الأخبار اللبنانية

فيصل كرامي: وراء بلمار دول لها استهدافاتها السياسية والأمنية

دعوة إلى تحييد بيروت استثمار لعواطف الناس لتمرير مشاريع مشبوهة أقام قطاع الأطباء في حزب “التحرر العربي” – تيار الرئيس عمر كرامي، حفل إفطاره السنوي في مطعم الفيصل ـ القلمون، شارك فيه رئيس مصلحة الصحة في الشمال الدكتور محمد غمراوي وحشد من مديري المستشفيات والأطباء والصيادلة في طرابلس والشمال.

بداية تحدث الدكتور فواز ناغي باسم قطاع الأطباء في الحزب، مرحبا بالحضور وقال: “أطل علينا شهر رمضان المبارك هذا العام والمنطقة تزخر بالأحداث المتسارعة عربيا، اقليميا ودوليا، والكل يفسر ما يجري على طريقته. نلتقي وإياكم هذا العام بسبب إصرار راعي هذا الافطار، الذي يحرص دائما على لقائنا في جميع المناسبات وتوجيهنا ودعمنا من ناحية المتابعة اليومية في شتى الأمور ومنها انشاء وتطور المكتب الصحي في حزب التحرر العربي، الذي كان من انجازاته على سبيل المثال لا الحصر: النشاط النقابي، عدة نشاطات ولقاءات اجتماعية، العديد من الندوات والمحاضرات الطبية، فضلا عن دورات التوعية الصحية، و دعم أعمال مستوصفات الكرامة الخيرية ودعم المستشفى الاسلامي. راعي هذا الافطار يأتي من بيت سياسيٍ عريق، تربى على الحنكة والكرامة إنه الاستاذ فيصل عمر كرامي”.

كرامي

ثم تحدث رئيس المجلس التنفيذي في الحزب فيصل كرامي قائلا: “رمضان هو شهر العبادات والطاعات، وهو أيضا شهر التلاقي على الخير والود، أعاده الله علينا وعليكم وعلى وطننا بالخير والبركات. ومن فضائل التلاقي أن نتصارح ونتطارح الهموم وما أكثرها. ولكن أخالني وأنا أعرض لمعاناة الناس في مجتمعنا انما أزايد عليكم، فأنتم أقرب مني الى الواقع الأليم الذي يتخبط فيه أهلنا وناس مدينتنا، وتصادفون يوميا سواء في المستشفيات والمستوصفات التي تعملون فيها أو في عياداتكم الخاصة، عشرات ومئات الحالات التي تعكس حجم الكارثة الاجتماعية التي تلوح في الأفق، فعندما يفقد المواطن الرغيف وحبة الدواء وسرير المستشفى، يكون قد فقد مواطنيته، ويصح أن نعمم ونقول ان الوطن يكون قد فقد أهليته وصلاحيته ويصبح الحديث عن عقد اجتماعي جديد من أولويات نضالنا ونضالكم لانقاذ ما يمكن انقاذه”.

أضاف:”أنتم مطالبون، بلا أدنى شك، من خلال مواقعكم المهنية والاجتماعية بدور أساسي في عملية النهوض الاجتماعي العام، لكن من سخرية القدر أن نطلب الدواء ممن يحتاج إليه، فأنا ملم بالمشاكل التي تعانون منها، وبالكثير من المطالب المحقة المزمنة التي لا تجد من يستمع اليها. وإنني أتبنى، كحركة حزبية نضالية وشعبية، سلسلة المطالب الصحية العامة التي تبدأ من زيادة الاعتمادات للمستشفيات الخاصة، وتسريع انجاز البطاقة الصحية لكل المواطنين، واقرار ضمان الشيخوخة بشكل عملي وجدي، وتوحيد الصناديق الضامنة، ودعم المستوصفات المرخصة ذات المنفعة العامة وتخفيض فاتورة الدواء على المواطن عبر دعم الدواء وتحريره من مافيا التجار والمستوردين، وصولا الى اعتبار صحة المواطن من صحة الوطن. كما لا تفوتني في هذه العجالة، مطالبكم كجسم طبي، وفي مقدمها تحسين شروط الضمان الصحي للأطباء وتعزيز موارد صندوق التقاعد عبر إقرار قانون إصدار شهادة وفاة أو ولادة صادرة عن نقابة الأطباء وتوفير الحوافز المنطقية لتشجيع الأطباء على العمل في المناطق الريفية، وطبعا السير في قانون ضمان الشيخوخة للأطباء وتوفير فرص عمل لهم عبر التعاقد مع المدارس والمؤسسات”.

وتابع:”باختصار أقول في هذا السياق إنه إذا لم يكن الطبيب بخير فإن المجتمع، بأكمله، لا المرضى وحسب، إنما هو في غرفة العناية الفائقة. إن كل هذه الهموم والمطالب ليست منفصلة عن الواقع العام في بلدنا، فنحن نموذج صارخ للمجتمع الذي يعيش انهيارات متواصلة منذ نحو نصف قرن، بحيث عجزنا عن بناء المؤسسات في كل الميادين تقريبا، وتركنا الفساد ينهب في إداراتنا وقطاعنا العام حتى لأصبح وحشا لا يشبع، وانخرطنا في المشاريع الاقليمية والدولية غافلين عن أن هذا الوطن يعاني أصلا ًمن قصور في المناعة، فاذا بنا من جهابذة اللعب مع الكبار، والتنطح لأداء الأدوار في لعبة الأمم، وها النتيجة أمامكم: وطن مهدد ودولة منهارة ومجتمع منقسم ومواطن مفقود لا يعرف إن كان ينتمي الى بلد أو طائفة أو منطقة، في واحدة من أسوأ الظواهر التي يمكن أن يصل اليها كيان ومجتمع ودولة”.

وقال:”في هذه الأيام وبدلا من أن ننصرف الى مشاكلنا وهمومنا، فإن البلد عالق في قاعة الانتظار ريثما يقرر السيد دانيال بلمار متى يصدر قراره الاتهامي في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. والمؤلم اننا، ونحن من طلاب الحقيقة والعدالة في قضية الشهيد رفيق الحريري وفي كل قضايا الشهداء الذين بذلوا دماءهم على مذبح الوطن، انما ندرك سلفا أن وراء بلمار دولا وأمما لها مشاريعها واستهدافاتها السياسية والأمنية، وحسبنا أن إسرائيل، بلسان اشكينازي وسواه، تعلم فحوى قرار بلمار قبل صدوره وتبشرنا به وبتداعياته وبأنه كفيل بإطلاق حرب السنة والشيعة بدءا من لبنان الى سائر المنطقة”.

وأضاف: “لن أضيف جديدا في هذا الموضوع، ولكن أقول أن لبنان، كل لبنان، لا يمكن أن يقبل بأي قرار ظني بدون أدلة وقرائن قاطعة، سواء صدر ذلك من محكمة بلمار أو سواه. فمصير الوطن والأمة ليس رهن استنتاجات تعتمد على أدلة ظرفية واهية لا تستند قانونا الى أسس متينة وجازمة لا تحتمل الشك. وبانتظار ما سيكون، نبني على الشيء مقتضاه. كما تتنامى، في الفترة الأخيرة الدعوة المشبوهة الى ما يسمى بيروت منزوعة السلاح، وذلك على خلفية الحادث الأليم والمستنكر الذي حصل في بيروت بين حزب الله وجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية”.

وتابع:”ان الدعوة الى لبنان منزوع السلاح يمكن أن تكون مفهومة، ويمكن درسها ومحاولة تطبيق الجزء الممكن منها، في إطار حصر الأمن الداخلي في المؤسسات العسكرية والأمنية الرسمية. ولكن هذه الدعوة الى تحييد بيروت وفصلها عن باقي لبنان، تذكرنا بدعوات مماثلة حصلت في الأعوام 1975، 1982 و1984، ودائما كانت هذه الدعوات مرتبطة بمشروع تدويل بيروت سياسيا وأمنيا والنسخة المستحدثة اليوم هي الحاق بيروت بمندرجات القرار 1701، وقطعا للجدل، أقول ما قاله الرئيس عمر كرامي في سياق مشابه، بأن هذا حصرم رأوه في حلب وبيروت هي عاصمة لبنان، وعاصمة المقاومة في لبنان، ولنكف عن هذه الألاعيب اللفظية وعن استثمار عواطف الناس لكي نمرر المشاريع المشبوهة. ثم، وبصراحة، ويوم كان المشروع الأميركي في عزه قبل سنوات لم تكن هذه الفكرة لتنجح، فهل يأملون اليوم وهم في بؤرة الفشل والاخفاق ان ينجحوا بذلك؟”.

وقال: “ان حادث برج أبي حيدر أكد مجددا أن الرهان على مظلة الأمان السورية – السعودية في محله، وقد نجح المسعى العربي الشقيق، في خنق الفتنة النكراء في مهدها. والمؤسف أن هناك من ينفخ دائما في بوق الفتنة وعلى رأس هؤلاء سمير جعجع الذي قد نهديه في قابل الأيام عمة وجبة ونبني له مسجدا في معراب. نعم، شر البلية ما يضحك، وهذا الرجل الذي بنى كل جنونه المقدس على كراهية السنة والعرب، سواء كانوا لبنانيين أو فلسطينيين، وارتكب المجازر واغتال كبار القادة، وخطف وقتل وانتهك الأعراض، هذا الرجل الذي أهدى كل بيت سني في بيروت وجعا وألما وفجيعة، انما يقف اليوم مدافعا عن السنة وعن بيروت وعن الرئيس الحريري وعن برج أبي حيدر ورهانه اننا فقدنا الذاكرة وربما بعضنا فقد العقل والمنطق، ولكن أطمئنه نحن أهل السنة، موالاة ومعارضة، معتدلين وأصوليين، وسطيين وسلفيين، لم ولن نفقد بوصلة العقيدة والتاريخ، وعلى أمثاله في مثل هذه الملمات ان يخرسوا من تلقاء أنفسهم اذا لم يجدوا بين حلفائهم من يخرسهم”.

وأضاف:”لا يغيب عنا ذلك المخاض العسير الذي مر به البلد قبل ولادة الحكومة الحالية وما ترتب عليه من توترات وتشنجات لم تكن حكما في مصلحة البلد واستقراره ومناعته. لذلك فإننا ندعو جميع الأفرقاء السياسيين في لبنان الى التعقل والتريث والتفاهم حتى لا ندخل من جديد لا سمح الله في دوامة جديدة من الفراغ الحكومي الذي لن يستفيد منه أحد. وندعو هذه الحكومة الى الاستمرار في عملها والى ألا تغيب حاجات وأزمات المواطن اللبناني عن أولوياتها”.

وختم كرامي: “بعد أيام يهل علينا عيد الفطر السعيد، ونحن ندرك أن الناس ستنتصر لبهجة العيد رغم عمق المعاناة، ولكن واجبنا ان نبذل الجهود ونوظف الطاقات والعقول والقدرات لكي نحرر أعيادنا من القهر والظلم والحرمان. عهدا علينا أننا سنكون في الجبهة الأمامية للدفاع عن فرح الناس وحقوق الناس وكرامة الناس، وكل عام وأنتم بخير”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى