والتقدم مع سجل عالي للفساد،لا تقوى على فعل شيء من هدير صفقة القرن الذي يزلزلها ويهدد مستقبلها،الى فلسطين والتي صارت عدة دويلات وجزر،دويلة غزة ودويلة رام الله،يجب أن نشخص المرض جيدا قبل أن نتهم الغرب،فماذا فعلنا بالشعب الفلسطيني جراء الانقسام الفتحاوي/الحمساوي على مدار هذة السنوات غير الاحباط والتهجير…الخ
لاحظت مؤخرا أعدادا كبيرة من طالبي اللجؤ في اوروبا هم من سكان قطاع غزة وبكل أسف لا ألومهم جراء ما يعانون وكم يتكبدون ويدفعون لسماسرة حماس كي يخرجوا من غزة،يعيشون بين السندان والمطرقة،تحت الحكم الحمساوي حينا ونبذ سلطة رام الله أحيانا…
هذا عداك عن الخليج العربي الذي إبتدع أعداء وهميين ويعيش حالة من الذل والهوان وتهريب مقدرات الشعوب الى من يتوهمون بانه يحميهم من عدو مفتعل،ففي زيارة واحدة استطاع ترامب أن يعود الى أميركا بمبلغ معلن اربع مائة وثمانون مليار دولار وما خفي كان أعظم.
الخليج العربي الذي غابت عنه أثناء رسالة سيدنا محمد المعابد البوذية والكنائس ودور العبادة لغير المسلمين مع الحفاظ على أمن وحماية غير المسلمين،فماذا يحدث اليوم في الجزيرة العربية وهنا يحضرني قول جورج بوش عندما زار المملكة العربية السعودية قبل نهاية ولايته حين قال”هذة البلاد للذي يبنيها وليس للذي يسكنها”وعلية كان لا بد من عودة دور العبادة لغير
المسلمين والمراقص الليلية ونوادي الميسر والخمور…الخ،مع الإضاءة على تعداد السكان الخليجيين الحقيقي والكم الهائل لوجود اليد العاملة الأجنبية كذلك اللغة الأجنبية المنتشرة هناك،
وهذا إذا ما توقفنا عند خلاف الأمراء حول الحكم في السعودية،وإستبعاد بعضهم وإغراء البعض الآخر وهروب عددا غير قليل منهم الى أميركا والمانيا،مع التلطي وراء شعارات الاصلاح وحكومات التكنوقراط.
مع كل هذا كيف يستطيع الشباب العربي وأعمدة المستقبل البقاء
في هكذا دولا مصطنعة ومركبة كلعب البازل؟
في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط،إن لم تخضع وتركع بقوة السلاح والحرب ستطبق عليك الأجندات الجديدة من خلال الحصار الإقتصادي والمالي(ايران لبنان/حزب الله)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت)) .
فأي ذل وهوان نعيش به اليوم،مع غياب دور المثقفين الذين صاروا مرتهنين للسلطات المتخاذلة،وغياب النخب السياسية وتقاعسها عن أخذ دور المبادرة.
ماذا خلفت وكرست الحكومات العربية والزعماء المتعاقبين على حكم العالم العربي غير الفساد والاحباط وتبديد الأمل بالعيش الكريم وثروات الأمة…؟،
ربما نعيش الربع ساعة الأخيرة لإنهيارات صاخبة لا تبقي ولا تذر،إنهيارات سوف يشيب منها الصغير قبل الكبير.
أقول مسكين هو الإنسان العربي في ظل غياب أي بارقة أمل من كل هذا العفن والهوان والضعف مع غياب التنمية المجتمعية ومشاريع الإستثمار والنمو…!،فهل هناك خشبة للخلاص من كل هذا غير الطامة الكبرى ؟فلننتظر ونرى الأسوأ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى