فلسطين

منظمة التحرير …… المظلة الجامعة بقلم :- ا. حكم طالب

       اود في هذا المقال الاشارة الى موضوع في غاية الاهمية في تاريخ القضية الوطنية الفلسطينية والذي تجسد بقيام منظمة التحرير الفلسطينية كإنجاز وطني وثمرة نضالات طويلة وتضحيات جسيمة وكتعبير عن الكل الوطني والتي شكلت بالدرجة الاولى نقطة ارتكاز وقاعدة اساسية لانطلاق العمل الوطني حيث تشكلت في البداية من خلال القمة العربية في القاهرة في الثامن من ايار من العام 1964 وظلت مرتهنة عربيا وواصلت دولة الاحتلال توسعها واستكمالها لمشروعها الاستيطاني من خلال احتلالها للضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة واجزاء من الدول العربية وهذا حقيقة عبر عن عجز عربي واضح وعدم قدرة على تحقيق اهداف الشعب الفلسطيني في التحرر والاستقلال .

        في اطار هذا السياق وانطلاقا من اهمية الحفاظ على القرار الوطني المستقل واستناده الى المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وعلى قاعدة ان الشعب الفلسطيني صاحب الشأن والقضية وعليه اخذ زمام المبادرة ،والمسؤولية تقع على عاتقه فبدات الفصائل الوطنية بالظهور والانطلاق و على قاعدة المثل القائل "الارض تحرثها عجولها" واخذت على عاتقها اعادة بناء المنظمة وتثويرها وارفدتها واعطتها زخما وعززت قدرتها التمثيلية .

      ان منظمة التحرير وخلال مسيرتها النضالية الطويلة والغنية عملت على نقل القضية الفلسطينية من قضية اغاثية وانسانية الى قضية شعب له حقوقه ويناضل من اجل استردادها وحافظت على الشخصية والهوية الوطنية وحمتها من التذويب والطمس ووقفت في وجه كل التحديات التي تستهدفها وحافظت على القرار الوطني المستقل وواصلت نضالها وحصلت على جميع الشرعيات الفلسطينية والعربية والدولية وحصلت على عضو مراقب في العام 74مما عزز تمثيلها و وحدانيتها واصبحت تمثل الشعب الفلسطينية اينما تواجد وفي كل المحافل العربية والدولية  وقادت نضاله في كل المحطات وفي احلك الظروف لأكثر من  ستة وخمسون عاما من النضال والكفاح من اجل تحقيق اهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال والعودة، وظلت ومازالت متمسكة بالثوابت الوطنية التي اقرتها المجالس الوطنية المتعاقبة و الاجماع الوطني والتي تشكل اسس ومرتكزات المشروع الوطني.

        نظرا لحجم التحديات ولكبر المؤامرة التي تحيط بالقضية الفلسطينية ظلت المنظمة طيلة فترة مسيرتها الطويلة محل استهداف لدورها ووحدانية تمثيلها ومن خلال الدعوات لتشكيل قيادة بديلة واطر موازية الا ان المواقف الصلبة والموحدة لكل الفصائل المنضوية في اطارها والالتفاف الجماهيري حولها الى افشال كل هذه المحاولات بل تعزز دورها ومكانتها اكثر وترسخت في عقول واذهان الشعب الفلسطيني باعتبارها الوطن المعنوي والاطار الجامع وصمام الامان للقضية الوطنية .

       ان القضية الوطنية تعيش في ظل ظروف استثنائية وغير مسبوقة وفي مرحلة سياسية تتكالب عليها التحالف الامريكي الاسرائيلي في اطار المشروع التصفوي ومشروع الضم "صفقة القرن" لإنهاء المشروع الوطني وتكريس الاحتلال والاستيطان والابرتهايد مما يتطلب تفعيل وتطوير دوائر ومؤسسات منظمة التحرير من اللجنة التنفيذية- المجلس المركزي- المجلس الوطني وكافة اللجان المنبثقة ، من حيث انتظام الاجتماعات والحفاظ على دوريتها واخذ دورها من اجل تعزيز قدرتها التمثيلية لشعبنا في اماكن تواجده وصولا الى حالة من التكامل النضالي بين كل تجمعات الشعب الفلسطيني مما يتطلب ايضا الالتفاف الشعبي بكل مكوناته حول المنظمة كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.    

• عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى