الأخبار العربية والدولية

تهديد السيسي بالتدخل في ليبيا ليس مزحة والطموح التركي في البلاد العربية ليس جديدا

تصدّر المشهد الليبي في الساعات الماضية الاولوية في تطورات الاحداث المتلاحقة في البلاد العربية والشرق الاوسط بعد الكلمة التي القاها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي امام الجيش المصري وقال ان مصر قد تتدخل عسكريا في ليبيا دفاعا عن العمق المصري في ليبيا المجاورة.
وحذر الرئيس المصري من انه اذا تقدمت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من تركيا في مدينة سرت الاستراتيجية وجفرة التي تقع على بعد 450 كلم شرق العاصمة طرابلس، فستتدخل مصر مباشرة لحماية حدودها وامنها القومي وان سرت والجفرة خط احمر .
وسرعان ما ردت الحكومة الليبية المعترف بها من جانب الامم المتحدة ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ان كلام السيسي عمل عدائي وتدخل مباشر في الشؤون الليبية واعلان حرب والمعلوم ان تركيا ارسلت رجالا ومقاتلين واسلحة لدعم قوات الحكومة الليبية بقيادة فايز السراج ضد قوات اللواء حفتر. وقالت القوات الموالية للحكومة المعترف بها انها على مشارف مدينة سرت حيث ابار البترول والميناء الاستراتيجي قبلة اعين للاتراك.
وتقول الحكومة الليبية ان تواجد القوات التركية الى قدمت وتقدم المزيد ساهمت في تقهقر “عصابات” اللواء حفتر ولن تتوقف قبل السيطرة على كامل الجغرافيا الليبية، وهي موجودة بطلب من الحكومة الشرعية.
والواضح ان تركيا بقيادة اردوغان وحزبه تريد ان تستغل حالة التمزق العربي لتتزعم العالم السني أسوة بما كان الحال عليه في عهد السلطنة العثمانية مع فارق مهم ان السلطان عبد الحميد رفض قدوم اليهود الى فلسطين اسوة برعايا الدول الاخرى رافضا زيارتهم ولو على سبيل السياحة ما اثار الصهاية والغرب عامة فتآمروا جميعا على دولة السلطنة واسقطوها بعد انهاكها وتمكنت جمعية الاتحاد والترقي الماسونية من تغيير نظام الدولة وخلعت السلطان عبد الحميد الثاني 1909 في مشهد كشف حجم التغلغل الصهيوني في البلاد وتقدم رئيس معبد سالونيك الماسوني اليهودي “عمائيل قره صو” وسلم السلطان عبد الحميد قرار عزله باليد. وعين مصطفى كمال اتاتورك الذي كان ضابطا في الجيش العثماني ويرجح المؤرخون انه كان من يهود الدونمة وما زالت صورة اتاتورك تتصدر الدوائر الحكومية التركية الى اليوم وفي 19 ايار عيد الرياضة والشباب ذكرى اتاتورك خاطب الرئيس اردوغان المحتفلين قائلا: مثلما بدأ المناضل كمال اتاتورك نضاله في 19 ايار مؤمنا بالحق والشعب فإننا ما زلنا نسير على خطاه !!
وكان بديهيا ان يتحرك الرئيس المصري لمواجهة التغلغل التركي في ليبيا المجاورة وهو رئيس اكبر دولة اسلامية .
ووجهت الدعوة الى عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب غدا في القاهرة لمناقشة التدخل التركي في ليبيا، بينما تعتبر الحكومة الليبية ان الوجود التركي بناء لرغبة الحكومة الشرعية .
وتقول الاوساط الحكومية في اسطنبول ان تدخل قواتها في ليبيا هو تدخل مشروع، وتتجاهل وجود قواتها في الشمال السوري رغما عن ارادة الحكومة الحكومة الشرعية في دمشق، وتهاجم الاكراد في شمال العراق بغرض حماية شعبها.
نتصور ان تصريح الرئيس المصري بالتدخل في ليبيا ليس مناورة ولا مزحة ولن يكون تحركه الا بموافقة السعودية ودول المغرب العربي التي بدأت تستشعر الخطر التركي في الارض والمياه الليبية، ولم يُخفِ الرئيس التركي رغبته في الدخول الى العالم العربي من البوابة الافريقية بعد ان فشل من الدخول عبر البوابة السورية.
وفيما دعا الازهر اليوم وهو اعلى سلطة دينية في مصر الى الحل السلمي، ندعو نحن الى اقفال الجرح الليبي النازف منذ سقوط العهد السابق، والذي يشكل سلسلة من حلقات النزيف العربي من سورية الى العراق الى اليمن آملين من جامعة الدول العربية التي نكاد نيأس من عدم صلاحيتها على مدى عقود ان لا تكون شاهد زور على ما يجري من سفك للدماء، وتكثف مساعيها لفرض حل سلمي يوقف التدخلات من اي جهة أتت، ويؤدي الى وحدة التراب الليبي وحفظ ثروات البلاد لصالح الشعب والامة.

عمر عبد القادر غندور
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى