المقابلات

ندى بو فرحات: “واقعية زيادة حبتين”

لا لف ودوران في الحديث مع ندى بو فرحات. صريحة ومباشرة، وهما الصفتان الملازمتان

في حديثها المفتوح على “زحمة” مشروعات تتعدى التمثيل الى الغناء وانتاج شركة خاصة تحمل اسمها لتصميم ملابس الممثلين.
سعيدة لأنها “آخر العنقود” في عائلتها، وهو الأمر الذي يشرّع لها أن تكون “دلوعة” البيت. مشاغبة في الوقت نفسه. تأقلمت مع ذلك منذ ان كانت صغيرة. ومنذ ان بدأت تكتشف موهبتها في “التمثيل” واستخراج أفكار “مبتكرة” لجذب الاهتمام اليها من رفاقها واساتذتها في الصف، والمحيطين بها من العائلة والجيران. كانت تبتكر القصص وتحييها لتشد انتباههم الى وجودها. تعرفت الى نفسها باكراً واكتشفت انها “مختلفة” وللتحديد كما تقول: “واقعية زيادة حبتين”. يعني انها لا تعيش سوى الواقع، بكل ظلاله وحقيقته وظروفه ولا تقبل “الترهات”.
كل يوم “اشياء جديدة” في حياتها. ومع كل عرض جديد يأتيها، تعود بها الذاكرة الى البدايات، حين اكتشفها الكاتب شكري انيس فاخوري ورشحها لدور في مسلسل “نساء في العاصفة” حيث بدا حضورها اليفاً وامتزج في واقعية امام رولا حمادة. ومن نساء في العاصفة دارت بها الاعمال وحصدت النجاح، لتتفوق ايضا في الاعمال التلفزيونية الدرامية ولتضع لنفسها مكانة خاصة في المسرح ايضا بعد ان تعرفت الى نضال الاشقر التي “جعلتني احب المسرح واعشقه واهيم في كواليسه كالمجنونة” على ما تقول.
وبعد المسرح والتمثيل حان وقت انضمامها الى “شلة” الغناء قريباً. فهي مستعدة كلياً لهذه التجربة التي تصفها بـ”المثيرة”، مؤكدة انها تملك صوتاً “جيداً” واداءها في الرقص والتمثيل سيساعدانها في اتمام “المهمة” بنجاح. لكن المسرح يبقى “عالمها الخاص” لأنه يضيف للممثل سحراً “لذيذاً” لا يمكن ان تجده في مكان آخر، تقول وهي تؤكد بحزم “يسمح بالعبور والتفاعل مع الجمهور ويبث في الممثل طاقة غير محدودة لابراز ما لديه”.
تعترف ندى بأنها “زهقت” من التلفزيون، وهي اليوم تمر بمرحلة تفكير “عميقة” لتتخذ قرارت عدة “حاسمة” بينها اعتزال “الشاشة الصغيرة” في لبنان لصالح التفرّغ للأعمال المسرحية والسينمائية. وبعد 14 عاما من التمثيل، تريد ان تكون “بطلة” في ادوارها المقبلة، تقول:”هذا ما استحقه بعد كل تلك السنوات”. وفي سبيل تلك النقلة تدرس اعمالا سينمائية تركية ونمساوية ودنماركية وفرنسية، ولا سيما بعد ان حصدت جائزة افضل ممثلة في فيلم “تحت القصف” الذي كان “تحولاً” حقيقياً في مسيرتها .
في حياتها اليومية تفاصيل كثيرة. تكره عمليات التجميل على الرغم من أنها اضطرت الى اجراء واحدة في أنفها. وهي تبدي عتبا على بعض الفنانات اللواتي شوهن صورة وجوههن بعد ان خضعن لعمليات شد ونفخ لتقاسيم الوجه والعيون والخدود. تؤمن الى حد الجنون بشخصيتها وتحبها على ما هي عليه. تعيش نفسها من دون “اضافات” أخرى، فعلى الرغم من انها استطاعت ان تؤدي ادواراً لشخصيات اجتماعية مختلفة من المجتمع الا انها لم تنتزع من نفسها ما تحمله من ميزات. “بقيت كما انا” وفق ما تقول، وتضيف: “لكن ما تغير هو نتيجة خبرات متراكمة في مجال التمثيل، الذي يعلم كثيراً”.
تحب “طبخات” والدتها وخاصة “الكوسى بالبندورة” و”المغربية” و”المخلوطة” وبـ”تجن” بالملوخية. اما هوسها بالرياضة فورثته عن والدها الذي ما زال يمارس هواياته الرياضية وهو بعمر 74 سنة. وتمشي يوميا اكثر من ثلاث ساعات. تحب قيادة السيارات و”عجقة” السير في بيروت لانها تسمح لها بمزيد من التأمل عبر الاستماع الى الموسيقى. وعلى الرغم من انها دخلت نظام تنحيف، فان غذاءها يعتمد على الخضار والفواكه. لها علاقة خاصة بالبحر وتتمنى لو أنّ بيتها يكون على جزيرة في عرض البحر. تستمع في تنشقها رائحة التراب وهي تقوم برحلات دائمة مع اصدقائها في جبال لبنان، و لا سيما في الديمان وبشري وبعض قرى الجنوب وكسروان. أما حلمها الذي بدأ يتبلور على أرض الواقع، فيتمثل بانشاء شركة خاصة لانتاج ثياب التمثيل والعروض وستسميها “ان” كما يلفظ الحرف اللاتيني الأول لاسمها.
صهيب ايوب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى